الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«دموع حمراء».. جديد الدار العربية للعلوم

«دموع حمراء».. جديد الدار العربية للعلوم
«دموع حمراء».. جديد الدار العربية للعلوم




عن الدار العربية للعلوم ناشرون صدرت مؤخرا رواية بعنوان «دموع حمراء» للكاتبة وجدان بنت سلمان عبد العزيز.
«دموع حمراء» عنوان يستوقف المتلقى، ويحفزه على القيام بعملية تأويل وحالة ترقب حكائى لمعرفة من أولئك الذين ستتساقط دموعهم دماً من شدة الألم، يمكن تسميتها بـ «مفاتيح حكائية» تقصّدت من ورائها الروائية «وجدان بنت سلمان عبد العزيز» أبعد من الوصف بكثير مما تشى الحكاية: «هى تلك الدموع التى تساقطت بعد عناء طويل وجهد جهيد!.. هى تلك الدموع التى انجرفت نحو الهاوية فتساقطت على وحل قذر!.. هى تلك الدموع الشبيهة بالدماء بعد أن تجف خلايانا فتموت دون مقاومة!... هى تلك الدموع الحقيقية التى همت من عينى المظلوم أمام ظالمة».
فى قراءة الأحداث نجد أن الرواية تنهض على فكرة محددة هى ثورة الشعب ضد السلطة والتآمر على الحاكم (الانقلاب السياسى) وتفعل ذلك الروائية عبر وقائع وأحداث وشخصيات مستدعاة من التاريخ الأوروبى، وأماكن متخيلة، وأزمنة غير محددة، وأياًّ كان الإطار الذى تصطنعه الروائية، فهى تقول من خلاله أشياء وأشياء بطريقة مختارة. فماذا وكيف فعلت ذلك.
منذ المشهد الأول الذى تطالعنا به الرواية فى قصر الملك ديفيد مع زوجته وأبنائه والذى بدأ هادئاً ثم ما لبث أن تحوَّلَ كابوساً نضع يدنا على رأس الخيط الذى ينتظم الأحداث، وتنطرح العقدة التى لا ننتهى من فكفكتها حتى مع نهاية الرواية؛ وإذ بنا أمام مشهد خيانة للملك من أقرب مقربيه «سيلفر» الذى حرض الشعب ضد الملك وأخذ محلّه فى الحكم، وعلى أثر ذلك يُقتل الملك «ديفيد» والملكة الأم «أيلين» التى كانت حاملاً ويتشرد الأبناء الآخرون، «ريتشارد» و«كريستال»، و«رون»، والطفل»، «رون» ووجهتهم كانت قلعة النور المحيطة بالمملكة، فيُباعون فى سوق العبيد، ويواجه كل واحدٍ منهم مصيراً مختلفاً عن الآخر حتى أنهم لم يصرحوا بأسمائهم الحقيقة، خوفاً من قتلهم من قبل الملك الجديد الذى يستمر بملاحقتهم خاصة الابن الأكبر للملك ديفيد وهو «ريتشارد»، الذى يظل هاجس الانتقام والثأر لأبيه يلاحقه، الشىء الذى مكّن الملك سيلفر من الوصول إليه، وإعدامه بالمقصلة بتهمة الخيانة للدولة وللعهد...
فى الخطاب الروائى، استخدمت الروائية تقنية الراوى العليم، حيث تعهد إلى راوٍ واحدٍ عليم برواية الأحداث، كما أنها اصطنعت تقنيات حديثة حين كسرت خطية الزمن وموهته، كما زاوجت بين السرد والوصف والحوار، واستخدمت الاسترجاع والتذكر والاستقدام فى الوقائع المسرودة، أما اللغة فهى أدبية بامتياز.