السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

المايسترو مارون الراعى: اللغـة العـربية هي الأجمل وليست الأصعب فى الغناء الأوبرالى

المايسترو مارون الراعى: اللغـة العـربية  هي الأجمل وليست الأصعب فى الغناء الأوبرالى
المايسترو مارون الراعى: اللغـة العـربية هي الأجمل وليست الأصعب فى الغناء الأوبرالى




شهدت دار أوبرا لبنان تجربة فنية فريدة، بعد أن قدم المؤلف الموسيقى وقائد الأوركسترا مارون الراعى لأول مرة  أوبرا «عنتر وعبلة» باللغة العربية الفصحى، وبرغم من وجود بعض التجارب المعدودة فى هذا المجال، إلا أن المايسترو مارون الراعى كانت له تجربة مختلفة فى كتابة ولحن «عنتر وعبلة» باللغة العربية الخالصة وقدمها بلغة أوبرالية خالصة أيضا، وجاء مؤخرا المايسترو بصحبة مدير أوبرا لبنان رجل الأعمال فريد الراعي، لبحث سبل وإمكانية التعاون مع دار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتورة إيناس عبد الدايم، وعن هذا التعاون وهذه التجربة الفنية الفريدة فى عالم الأوبرا قال المايسترو مارون الراعي: منذ بدايات القرن العشرين سواء بمصر أو بيروت هناك بعض الموسيقين الذين أحبوا إدخال اللغة العربية إلى الأعمال الأوبرالية، وأعتقد أن هذا يمثل مسار تاريخى للحضارة العربية لأنه ليس ضرورى أن يحصر هذا الفن بالغرب فقط، فالأوبرا فن عالمى وله تقنياته الخاصة وتابعت سلسلة من الأبحاث بهذا المجال ورأيت أين توقف من سبقنى بهذه التجربة، ثم بدأت فى خوض تجربة «عنتر وعبلة»، بناء على ما توقفت عنده التجارب السابقة.
ويضيف: هذه التقنية أصبحت تدرس رسميا بالكونسيرفتوار اللبنانى، ونحن هنا فى مصر بناء على دعوة الدكتورة إيناس عبد الدايم والمايسترو  ناير ناجى، لأننا فكرنا فى ضرورة الانطلاق من دار الأوبرا المصرية لرمزيتها، لأنها أول دار أوبرا بالعالم العربي، ونطمح فى أن ننطلق من القاهرة وفق أسس أكاديمية وعلمية للغناء يطابق حاجات اللغة العربية، وسوف نؤسس لبروتوكول تعاون مشترك بهذا المجال.
وعن مدى سهولة الغناء الأوبرالى باللغة العربية قال المايسترو الراعى: الغناء الأوبرالى له أسس واحدة يتعلمها أى مطرب أوبرا مثل أسس التنفس والإلقاء، والشيء الوحيد الذى يختلف هو نطق الحروف مثل الفرق بين اللغة الإيطالية والألمانية فكلاهما له مخارج حروف تختلف عن الأخرى، ولكل لغة تقنية خاصة بنطق حروفها، وبالتالى الغناء الأوبرالى ليس سهلا بكل اللغات، واللغة العربية هى الأجمل وليست الأصعب، فالألمانية صعبة على سبيل المثال، وكذلك الصينية وبرغم ذلك قدمت الصين أوبرا كاملة على مسارحها بلغتها، ومن خلال تجربة «عنتر وعبلة» فى لبنان قدمنا عرضين للأوبرا، ولاقت إعجابا جماهيريا كبيرا، لأنها قريبة من الجمهور، وتشبه ما تربينا ونشأنا عليه، وفى رأى هذا العمل كان يعبر وبقوة عن ثقافة وضمير المجتمع العربى لذلك أحبه الجمهور وشعر بقربه الشديد منه، وهناك من كان يحضر الأوبرا لأول مرة، وكثيرون سبق لهم حضور أوبرات عالمية خارج بيروت، فهموا القصة والغناء والكلمات واللحن، وكان قريب منهم لأنه هو الأساس، فالقصة والفكرة من أرضنا وتاريخنا العربي، وتعتبر أول أوبرا تقينة خاصة باللغة العربية.
ويقول: لم اخترع شيئًا غريبًا بل فهمت ورافقت الموسيقيون بلبنان ومصر، وأخذت وقت طويل حتى وصلنا وتبينا سر الغناء باللغة العربية، وسر الغناء باللغة العربية، هى اللغة العربية نفسها، لأنها لغة جميلة جدا أجمل من الأجنبية، فهى مبنية على الشعر، والشعر العربى هو الوحيد بالعالم الذى يحتوى على علم العروض، أى موسيقى الشعر، وبرغم ذلك هذه اللغة لم تستغل من قبل على الرغم ما تمتلكه من جماليات، فقمنا باستغلال النثر الموصل، والأشعار تبع عنتر، لخدمة جمال اللغة، فالقصة مأخوذة من التراث الوجدانى الإنسانى تبع العرب، وهو فى الأساس شاعر ولديه كثير من الشعر يشير على الثقافة والخيال والجمال، ثم هو بطل وفارس، بجانب قصة الحب الشهيرة بينهما وهى أجمل من مائة «روميو وجوليت»، واللون الأسود ضد التمييز، فالأوبرا تحمل بمكونها غنى انسانى، لذلك اخترت «عنتر وعبلة»، وهناك قصص أخرى كثيرة ستتوالى فى أعمالنا القادمة بهذا المجال مثل «الأجنحة المتكسرة» لجبران خليل جبران، و»عودة هولاكو»، فلدينا حاليا اتجاه لتدريس كتابة الليبرتو بالجامعة الدولية ببيروت، وكتابة اللبيرتو بمعنى  كيفية تحويل قصة نثرية إلى حوار مموصل ومغنى، فهذا النوع من الكتابة يخرج الموسيقى من قلبه، والمسرح الغنائى يحتوى عادة على اللحن والهارمونى والإيقاعات، وافريقيا هى البلد الأول بالإيقاع، بينما العرب هم الأقوى باللحن وأوروبا بالهارمونيا الأصوات المتعددة، لكن الملحنيين المصريين واللبنانين لديهم اجمل ميلودى بالعالم، والإيقاع والهارمونى تبنى على الميلودي، فنحن نمتلك أقوى شيء ولا نستغله بشكل جيد..!!
وفيما يتعلق بالشق المادى والتكلفة الإنتاجية الضخمة وشكل التعاون مع دار الأوبرا المصرية، قال مدير أوبرا لبنان ورجل الأعمال فريد الراعى: نبحث اليوم إمكانية التعاون مع أوبرا القاهرة، لأنها تمثل مرجعية كبرى فى هذا الفن وأبدوا اهتمامًا كبيرًا بعد زيارتنا فى بيروت أحبوا التجربة، كان للدكتورة إيناس عبد الدايم رؤية كبيرة وواضحة فى هذا المشروع، فسوف تحتضنه وننطلق معا بشكل اقوى عن طريق عمل مشترك، اليوم نضع مسودة أو مذكرة تفاهم على اساسها سينطلق جدول بكيفية تسيير هذا التعاون، بالطبع نطمح فى إمكانية العرض بالقاهرة، لكن لم يتحدد التاريخ بعد، لأنه من الصعب نقل اوبرا كاملة تحمل 400 أو 500 شخص لعمل عرض ساعة ونص يحتاج وقتًا طويلًا للتحضير.
وأضاف: لدينا بروتوكول تعاون مع الكونسرفتوار الوطنى بلبنان فأوبرا لبنان هى شركة خاصة، وأنا أمثل عدة رجال أعمال خرجنا فى فترة من لبنان وعدنا إليها للاستثمار فى صناعة الثقافة الوطنية، وهو مشروع يتم على المدى الطويل وهناك أيضا الأخوان ميشيل وروميو عبده، هما أيضا من الداعمين لهذا المشروع، الشق الأول هو المادى وتأمين استمرار هذه المشاريع والشق الثانى هو الاجتماعى لأن المكسب الحقيقى يكون على المستوى الاجتماعى بصناعة الثقافة ثم على المستوى المادي، وفى دول مثل الصين أو ألمانيا الدولة تشجع بشكل قوى دعم تطوير الثقافة، والربح المادى يكون مثل أى بيزنس، وهذه التجربة كانت ناجحة فى لبنان وحاليا نبحث فى الجزء الثانى بالتعاون مع القاهرة، وأهم شيء فى تحقيق الربح هو كسب ثقة الجمهور والإعلام من أول مرة، وحدث هذا فعليا فى بيروت كان هناك تجاوب ايجابى جدا وبالتالى نحن نطمح فى الأكثر، وفكرتنا أن يكون هناك عشر فرق من كل البلدان العربية لتوصيل الفن والثقافة بالعالم مثل تداول فرق كرة القدم، فلماذا لا نرسل فرقنا لإقامة عروض فنية بالخارج، ونحن نمتلك ثقافة وتراث غنى ، هذه مراحل وخطوات يجب أن نمر بها، فبعد نجاح المرحلة الأولى بالعرض المحلى فى لبنان، نتمنى أن نعرض بالقاهرة، ثم ببلدان أخرى حتى ننشر الفكرة بشكل أقوى وأكبر، لأنه من المهم أن تصل الفكرة للناس ويتشبعوا بها.