الثلاثاء 7 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«صندفا الفار» «قرضت» تموين المنيا

«صندفا الفار» «قرضت» تموين المنيا
«صندفا الفار» «قرضت» تموين المنيا




مبنى ينعق فيه البوم.. سقف منهار.. أرضيات متهالكة.. مكاتب لا تصلح للاستخدام الآدمي.. مرحاض تخرج منه روائح كريهة.. هذا حال فرع مكتب تموين «صندفا الفار» بمركز بنى مزار، المتواجد بـ«عروس الصعيد»، حيث إن حاله لا يسر عدواً ولا حبيباً، فضلا عن أن وجودك فى هذا المكان بضع دقائق كفيل بأن يعيدك إلى أيام الجاهلية الأولي.
«روزاليوسف» انتقلت إلى فرع التموين بـ«صندفا»، لترصد معاناة الموظفين، والمواطنين المترددين على ذلك الفرع شبه يوميا، لعلها تجد من ينقذ هؤلاء الضحايا قبيل انهيار المبنى على سقوط المتواجدين داخل جدرانه المتهالكة..
فى البداية يقول ربيع السيد، مدير مكتب تموين صندفا الفار، ببنى مزار، محافظة المنيا: إن القرية لا يوجد بها فى الأساس أى مبنى أو مكان تابع للتموين، الأمر الذى جعل «بنى مزار» تسعى لتوفير أى مكان بديل، وذلك تخفيفا على المواطنين وليرحمهم من رحلة العذاب لاستيفاء الإجراءات الخاصة بالتموين، وحصول البسطاء على الدعم، أو إضافة المواليد على البطاقات التموينية.
ويلفت السيد إلى أن المبنى متهالك، ولا يصلح للاستخدام الآدمي، حيث إن مدخله منهار، والموظفون لا يوجد لهم مكاتب، فضلا عن أن الأرضيات متهالكة، ومستندات المواطنين ملقاة على الأرض لغياب غرفة مخصصة للأرشيف، الأمر الذى حولها إلى «كوم زبالة»، منوها إلى أن المبنى فى الأساس تابع لمديرية الزراعة، ومتواجدون فيه منذ ما يتجاوز الـ6 سنوات، بعد أن عجز مجلس المدينة فى توفير مكان بديل.
ويشير مدير تموين صندفا الفار، إلى أن مؤخرا قامت مديرية الزراعة بإرسال خطاب رسمى لهم، تطالبهم فيه بتجديد العقد معهم، وسداد القيمة الإيجارية عن السنوات الماضية، وإلا ستقوم بطردهم وتشريدهم فى الشارع، لافتا إلى أنهم خاطبوا مجلس محلى بقرية صندفا الفار، برئاسة عصام شلقامي، لكنه وعدهم بمخاطبة مجلس مدينة بنى مزار، ولم يأت الرد حتى الآن.
ويضيف: وبسبب التأخير فى الرد أرسلت مديرية الزراعة تهديدا آخرا، واستعجالا تلزم التموين بضرورة سداد الديون أو إخلاء المبني، مطالبا بسرعة التدخل لإنقاذهم من الروائح الكريهة التى تنبعث من المرحاض، وتوفير مكان بديل يرحمهم من العذاب، ويليق بآدمية الموظفين الحكوميين، ليكونوا مستعدين لتلبية احتياجات المواطنين، والتعامل معهم دون أن تكون أعصابهم مشدودة بسبب انهيار المبني.
ويلفت أحمد مرتضى، أحد الموظفين، بتموين صندفا، إلى أنهم طالبوا مجلس قروى صندفا أكثر من مرة بضرورة نقلهم إلى مكان يليق بآدمية الموظفين والمواطنين على حدا سواء، لكنه التزم الصمت أمام صرخاتهم التى تعالت كثيرا ولم يلتفت إليها أحد، منوها إلى أن تهالك المكان جعل أغلبية المترددين يشمئزون من فرع التموين بعد انهياره.
ويشير مرتضى إلى أنهم قدموا اقتراحات لمجلس القرية أوضحوا خلالها بعض الأماكن التى تصلح إلى انتقالهم إليها، خاصة أنها جهات حكومية، وعلى رأس تلك الأماكن «الطابق الأرضى بالشئون الاجتماعية، أما المكان المخصص للشباب والرياضة بناحية مجلس القرية، فأيضا أصرت الشباب والرياضة على عدم الموافقة أو انتقالهم إليها.
وينوه المتضرر إلى أنهم ينتظرون انهيار سقف المبنى بين لحظة وأخري، حيث إنه قبيل أيام تساقطت أجزاء كبيرة من السقف إلى جوار بعض الزملاء، لكن لولا تدخل العناية الإلهية لكانت قد أودت بحيات ذلك الموظف، الأمر الذى يلزم بسرعة التدخل لإنقاذ الموظفين والمواطنين قبل وقوع الكارثة وانتشالهم أموات من تحت الأنقاض.
ويتهم كثير من العاملين اللواء عصام البديوى، محافظ المنيا، والدكتور محمود يوسف، وكيل وزارة التموين بالمنيا، بالتقصير، والتعامل بـ«لا مبالاة» مع المشكلة، منوها إلى أن الكارثة قد تكون أن المسئولين لا يعرفون شيئا يخص تلك الأزمة، خاصة أنه من الواضح أنهم قد يكون اسم القرية أول مرة يجول بآذانهم.
إلى ذلك لفت أحمد إبراهيم الفضل، أحد أبناء منشأة اليوسفي، إلى أن هناك حالة من الغضب سادت بين جموع المواطنين المترددين على ذلك الفرع، بسبب الروائح الكريهة التى تملأ المكان، بالإضافة إلى عدم صلاحية المكان بأكمله للاستخدام الآدمي، فضلا عن أنه عرضة للانهيار فى أى لحظة، خاصة فى فصل الشتاء وهطول الأمطار، منوهين إلى أنه كان ينبغى على مديرية تموين المنيا عدم افتتاح فرع لها مادام وضعه بهذه الطريقة التى لا تسر عدواً ولا حبيباً.
ويطالب محمد فتحى يحيى، أحد المواطنين المتضررين، محافظ المنيا، ووكيل وزارة تموين الإقليم، ورئيس مجلس مدينة بنى مزار، ورئيس الوحدة المحلية بصندفا، بضرورة توفير مكان بديل فى أسرع وقت، أو التفاوض مع الجهات الحكومية الأخرى التى تمتلك أماكن بديلة للموافقة على الانتقال لديهم، منوها إلى أنه لا يهم أن يكون المكان البديل له صفات معينة أو محددة سوى أنه يليق بهم وبمن يتعامل معهم من الموظفين.