الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

ثروت الخرباوى: الصراع مشتعل داخل الجماعة للاستيلاء على مؤسسة الرئاسة بين مرسى والشاطر





يطرح المفكر ثروت الخرباوى فى كتابه الثانى «سر المعبد.. الأسرار الخفية لجماعة الإخوان المسلمين» أربعة محاور مهمة كل منها يحتاج إلى كتاب بأكمله تضيف إلى ما قدمه فى كتابه الأول «قلب الإخوان» الصادر فى 2010 الذى كشف فيه أسرار خروجه من جماعة الإخوان المسلمين عام 2002، المحور الأول هو علاقة الإخوان المسلمين بالحركة الماسونية، الثانى هو علاقة الجماعة بعبدالعزيز آل سعود والحركة الوهابية، الثالث هو علاقة الإخوان بالتكفير والهجرة والرابع هو الأقسام السرية داخل الجماعة وهو قسم الوحدات وقسم الشرطة والقضاة، وهو ما نناقشه معه خلال هذا الحوار الآتى:
■ كيف ترى شكل الانتخابات البرلمانية القادمة بعد تحولات المشهد السياسى وما حدث به من تكتلات سياسية؟
- لن تختلف كثيرا عن السابقة!.. فلم يكن هناك «وفد» .. أين الناصري؟ لم يكن هناك «ناصري»!..لم تكن هناك أحزاب قوية والنظام هو الذى أضعفها، فبالتالى نحن الآن فى أزمة.. أنه فى أية انتخابات سنجد أن حزب الإخوان المسلمين «الحرية والعدالة» أصبح وريثا للحزب الوطنى المنحل بالتالى الناخبون.. سيكون مرشحى الإخوان المسلمين هم أحد الخيارات الأساسية أمامهم، لأن الخيار الثانى وهو القوى المدنية الليبرالية البديلة غير موجودة بالتحالفات التى تتم والتى قد تجعل من بعض القوى المدنية قوية، والوجود الإسلامى فى كيانات أخرى مثل حزب «مصر القوية» لو تحالف مع حزب «الوسط» سيجعل الأصوات الممنوحة للتيار الإسلامى منقسمة نوعا ما بالتالى سيكون الإخوان المسلمين هم الأكثرية وليسوا الأغلبية فى الانتخابات البرلمانية القادمة فسيكون الفارق ضئيلًا فيما بينهم وبين القوى التالية لهم، فالأغلبية لن يحصل عليها أحد إنما الأكثرية تعنى حزبًا واحدًا فى المقدمة، أقول ذلك للجميع ليكونوا مستعدين لذلك وكل الاجتهادات محمودة.. إنما هناك نقطة مهمة لابد من أخذها فى الاعتبار وهى وجوب النزول لرجل الشارع العادي، فليس هناك اسم واحد معروف ومطروح للرجل العادي!
■ ألا ترى أن محاولات صباحى فى تأسيس التيار الشعبى هى تكتل فى مواجهة الإخوان المسلمين؟
- نعم ولكن لابد أن يصل «التيار الشعبي» لرجل الشارع العادى وهو ما لم يفعلوه حتى الآن!
 

 
■ ألا يكفى التواجد الإعلامى أم أن هناك آليات أخرى؟
- لانعرف حتى الآن الانتخابات القادمة هل ستكون بالقائمة أم الفردي، فإن كانت بالقائمة فالاسم سيكون له دور فى الترويج لمرشحى القائمة، فعلى التيار الشعبى بذل جهد كبير للوصول للعامة، إذا كانت الانتخابات بالفردى فيجب الحرص الشديد على اختيار الشخصيات التى سيدعمها وتكون شخصيات قريبة من الشارع ولها تأثيرها فى كل المناطق، وهو أمر صعب فلدينا مشكلة أن النخب السياسية والثقافية والمعارضة عموما هى معارضة فوقية ليس لها تأثير فى الشارع فقدرتهم على النزول للشارع فى السنوات الماضية كانت ضعيفة جدا، بالتالى عليهم العمل بدأب من الآن.
■ لماذا تأخرت فى نقد جماعة الإخوان المسلمين كتابيا رغم انشقاقك منذ عام 2002 .. فأول كتبك «قلب الإخوان» كان فى 2010 واليوم «سر المعبد»؟
- أنا أصدرت العديد من المقالات فكنت أوصل صوتى المنتقد للجماعة منذ كنت فيها من خلال مئات المقالات والحوارات بالصحف والتليفزيون، فلم أكن صامتا...لكن فى كتابى «قلب الإخوان» و«سر المعبد» سجلت تجربتى الذاتية فى جماعة الإخوان المسلمين لذلك كنت فى حاجة لمساحة زمنية للابتعاد لأعيد النظر وأحلل ما مررت به من أحداث، فالكتابة فور الخروج ربما افتقدت للحيادية، فأنا أبغى الحكمة والعقل والحق فى الكتابة.
■ ما سبب خروجك من جماعة الإخوان المسلمين؟
- سجلت ذلك فى كتابى «قلب الإخوان» لكن العنصر الأساسى الذى أريد الحديث فيه هو أن جماعة الإخوان المسلمين ازدادت انغلاقا على نفسها لتبنيها مفاهيما شبه عسكرية! ... فى الأصل حين دخلت الجماعة كانت مدنية دعوية رحبة ذات صدر واسع ترحب بالجميع ولا تصطدم مع أحد.. إنما على مدار سنوات بدأت تنغلق على نفسها وتضيق بمن يفكر والرأى الآخر وترحب بمن يسمع ويطيع وأنا طبيعة شخصيتى مختلفة عن هذا النمط بالتالى لم أتحمل البقاء فكانت آخر تجربة لى بالجماعة عندما كنت أقود لجنة «إدارة الأزمة» بعد القبض على الدكتور بديع وآخرين فى قضية النقابات المهنية، وقتها كنت متبنيا فكرة «المشاركة لا المغالبة» وأن نتشارك مع قوى المعارضة ونكون قوة واحدة فى مواجهة النظام الحاكم لكن هذه الفكرة لم تكن على هوى إدارة الإخوان وقتها التى كانت ترى أننا يجب أن نتحالف مع النظام لا القوى الأخرى! وهو ما وقفت وعملت ضده مما دعا المرشد لإصدار قرار بحل اللجنة التى كنت مسئولا عنها وتعيين الآخرين بدلا مني، استمررت فى تطبيق فكرتى وهى محاولة التحالف مع قوى المعارضة للوقوف بوجه النظام والإعلاء من قيمة المشاركة لا المغالبة.. الذى بدوره أوصلنى لمفترق الطريق مع  الإخوان لأعلن لهم أنهم فى طريق وأنا فى طريق.
 

 
■ لكن شعار «المشاركة لا المغالبة» يتبناه الآن حزب «الحرية والعدالة» الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، فما تفسيرك؟
- هذا الشعار ليس من نبت خيال الدكتور مرسى أو المجموعة الحالية.. لكننى كنت واحدا ممن صاغوا وصكوا هذا الشعار فى مؤتمر لنقابة المحامين بعد فرض الحراسة عليها عام 1997 وكان مختار نوح هو من نطق بهذا الشعار على منصة المؤتمر بهدف دعوة القوى السياسية أن تقف معنا نحن الإخوان المسلمين... الإخوان الآن يستخدمون هذا الشعار سياسيا للضحك على القوى السياسية وعندما قام مرسى باستخدام هذا الشعار كانت دعايته تقوم على محاولة إقناع الناس بالذى لا تمارسه الجماعة والذى لا تقتنع به من الأصل!... فالجماعة لا تقتنع سوى بالاستحواذ والسيطرة!
■ هل تصدُّر مطمح السياسة والنفوذ لمقدمة أولويات جماعة الإخوان المسلمين على مطمح نشر الدعوة والشريعة كان السبب وراء انغلاقها على نفسها؟
- الجماعة دائما ما تصف نفسها بأنها جماعة شاملة.. أى دعوية وسياسية وثقافية وغيرها، لكن هذا الشمول لابد أن يكون هناك توازن فيما بين هذا المتعدد، فالشكل الدعوى هو الأكبر للجماعة.. كما أن الإخوان يقولون ان الإسلام هو دين ودولة إذن لابد من ممارسة السياسة وبغض النظر عن ذلك، ليس معنى أن الإسلام دينا شاملا أن يكون التنظيم أيضا شاملا!
فنحن فى زمن يعرف التخصصات والتنظيم ليس الإسلام! .. لكنهم رفعوا من قيمة « السياسة التنافسية» التى تعنى الدخول فى منافسات انتخابية مع القوى السياسية الأخرى والأفراد الآخرون غير المنتمين للجماعة وهو ما يتنافى مع طبيعة الداعية.. لأنه كيف أقوم أنا إلى دعوة الناس لمنهجى الوسطى ثم أقوم بالتنافس معهم وأقول لهم أنتم لستم على شىء وأنا صاحب الحق! فاحترفت الجماعة فى السنوات الأخيرة السياسة التنافسية وأهملت الجانب الدعوي، فلو بحثنا عن دعاة وعلماء الإخوان المسلمين فى الزمن السابق أمثال الدكتور يوسف القرضاوى والشيخ الغزالى والدكتور السيد سابق والشيخ أحمد حسن الباقورى كلهم شخصيات لها قيمتها، الآن من هم دعاة الإخوان المسلمين لا أحد يعرف شيئا عنهم!!.. فالدعاة الموجودون حاليا والمؤثرون برجل الشارع هم دعاة السلفية أمثال الشيوخ محمد حسان والحوينى وياسر برهامى ومحمد حسن يعقوب، بالتالى ذلك أكبر دليل على انحسار العمل الدعوى الذى تهمش أمام السياسة والانتخابات ومنافسة الآخرين.
■ هل هذا ما تسبب فى انشقاقات بعض قيادات الجماعة مثل الدكتور كمال الهلباوى التى حدثت فى الفترة الأخيرة؟
- بالتأكيد، فالدكتور الهلباوى فى الأصل رجل دعوى تربى على منهج حسن البنا وهو ما اختفى الآن ليحل محله منهج مجموعة من الأشخاص تسعى للاحتكار ووضع يدها على الحكم دون سابق خبرة وفهم وتريد أن تكون صاحبة السيطرة وهو ما ليس من أفكار الدكتور كمال الهلباوي.
 
 

 
■ هل هناك تأثير للفكر الوهابى على الجماعة؟
- بدون شك!..لأنه عبر السنوات الماضية حدث تسلف لجماعة الإخوان المسلمين أى أن الجماعة السلفية امتدت لجماعة الإخوان المسلمين، هذا التسلف أصبح هو الممثل للمرجعية الفكرية للجماعة.
■ هناك فصل «الماسيو إخوانية».. شبهت جماعة الإخوان بالماسونية هل تعنى أنها مخترقة من الماسونية؟
- ما شدنى لطرح هذه العلاقة بين الجماعة والماسونية هو مفتتح لبحث فى حاجة للاستكمال، أثناء بحثى وجدت الآتي: تطابق أسلوب «البيعة» ما بين الماسونية والجماعة فى النظام الخاص وهى الحجرة المظلمة والجلوس على الأرض على منضدة صغيرة ووضع اليد والقسم بحل الإنسان دمه فيما لو خان أو خرج وأن يكون الشخص الذى أبايعه مرتديا للقناع، كذلك التشابه فى النجمة الخماسية فالماسونية لديها «الخاموس» المتشابهة مع شعار الإخوان المسلمين بحسب استشارتى لأحد المهندسين فحين توصيل النقاط الخمسة للشعار ستكون «الخاموس»، أيضا درجات الانتماء للماسونية هى نفس درجات الانتماء للإخوان والذى يبدأ بـ«محب» أو «مؤيد» ثم يصبح «أخ» ثم «أخ عامل» ثم «أخ مجاهد»، كذلك كلمة أستاذ وهو التعبير الذى استخدمه البنا فى طموحه للوصول إلى «أستاذية العالم» وهو الحصول على سيطرة العالم وهو نفس التعبير لدى الماسونية ونفس الهدف، وحين قفزت فى التاريخ وجدت الشيخ محمد الغزالى فى أحد كتبه يتهم المرشد الثانى للجماعة وهو الهضيبى أنه كان عضوا بالمحفل الماسونى فى مصر واتهم أيضا سيد قطب بأنه كان ماسونيا وكان من كتاب جريدة «تاج الحق» لسان حال المحفل الماسونى الذى هو عضو به، بالتالى أنا أحقق فى أشياء أخذتها أولا عن لسان الشيخ الغزالى وأكملت عليها ملاحظة أخرى وهى أن الماسون تنظيم دولى وكذلك الإخوان، الماسون وفقا للدراسات التاريخية هو تنظيم قائم منذ 3000 سنة وفى العصر الحديث يؤرخون له من القرن السابع عشر وكان حركة مقصورة على المهندسين كما أن عضويته مقصورة على حملة المؤهلات العليا كذلك الإخوان من بعد حسن الهضيبى خاصة فى السبعينيات اقتصرت على حملة المؤهلات العليا، الماسونية لا مكان فيها للمرأة وكذلك الإخوان بل إن قسم الأخوات هو قسم مستحدث وليس له وجود حقيقي، أيضا كلا الحركتين تهدف إلى السيطرة على العالم، فطرحت سؤالا:
■ هل من المنطقى والماسونية هى الحركة الأقدم خبرة وتجربة عندما تجد تنظيما ينافسها فى السيطرة على العالم أن تتركه دون أن تخترقها؟
فالشيخ الغزالى أكد فى كتابه أن الماسون اخترق جماعة الإخوان المسلمين وتحدث عن دخول سيد قطب للجماعة وتغيير أفكارها الرئيسية لجعلها جماعة انقلابية وليست دعوية!
■ لكنك ذكرت أن الشيخ الغزالى قد حذف ما كتبه من الكتاب فى الطبعات التالية اى أنه تراجع عن رأيه.!
- لا لم يتراجع، كل ما فى الأمر أن الشيخ الهضيبى خرج من السجن عام 1971 كهلا عجوزا مريضا مما دعا لتوسط بعض الأفراد فى الصلح بينهما وبالفعل تقابلا وسلم كلاهما على الآخر وصلى الشيخ الغزالى وراء الشيخ الهضيبى لكنه لم يعتذر عن كلامه البتة، إنما كل ما حدث أن الإخوان المسلمين أرادوا طبع كتب الغزالى بمطابع ودور نشر الإخوان وقالوا له أنه ليس من اللائق ان يطبعوه وفيه فصل يتهم الشيخ حسن الهضيبى بالماسونية فهل ممكن حذفه؟ .. فوافق على الحذف!! ... مع ذلك كان من المعروف أنه فى الأربعينيات كان من أنشط أعضاء المحفل الماسونى الشيخ حسن الهضيبى وهى معلومة تاريخية لا تحتاج لاعتذار الغزالي، حتى حين واجه الإخوان بذلك قالوا إن المثقفين فى ذلك الوقت المنضمين للماسونية لم يكونوا على علم بحقيقتها وإنما باعتبارها حركة داعية للسلام.
■ لنتحدث عن تأثير الفكر القطبى على الجماعة والذى غير من مفاهيمها.
- معروف أن سيد قطب كان من تلاميذ عباس العقاد وكان شاعرا وناقدا وكاتبا وحاول أن يصنع لنفسه مكانة فكرية مستقلة عن العقاد فبدأ يكتب فى مجال الكتابة الإسلامية وبدأ بكتاب عن «العدالة الاجتماعية فى الإسلام» الذى لم يحمل فكرا خاصا به كما فعل فى الكتاب الأخضر «معالم فى الطريق» وكتابه «فى ظلال القرآن الكريم» كل ذلك بدا بعد عودته من أمريكا وهو ما سجله فى مذكراته وكان ذلك بعد اغتيال البنا الأمر الذى جعله يرى أن من الممكن أن ينظّر تنظيرا جديدا للجماعة وهى جماعة كبيرة وممتدة خاصة وأن الهضيبى وكان المرشد وقتها ليس خطيبا وليس له منتج فكرى ولا يعد باحثا أو فقيها مما أشعر قطب بأنه من الممكن ان يكون المرشد الحقيقى للجماعة، فأخذ أفكار أبو الأعلى المودودى الذى وضع أفكارا للتكفير ولجاهلية المجتمع تتوافق ومجتمعه الهندى الذى يعبد كل شىء دون الله كعبادة البقر والشمس وغيرها، فكان من الطبيعى أن تكون هذه هى أفكار المودودي، قطب اخذ عناوين هذه الأفكار وطبقها على المجتمع المصرى وفسر تفسيرا خاطئا الآيات القرآنية الخاصة « إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه» و « ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون وأولئك هم الفاسقون وأولئك هم الظالمون» ففسر هذه الآيات فى غير موضعها حيث اتهم الحكومة والنظام كله بأنه غير مسلم، وبدأ فى تفسيره «فى ظلال القرآن» ان الذى لا يطبق أحكام على نفسه تحت أية ظروف هو كافر، وتربت أجيال شابة على هذه الأفكار وهى من تدير الجماعة الآن مثل المرشد العام ورشاد بيومي، والحاج مصطفى مشهور.
 

 
■ إذن فإن النظام الخاص الذى أنشأه مصطفى مشهور فى 1939 هو نبت من أفكار سيد قطب التى تربى عليها؟
- نعم.. الحقيقة أن مسألة إيمان أفراد النظام الخاص الذين نفذوا جرائم الاغتيالات هناك أمر حدثنى به أحمد عادل كمال وهو يبكى بشدة هنا فى مكتبى قال: ارتكبنا ونحن صغارا جرائم قتل.. وقتلنا.. ولكن لم يكن لدينا علم وكانت تحركنا العاطفة الدينية فقط وأدعو الله أن يغفر لنا ما فعلناه، هذا نموذج ولكن هناك نماذج أخرى ترتعب من ذلك وتبحث عن مبرر شرعى وهو ما قدمه لهم سيد قطب بأن قال : حينما فعلت ما فعلت إنما كنت تتعبد إلى الله بقتل رءوس الكفر!
وهو ما آمن به مصطفى مشهور إيمانا تاما لذا عندما عاد لتنظيم الإخوان فى السبعينيات احتضن مشهور الجيل الجديد من الشباب الذى كان من بينهم شكرى مصطفى الذى اسس جماعة التكفير والهجرة داخل السجن، وكان هناك أفرادا من قيادات الإخوان – ذكرتهم فى كتابى - تأثرت بفكره وسافروا لليمن حتى أعادهم مشهور لمصر بعد وفاة عمر التلمسانى ليسيطروا على مناطق هامة وضموا أفرادا آخرين تربوا على أفكارهم.
■ كيف ترى شكل العلاقة الآن ما بين الجماعة وبين التكفير والهجرة؟
- أنا أقول أنهم جماعة الإخوان الحالية هى الامتداد الطبيعى للتكفير والهجرة ! فجماعة الإخوان المسلمين انتهت تاريخيا بوفاة عمر التلمسانى لكنها تسمت باسم الجماعة وسرقت تاريخهم ونسبته لنفسها!... وهو بحث آخر أعمل عليه.
■ ألا تخشى من اغتيال الجماعة لك ردا على اتهاماتك الشديدة لهم؟
- أعلم أن هذه الفترة هى فترة الاغتيال المعنوى بكل المستويات والأشكال واعرف جيدا من هو مصدر هذه الاتهامات ومن الذى غسل عقول هؤلاء الشباب ووجههم بهذا الشكل، بالنسبة للتصفية الجسدية ليست فى الخطة الآن فهم يعملون على الانتهاء من خطة «التمكين» الآن.
■ لكن أثناء الثورة كان هناك انقسام بين قيادات الإخوان وبين شباب الإخوان فى المشاركة فى الثورة وبعضهم كون ائتلافات مستقلة عن الجماعة مما يدل على أنهم ما زالوا يملكون عقولهم!
- هؤلاء هم حديثو الانضمام للإخوان أما من قضوا وقتا لا اظن أنهم قادرون على فعل ذلك فلقد تربوا على فكر التكفيريين لأن كل تصرفات الإخوان مبررة لديهم مبررات مقبولة، بالتالى لا يجب ألا نحمل الموضوع أكثر مما يحتمله.
■ هل هناك شواهد لميليشيات النظام الخاص بعد تولى الدكتور مرسى للرئاسة؟
- الشواهد موجودة من الأساس وعديدة منها ميليشات الأزهر التى اتهم فيها خيرت الشاطر فى 2006 – 2007 ومنها ما يتعلق بوقوف شباب الإخوان كحلقة قوة حديدية بعد الثورة حول البرلمان لحمايته من بعض المتظاهرين «السلميين» ومنها أيضا الاعتداءات التى حدثت فى إحدى الجمع التى كانت تعارض مرسى وكانت واضح أنها من اشخاص مدربين.
■ متى ستتيقظ الخلايا النائمة بجماعة الإخوان المسلمين ومن هم؟
- الخلايا النائمة يتم تحريكها وقت الطلب، فهشام قنديل أحد هذه الخلايا فإذا فشل مثلا يتحمل هو المسئولية فهو بمثابة «الصدادة» عن الرئيس وإذا نجح فيكون الرئيس نجح فهشام قنديل هو هشام صدادة.
■ ما هو الوضع الحالى داخل الجماعة هل أصبح أكثر استقرارا بتولى د.مرسى الرئاسة أم أنه مرتبك؟
- هناك حالة من الصراع ما بين الجماعة وبين مؤسسة الرئاسة تحديدا خيرت الشاطر الذى يريد أن يترشح لفترة الرئاسة القادمة ود.مرسى يريد أن يترشح للفترة القادمة، فالشاطر يرى أنه الأحق بهذا المكان الذى اخذه مرسى لخطأ إدارى لم يتنبه إليه أحد وهو مسألة العفو عن خيرت الاشطر هل كان حسب القانون أى بحكم أم بقرار وهو ما ليس قانونيا، فالشاطر قد « سبقه إليها عكاشة» لكن الشاطر لديه إصرار ودؤوب ولا ييأس بالتالى لكى يصل لهدفه يجب الا ينجح مرسى النجاح المطلوب ليكون هناك مبرر لدى الجماعة بسحب مرسى فيقدموا رجل النهضة الحقيقى الذى من المفترض أنه خيرت الشاطر! .. مرسى يدرك ذلك جيدا لذا أبعده تماما عن أى من الملفات المتعلقة بالدولة وجعل من حسن مالك وهو خصم الشاطر صاحب الملف الاقتصادى ثم جاء بالدكتور العوا مستشارا له ثم جاء بالمستشار محمود مكى نائبا له وكلاهما على علاقة غير ودودة مع الشاطر، فأحاط مرسى نفسه بشخصيات بعيدة عن الشاطر فى الوقت الذى همش فيه رجال الشاطر بمؤسسة الرئاسة، فهو يبحث عن النجاح لكن مشكلة مرسى أنه ليست لديه رؤية ويمارس الحكم هواية وليس احترافا بالتالى الشاطر يصبر على مرسي.
■ هل معنى ذلك أن هناك انشقاقًا قريبًا للدكتور مرسى عن الجماعة او ستفصله؟
- لا، مرسى لن ينشق عن الجماعة ولن تفصله الجماعة وهذه هى إحدى المعادلات الكونية الخاصة بالجماعة!.. لكن هذا الصراع سيجعل الجماعة ستأكل نفسها وهو ما تنبأت به منذ أربع سنوات.. فانتظرى لنهاية فترة رئاسة مرسى - إذا استمر - !