الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

ونجحت حملتنا ..




 

محمد عبدالنور صباح الخير : 17 - 08 - 2009


نجحت حملتنا الصحفية فى صباح الخير حين طالبنا على مدى عدة أسابيع متصلة بفتوى أو قرار بتأجيل العمرة منذ اللحظة الأولى من إعلان منظمة الصحة العالمية رفع التحذير من أنفلونزا الخنازير إلى المستوى السادس فى إشارة مؤكدة بأن المرض قد تم تصنيف انتشاره تحت درجة الوباء العالمى.
 

وقد اتخذ مجلس الوزراء قرارا بتقييد سفر المعتمرين باشتراطات خاصة بسن المعتمر فضلا عن تقديم شهادة صحية موثقة تفيد خلو المعتمر من الأمراض طبقا لقرارات وزراء الصحة العرب.فكل المؤشرات كانت تؤدى إلى احتمالية مؤكدة لانتشار الإصابة بأنفلونزا الخنازير بين مئات الآلاف من المعتمرين المصريين طبقا لما تفرضه ظروف تأدية المناسك فى تجمعات كبيرة لأجناس من شتى بقاع الأرض، خاصة مع عدم وجود مصل واقٍ يحمى من الإصابة.

مما كان سيفرض بدوره ضغوطا رهيبة على وزارة الصحة وأجهزتها فى الرصد والمتابعة والعلاج عند عودة المعتمرين المصريين بعد تأدية المناسك بشكل يجعل السيطرة على انتشار الإصابة بين عامة المصريين من رابع المستحيلات.. فضلا عن مدى صعوبة اتخاذ إجراءات عزل احترازية أو علاجية تستوعب عشرات الآلاف من المعتمرين العائدين سواء من حيث أمكنة العزل أو من حيث علاج الإصابات.

إذ حذرنا فى صباح الخير من ارتفاع الإصابات بين معتمرين عائدين وامتد تحذيرنا إلى توقع حدوث تسرب لحالات إصابة بأنفلونزا الخنازير بسبب أو بآخر عبر أجهزة الرصد الحرارى فى المطارات والموانئ.

وصدقت مخاوفنا مرتين .. الأولى عند بدء رصد إصابات بأنفلونزا الخنازير بين معتمرين عادوا لتوهم من أداء العمرة، وقد نجح جهاز الرصد الحرارى فى اكتشافها .. والثانية عندما أعلنت وزارة الصحة عن وفاة أول مصرية أصيبت بأنفلونزا الخنازير بعد أن فشل جهاز الرصد الحرارى فى رصد الإصابة لسبب شديد البساطة وهو أنها قد عالجت نفسها بالمسكنات والأدوية الخافضة للحرارة.. وطبعا بعد أن عادت إلى منزلها وخالطت أهلها وزارها أقرباؤها وجيرانها.

وهى درجة الخطورة على الصحة العامة التى لا يمكن أن يتحمل مسئوليتها وزير ولا يمكن أن يتغاضى عن تداعياتها ضمير دينى.. بما لا يتيح أى مجال لعدم إصدار فتوى أو قرار تأجيل العمرة.. مناورة أو تسويفا أو عدم الرغبة فى إغضاب مشاعر شعبية هى بالتأكيد لا تريد إدراك حجم الخطر على صحة المصريين.
وقد صدرت الفتوى وتم اتخاذ القرار.