الأحد 22 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

كبار علماء الدين يطالبون بترجمة الاحتفال بمولد الرسول عمليا والتأسى بأخلاقه

كبار علماء الدين يطالبون بترجمة الاحتفال بمولد الرسول عمليا والتأسى بأخلاقه
كبار علماء الدين يطالبون بترجمة الاحتفال بمولد الرسول عمليا والتأسى بأخلاقه




كتب - صبحى مجاهد


فى كل عام ومع حلول المولد النبوى الشريف يزداد الحديث عن حكم الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم، ونرى من يحرم الاحتفال بل والصوم أيضا فى يوم مولده الشريف وهو ما اعتبره كبار علماء الدين تطرفا وترويجا لفكر تكفيرى.
ويأتى التحريم فى الوقت الذى تحتفل فيه الطرق الصوفية بالمولد النبوى الشريف بإطلاق موكب ينطلق من مسجد الجعفرى بالدراسة فى مسيرة بالأعلام لمختلف الطرق الصوفية، حيث من المقرر أن تصل المسيرة إلى مسجد الحسين برئاسة د. عبد الهادى القصبى شيخ مشايخ الطرق الصوفية.
وفى البداية يوضح الدكتور شوقى علام - مفتى الجمهورية أنَه لا بد أنْ نُترْجمَ الاحتفالَ بالمولد النبوى وذاكَ الاحتفاءَ بالتأسى بأخلاق صاحب المقام الأرفع، وأن يرَى الناسُ منَا أخلاقَهُ وأفعالَهُ، فقدْ كانَ صلواتُ ربى وسلامُه عليه قرآنًا يمشى علَى الأرض، وكان أحسنَ الناس خُلقًا.
وأشار إلى أن السائرينَ على درب النبى صلى الله عليه وسلم لا يَنْجُونَ من عثراتٍ فى طريقهم تحاولُ إثناءَهم عن منهجهم، وتتمثَلُ هذه العثراتُ فى وجود بعض المتطرفينَ والجماعات المتشددة والإرهابية، الذين اتَخذُوا منَ التطرُف والتشدُد منهجًا لهم، وهوَ أبعدُ الناس عن المنهج النبوى القويم.. وأكد مفتى الجمهورية أنه من واجبُنَا التصدى لهم والردُ عليهم؛ لأنَهم يرتكبُونَ جرائمَ منكرةً فى حق المقام النبوى الشريف، لأنهم ينتَزعَونَ الكلامَ النبويَ منْ سياقه، ويحملُونَه علَى أسوأ المعانى والمحامل التى لا يحتملها، ويخلعُونَ عليه مَا وقَرَ فى نفوسهم منْ غلظَةٍ وعنفٍ وشراسةٍ وانفعالٍ، معَ جهلٍ كبيرٍ بأدوات الفهم، وآداب الاستنباط، ومقاصد الشرع الشريف وقواعده.
ولفت إلى أن هؤلاء المتطرفين يحولون الكلمةَ المنيرة منْ كلام النبوَة- والتى تملأُ النُفوسَ سكينَةً ورحمةً وإجلالاً لهذَا الدين، وشهودًا لكمَاله- على أيديْهم إلى معنًى دمويٍ قبيحٍ، مُشوَهٍ، يملأُ النُفوسَ نفورًا ورعبًا، وحاشَاه صلَى اللهُ عليه وسلم أن يكونَ كذَلك وهوَ رحمةُ الله للعالمينَ.
وقال مفتى الجمهورية: «مَا أحوَجَنَا اليومَ إلى أخلاق النبى صلى الله عليه وسلم فى زمنٍ عزَ فيه خُلقُ الرَحمة والأمانة والصَبر والتواضع والزهد وغيرها، فقدْ كانَ صلى الله عليه وسلم رحيمًا، فقالَ عنه ربُه عزَ وجلَ: «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إلَا رَحْمَةً للْعَالَمينَ»، وعندمَا قيلَ له ادعُ علَى المشركينَ، قال صلى الله عليه وسلم: «إنى لمْ أُبعَثْ لعَانًا، وإنَما بُعثتُ رحمةً»، وكانَ أمينًا صادقًا فلُقبَ فى الجاهلية بالصادق الأمين».
من جانبه دعا د. على جمعة مفتى الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء من يفتى بحرمة المولد النبوى بالتوبة والعودة لصحيح الدين، وشدد أن القول بأن الاحتفال بالمولد النبوى شرك هو ترويج لفكر التكفير وامتداد لفكر داعش لتكفير المسلمين، وأن صيام يوم المولد النبوى كصيام يوم عاشوراء.. وأوضح د. على جمعة: «أن الرسول احتفل بيوم مولده كلأسبوع بصيام الاثنين وقال: هذا يوم ولدت فيه، وأن الاحتفال بالمولد النبوى هو شكر لله»، مؤكدا أن الاحتفال بالمولد النبوى له أصل من القرآن وهو قوله تعالى «ذكرهم بأيام الله» وليس هناك افخم عند المسلمين من يوم مولده صلى الله عليه وسلم مشيرا إلى أن الرسول ذبح كبشين أقرنين فى يوم ميلاده.
وأضاف أن البدعة ما جاءت مخالفة لأصل الشريعة وليست المندرجة تحتها حيث إن الاحتفال بالمولد النبوى يندرج تحت نص شرعى، وأن تحريم المولد النبوى كلام يهدف لقتل الإسلام، موضحا أن تعليم الأبناء حب الرسول واظهار تلك المحبة تؤهلنا ان نكون معه يوم القيامة ورسول صلى الله عليه وسلم شأنه عظيم ولكن الجهلاء يتعاملون مع مولده بجهل وقسوة قلب.
من جانبه أكد د. مجدى عاشور المستشار العلمى لمفتى الجمهورية أنه يجوز الصوم احتفاء بمولد النبى صلى الله عليه وسلم وفى ذلك اقتداء به، وقال فى فتوى له أن الاحتفال بالمولد النبوى من اعظم القربات ولابد أن نظهر الفرح بيوم مولده، حيث إن كل لحظة من لحظات حياة المسلم لابد وان تكون فرحا برسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأضاف أن المتطرفين لديهم مشكلة فى علاقتهم بالرسول صلى الله عليه وسلم بينما يحتفلون ببعض الأئمة الخاصة بهم وحيث يأتون لمولد النبى صلى الله عليه وسلم يقولون ان الاحتفال به بدعة، مشيرا إلى ان هؤلاء لا يحبون ادخال السرور على قلوب المسلمين، مع أن اول من احتفل بالمولد النبوى هو الرسول صلى الله عليه وسلم.
فيما أوضح الدكتور صلاح العدلي، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، أن الأمور العظيمة تحتاج إلى مقدمات عظيمة والمحنة التى كانت تعيشها البشرية و تحيا فيها الإنسانية قبل بعثة النبى صلى الله عليه وسلم كانت تحتاج إلى منحة ربانية إلهية عالمية إلى يوم القيامة فجاء مولد سيد الخلق وحبيب الحق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
وأضاف أن مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مختلفاً، وكانت طفولته مختلفة، مشيرًا إلى أنه عاش فى قومه قبل النبوة أربعين عامًا فما وجدوا منه غير الصدق والعدل وأداء الأمانة وحسن الجوار، حتى لقبوه بالصادق الأمين.
وأكد الدكتور العدلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان نموذجًا عالمياً اتسع صدره للخلق جميعاً مؤمنهم وغير مؤمنهم، و كان فى الكلام صادقاً وفى الأفعال مطابقاً، وقد كان نعم الأب والزوج والصديق، موضحًا أننا إذا أردنا التقرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم والاحتفاء به، فيجب علينا اتباع سنته ودراسة سيرته، وكثرة الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم.