الأربعاء 8 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«بطلة سيما» جديد القاصة «غادة فايق»

«بطلة سيما» جديد القاصة «غادة فايق»
«بطلة سيما» جديد القاصة «غادة فايق»




كتب - تامر أفندى

 

بلغة منمقة وثبت «غادة فايق» وثبتها الثانية فى عالم القصة، بعد مجموعتها الأولى «روبابيكيا»، والتى صدرت عام 2013 عن دار نشر «أوراق»، ولعل خطوتيها فى هذا العالم وبقراءة ما كتبت لا تزال مكبلة بأصفاد الذكريات، رغم محاولتها المتكررة الخلاص من تلك القيود وتحرير أوابدها لتحلق بعيدا عن شريط ذكرياتها، «فايق» التى صدر لها حديثا مجموعتها القصصية الثانية «بطلة سيما» عن «بيت الياسمين للنشر والتوزيع»، كتبت المسموح به وفى أوقات المعتاد، خشيت الإفصاح عن كل مكنونات أبطالها، فأخذت منهم بعض أفكارهم وأحلامهم وتركت الكثير، خشيت «فايق» مواطن الفشل والنهايات المأساوية والمواقف الجنسية فتخففت على حساب النص، حتى أنها فى قصة ملك وكتابة، ربما أرادت أن تحكى عن تجربة خاصة بها، وكانت البطلة فيها فى مستهل عملها الأدبي، فتسوقها الظروف إلى عرض أعمالها على رئيس تحرير مجلة أدبية، فلا يقف كثيرا عند ما كتبته، ولكن يتعطش إلى قوامها وجمالها، ذلك الجزء الذى كان يستحق التأنى من الكاتبة فيه وإن كانت انتقت جيدا استخدام اللفظ إلا أن خشيتها من الإطالة أو الاتهام بزج إيحاءات جنسية ترويجا لعملها، جعلها تتخفف إلى حد أن ذلك أثر على جودة النص ككل، وإذا تصفحنا المجموعة كاملة لوجدنا أنه رغم أن العنوان يخطف النظر إلا أن هناك فى المجموعة ما كان أحق أن تعنون به، إلا أنه ربما تكون الكاتبة اعتمدت على المراوغة بالمعنى لشد جذب انتباه القارئ، كما عنونة قصتها الأولى باسم «بيرم»، الذى لوهلة يأخذك إلى عمنا بيرم، وإن كان أحد أبطال قصتها الأولى أخذ من الزجال العظيم ملامحه، وهو ما دفعها إلى عنونة القصة باسمه، إلا أن غادة وثبت فجأة من بيرم ولقائها مع أصدقائها إلى «فرانس كافكا» لتجعل من إحدى مقولاته مدخلا لقصتها الثانية، التى لم تعد فيها خارج المقهى وإن كان توغلت لتدخل بشخوصها فى التلفاز وتخرج بهم إلى قصة إنسانية، كتبتها بلغة رشيقة لكنها لم تخرج فيها عن المألوف والمعتاد عما عهدناه من قصص، ولا أخفى أنى كقارئ تأثرت بقصتها «أمل/ عدلان» لكنها سرعان ما جففت دموعى بانشغالها عن مأساة «سوسن» مع زوجها «عدلان» بـشك والدى البطلة فى تصرفات «عدلان» معها، فقط لأن الرجل ترك زوجته وتزوج من أخرى، وإن كانوا جميعا يصبون جام غضبه عليهم، إلا أنها تمادت فى تبرأته وقطعت خيال القارئ بأن البطل كان مهذبا معها وكأنها أرادت أن تدفع الاتهام عن بطلتها الصغيرة، ليس هذا فحسب إنما وضعت مبررا لزواج «عدلان» من أخرى بأن «سوسن» زوجته الأولى كانت تعانى من نزيف لا يتوقف، موت البطل كجزاء لتخليه عن زوجته نهاية معتادة، كان يجب أن تبعد عنها البطلة، فالموت ليس عقابا، وذكره فى القصة كاستدعاء اضطرارى خشية الإطالة، ووضعه فى البداية يجعل القارئ غير مستعد لأن يكمل القراءة، ختاما «دعاء فايق» قاصة متمكنة من مفرداتها لديها موهبة حقيقية، تجيد استخدام المفردة والتنقل بمهارة وبين العبارات، لكن عليها التأنى على درج الصعود قليلا والتعمق فى مكنونات شخوصها أكثر وإطلاق العنان لقلمها غير عابئة بحدود طالما أن كل شىء فى توظيفه الحقيقى.
■ من المجموعة:
هل الحب رغبة؟ أن نريد فنحب، المشاعر احتياج؟ لماذا خلق الله داخلنا المشاعر إن لم نحب؟ وأن أحببنا نقع أسرى مشاعرنا، نعيش مسجونين رهن لفتة حب.. كلمة حب.. لمسة حب.. مكالمة حب.