السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

دراما صناعة الحضارة

دراما صناعة الحضارة
دراما صناعة الحضارة




د.حسام عطا يكتب:
  رغم اعتراضى المتكرر حول تحويل الفعاليات الثقافية الرسمية إلى مهرجانات دائمة متصلة، كما هو حادث فى وزارة الثقافة خلال الفترة القريبة الماضية خصما من رصيد العمل الثقافى اليومى الجاد، وخصما من العمل المؤسسى القائم على المواسم الفنية المنتظمة، إلا أن المهرجان شديد الأهمية الذى لم يعد، رغم عودة جميع المهرجانات القديمة واستحداث بعض من المهرجانات الجديدة، هو مهرجان القاهرة الدولى لسينما الأطفال الذى يجب عودته من أجل استعادة القدرة على المواجهة الحقيقية مع موجة أفلام العنف وثقافة العنف اليومية فى حياة الناشئة والمراهقين.
وفى هذا الإطار وبتجديد الخطاب الثقافى للثقافة الناشئة فى مصر حفاظا على دورهم القريب للغاية فى بناء مصر المستقبل يجب أن تصرف الدولة ومؤسسات المجتمع المدنى جهدا واضحا إلى الفنون التى تحض على رفض العدوان والعمل على تكريس الشعور بالأمن وتدريب القدرات عبر الفعاليات الثقافية للطلائع والشباب على تقييم الذات، وتدعيم فكرة الاستقلال الذاتي، وقيم العمل لأننا فى عصر يرتبط فيه العمل بالمعرفة وبالاستقامة السلوكية، وكذلك تنمية قيمة الاستمتاع بالحياة وإزجاء أوقات الراحة والفراغ بالمشاركة فى احتفالات للسمر والغناء والحوارات والاستمتاع بالانضمام لمجموعات متضامنة لأهداف المتعة الإنسانية الصحيحة، وللتدريب على الرد الحضارى القانونى على أفعال العدوان، وبالتأكيد تأتى مسألة استعادة مهرجان القاهرة الدولى لسينما الأطفال بعودة الاهتمام بأفلام التحريك، والأفلام البشرية العادية، وبرامج الأطفال والناشئة التليفزيونية المساعدة على انضاج الشخصية وتكوين السلوك الاجتماعى السليم، وكذلك التأكيد على استعادة أدب المراهقين بعيدا على الرجال الخارقين وعوالم الجنون والغرائب الداعمة للبطولات الفردية الخيالية ولمحاولة استعادة عادة القراءة من أجل لفت الأنظار قليلا بعيدا عن شاشات التليفزيون والفيديو والألعاب الالكترونية ووسائل التسلية ونشر الشائعات على شبكات التواصل الاجتماعى.
ذلك أن استعادة العمل المؤسسى الجاد فى ثقافة الطفل هو المواجهة الحقيقية لمعارك المنافسة حتى الموت على الصعيدى الاجتماعى والسياسى، والتى يأتى فيها الناشئة والشباب الذين غادروا الطفولة المتأخرة، وقودا بشريا لهذه المعارك التى تدير الأذى البشرى بدافع مخادع يلبس صورة الانتصار لأفكار مقدسة والقداسة منها براء، وهى تأكيد نفسى ضار لعقدة العقد فى علم النفس الاجتماعى ألا وهى مركب القلق وإشاعة التوتر المجتمعى لصالح ثقافة الكراهية والتربص وثقافة الإحساس الدائم بالذنب والضيق واليأس من المستقبل.
ولذلك فعودة ثقافة الطفل والشباب ضرورة حيوية لأنها الممر الصحيح نحو تنمية مدركات الخيال، وتأسيس القيم الاجتماعية والتنشئة السياسية، من أجل صيانة الحاضر وإنقاذ المستقبل وإيقاف أسباب كل هذا العنف والاتجار به فى الفن والحياة.