الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«خلاط العجين» استراتيجية الدواعش لقتل الأطفال.. و«الأفران» للبالغين

«خلاط العجين» استراتيجية الدواعش لقتل الأطفال.. و«الأفران» للبالغين
«خلاط العجين» استراتيجية الدواعش لقتل الأطفال.. و«الأفران» للبالغين




كشف مرصد الأزهر فى تقرير حديث له عن اتباع تنظيم داعش الإرهابى لاستراتيجية جديدة تسمى خلاط العجين لقتل الأطفال، وقال إنه بحسب أحد التقارير الإعلامية المبنية على شهادة إحدى الأمهات السوريات، قام هذا التنظيم اللعين بقتل 250 طفلا داخل خلاط العجين المتواجد فى أحد الأفران، كما استخدم فرن الخبز لشوى البالغين وهم على قيد الحياة، فضلا عن عمليات الصلب والذبح التى يقوم بها تجاه النساء والأطفال.
ويذكر المرصد رواية امرأة سورية تدعى «أليس عساف»، تتحدث عن تفاصيل خاصة عن دموية هذا التنظيم... تفاصيل تقشعر لها الأبدان، ويندى لها الجبين، فتقول: «قبل نحو عامين كان داعش يقوم بقطع رءوس الأبناء أمام أعين آبائهم... لم يتوقف أتباعه حتى هذا الحد، وإنما أرادوا أن يتفننوا فى ابتكار وسائل تعذيب أخرى، تحمل بصمتهم الداعشية... أثناء إقامتى بسوريا، قام الدواعش بخطف ستة رجال أقوياء يعملون بأحد المخابز وإحراقهم داخل الفرن وهم أحياء، بعدها قاموا بأسر نحو250 طفلا، أكبرهم يبلغ من العمر أربع سنوات، وقاموا بعجنهم داخل العجان الخاص بأحد أفران الخبر.. ليس هذا فحسب، بل كانوا يقومون بنقل المئات من الفتيات إلى مدينة دوما السورية من أجل نحرهن».
تسترسل السيدة «عساف» فى كلامها فتقول: «كانت العناصر التابعة للتنظيم تستهدف فى ذلك الوقت المسيحيين، فكانوا يقومون بقتل كل من يرفض تغيير اسمه إلى اسم إسلامي، وكان ابنها جورج من بين هؤلاء القتلى... قُتل لأنه رفض تغيير اسمه... فضَّل الموت، ورفض الإذعان إلى طلبى له بالاختباء.
وشدد المرصد على أن تلك الوسيلة تمثل دموية ووحشية التى لم نر لها مثيلا، ولم يضاهيهم فيها سوى أعتى طغاة العالم، وإن كانوا أكثر رحمة من تتار العصر الحديث، حوادث بشعة يتعمد الدواعش تصديرها للعالم لزرع وبث الخوف، والرهبة، والذعر، والفزع فى نفوس الشعوب والدول، وكل من يخالفهم فى معتقدهم، ولعلنا لا ننسى ذلك المشهد الذى قاموا فيه بحرق الطيار الأردنى «معاذ الكساسبة» وهو حي، وبعدها طرحوا استفتاء عن أفضل طريقة قتل مبتكرة، فأسهب مناصروه فى اقتراحات دموية لا تخطر إلا فى عقول شياطين الإنس، منها على سبيل المثال اقتراح بإدخال السباع الجائعة، والتماسيح لتلتهم أعداء الله - حسب كلامهم - وهم أحياء.
وقال المرصد: إن هذا التنظيم الإرهابى يقوم بممارسة وحشيته بدعوى تطبيق الشريعة، والتأسيس لدولة الخلافة، والحقيقة أن أخلاقهم، وممارساتهم، تتنافى كلّيًا، وتتعارض مع ما جاء فى صحيح الدين، فيقول المولى عز وجل فى كتابه العزيز: «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين»، ويقول أيضًا «ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن»، قال عز وجل «لا إكراه فى الدين» وغيرها من الآيات القرآنية التى تتنافى مع ما يرتكبه أيديهم.
واستطرد: «وحسب ما ورد فى السنة النبوية المطهرة... كان الرسول- صلى الله عليه وسلم- فى رحلة مع بعض الشباب، وفى خلال غيابه، ذهب اثنان من الشباب لعش الطير وأخذوا الصغار من العش وكانت الطير الأم تحلق فوق العش تبحث عن صغارها وتضرب بجناحيها من الحزن، وعندما أتى الرسول- صلى الله عليه وسلم- قال «مَنْ فَجَعَ هَذِهِ بِوَلَدِهَا؟ رُدُّوا وَلَدَهَا إِلَيْهَا» أخرجه مسلم، وقال- صلى الله عليه وسلم- كذلك: (لا تمثلوا بالبهائم، لعن الله من مثل بالحيوان). إن الإسلام هو دين الرحمة، والرحمة فيه شملت الإنسان والحيوان والجماد، وإذا كانت الشريعة التى جاء بها النبى- صلى الله عليه وسلم- تنهى عن التعدى على الحيوان، فهى تنهى كذلك عن ظلم الإنسان والتعدى عليه بلا شك، ورغم ذلك يأتى ذلك التنظيم الوحشى (داعش) بشعارات إسلامية، وبنصوص يقوم باجتزائها، وإخراجها من سياقها فى محاولة منه لإيهام أتباعه وغيرهم بأنه صاحب الراية الإسلامية الصحيحة، وهو ما يتنافى مع الواقع، لأنه مجرد حفنة من قطاع الطرق، واللصوص، والمجرمين المختلين نفسيًّا، والمحسوبين زورًا على المسلمين ودينهم الحنيف.