الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الطيب فى خطابه بالجلسة الافتتاحية للقمة العالمية لرئيسات البرلمانات: السياسات الحديثة لبعض الدول لاتقل خطرا عن الإرهاب فى إصرارها على تفتيت الدول المستقرة

الطيب فى خطابه بالجلسة الافتتاحية للقمة العالمية لرئيسات البرلمانات: السياسات الحديثة لبعض الدول لاتقل خطرا عن الإرهاب فى إصرارها على تفتيت الدول المستقرة
الطيب فى خطابه بالجلسة الافتتاحية للقمة العالمية لرئيسات البرلمانات: السياسات الحديثة لبعض الدول لاتقل خطرا عن الإرهاب فى إصرارها على تفتيت الدول المستقرة




كتب - صبحى مجاهد

 

أكد د.أحمد الطيب شيخ الأزهر فى خطابه بالجلسة الافتتاحية للقمة العالمية لرئيسات البرلمانات بابوظبى أن وباء الإرهاب الذى استشرى خطرُهُ فى شرقِ الأرضِ وغربها، بعد ما ظَنَّ كثيرون مِمَّن صَمَتُوا عن ولادته وأسباب نشأتِه، أنَّه لَنْ يبرح مَوطِنَه الَّذى نشَأ فيه، فإذا به ينشُر الرُّعْبَ والفزعَ بين النَّاس فى كلِّ مكان.
ولفت الى ان هناك تحَدٍّيا آخر، لا يقل خطرًا عن الإرهاب، وهو تحدِّى السِّياسَات الحديثة فى إصرارها على العبثِ بوَحْدَةِ الأُمَمِ والشُّعُوبِ، وتصميمِها على تفتيت الدول المستقرة وتفكيكها وتجزئتها، وتحويلها إلى خرائط مُهيَّأة للصِّراعِ الدِّينيِّ والطَّائفيِّ والعِرقي، وساحاتِ حروبٍ مُدَمِّرةٍ، وكأنه كُتِب على منطقتِنا هذه أن تكون سوقًا رابحة لما تنتجه مصانع الأسلحة الفتَّاكة، بعد أن تهيَئ لها السياساتُ الاستعماريَّةُ الجديدة مسارحَ الصِّراع وبُؤرَ التَّوتُّر وتُجَّارَ الحُروبِ.
ثم تطرق شيخ الازهر الى حادث الكنيسة البطرسية بالكاتدرائية بالعباسية قائلا: لقد سمعتم بكل تأكيد عن جريمة الأمس الغادرة التى راح ضحيتها برآء مسالمون كانوا يؤدون صلواتهم فى إحدى الكنائس المصرية، وخلَّفت فى قلوب المسلمين قبل المسيحيين آلامًا وأحزانًا ليس من السهل تجاوزها ولا نسيانُها، وهذه الجريمة الوحشية ليست بكل تأكيد إيذاءً للمسيحيين فى مصر، بل هى إيذاء للمسلمين فى شتَّى بقاع العالم، وإلى نبيِّ الإسلام ﷺ فى ذكرى مولده الشريف.
كما حذر شيخ الأزهر من تهميش دور الأسرة فى التنشئة الاجتماعية، وإحالة هذا الدور إلى وظائف تقوم بها مؤسَّسات وشركات بديلة عن الأسرة يفضى إلى مجتمعٍ بلا عواطف ولا علاقات اجتماعية ولا انتماءاتٍ إنسانيَّةٍ، بل يَفضِى به –عاجلًا أو آجلًا- إلى مجتمع فاقد للتوازن النفسى والتراحم الاجتماعى الذى لا تكفُلُه إلَّا الأُسرة، وكل ذلك يؤثِّر سَلْبًا على كُلِّ النُّظُمِ السِّياسِيَّة والاجتماعيَّة والتربويَّة، إن لم أقل: إنه يُهَدِّد مصيرَ النوعِ الإنسانيِّ نَفْسِه.. ولفت الى ان المحذور الثالث هو أن التطور الذى يجرى على قَدَمٍ وساق فى مجال الجينات والهندسة الوراثيَّة وما إليهما، وما يترتَّبُ عليه من مخاطر، يجعَلُنا نتساءل: هل الحداثة هى البديل الأمثل لمجتمع يحفظ قِيَمَ الأُمُومة والأُسرة رغم ما يلحقها باسم الدين من تجاوزات، أو أن نقبل هذا الواقع ونحاول تغييرَهُ وتجديدَه انطلاقًا من هوياتنا المختلفة وثقافاتنا المتعددة، لأن البديل الآخر وبكلِّ تأكيدٍ هو الدَّمار والكارثة بالمعنيين: المادى والمعنوى.