«المواقف العشوائية» تصيب قلب القاهرة بـ «جلطة» مرورية

تحقيق - سمر حسن

تصوير – أيمن فراج


 عشوائية المواقف معضلة أصابت قلب العاصمة بالعشوائية، بل تحولت لصداع ينخر فى رأس المسئولين، ولكن دون الوصول لحلول حقيقية للقضاء عليها.
قام عدد من البلطجية بوضع أيديهم على أجزاء من أرض الدولة وتحويلها لمواقف عشوائية للميكروباصات، دون الحصول على أى تصاريح أو موافقات، وما ساعدهم فى هذا هو تقاعس بعض العاملين فى الأحياء، والذى منحهم الفرصة فى إقامة مثل هذه المواقف دون القيام بدراسة طبيعة المكان.
رصدت «روزاليوسف» عددا من المواقف العشوائية فى وسط القاهرة، وهى منطقة حيوية، وتعد أحد أهم أسباب الازدحام بل شلل حركة المرور داخل العاصمة.
أشهر المواقف العشوائية
جاء ضمن أشهر المواقف العشوائية داخل العاصمة «موقف رمسيس للأقاليم مثل المنصورة والمحلة الكبرى والإسكندرية وبنها، وموقف الإسعاف أسفل كوبرى الجلاء للسرفيس الداخلى للمهندسين والعجوزة والهرم وبولاق ومطار إمبابة وعدة أماكن أخرى، وموقف أبوالريش للسرفيس الداخلى أيضًا».
آراء المواطنين
والذين أوضحوا أنهم يلجأون إلى هذه المواقف رغم رفضهم لها نظرًا لقربها من أماكن أعمالهم، وأماكن عدد كبير من المستشفيات والمصالح.
قال محمد حسن – 33 عاما – محاسب – أنه يضطر للذهاب إلى موقف الإسعاف لقربه من عمله، ومع ذلك يرفض تواجده فرغم توفيره الوقت والجهد فى الوصول لعمله، إلا أن الزحام الناتج عن هذه المواقف يهدر الوقت والمجهود من ناحية أخرى.
والتقط أطراف الحوار على أحمد – 29 عاما – ليسانس آداب-  مؤكدًا: هذه المواقف منذ فترة طويلة والقضاء عليها أمر بالغ الصعوبة، ولذلك أطالب الحكومة بفرض سيطرتها على هذه المواقف.
وأوضحت شادية منصور- 44عاما – أن هذه المواقف هى الحل بسبب بعد المواقف الرسمية عن مربع الخدمات، واستطردت: ولكن السائقين يفرضون مبالغ إضافية على ثمن الأجرة، تتخطى نسبة الـ 25% من ثمنها.
السائقون
أكدوا رغبتهم فى أن يتم التنسيق بينهم وبين رؤساء الأحياء، وإدارة مرور القاهرة لتقنين أوضاعهم وحمايتهم من البلطجية.
«عيزين ناكل عيش» هذا ما بدأ به حديثه كريم عبده أحد سائقى موقف رمسيس العشوائي، موضحًا أنه لا يستطيع دخول الموقف الرسمى «موقف عبود» بسبب التعقيدات والروتين، وواصل: أضطر للوقوف ضمن أسطول المواقف العشوائية لتوفير قوت أولادى.
أوضح - محمود السيد - سائق - رغبته فى أن يتم فرض الرقابة على المواقف العشوائية، حتى يضمن بتر أيدى مجموعة البلطجية الذين يفرضون علينا الإتاوات «القمسيونجية»، واستكمل: إذا كنا نلجأ إلى المواقف العشوائية أملًا فى تحسين دخولنا فالبلطجية يمصوا دماءنا من ناحية أخرى.
خبراء التنمية البشرية
ومن جانبه أوضح عماد حمدان – خبير تنمية بشرية – أن وجود المواقف العشوائية فى هذه الأماكن الحيوية وبالقرب من حى الوزارات، ومستشفى قصر العينى، وجميع أماكن الخدمات يؤدى إلى نفور المستثمر، كما أنه يؤثر بالسلب على الاقتصاد، فهذه المواقف لا يتم إنشاؤها إلا بعد عمل دراسة ومعرفة الكتلة السكنية حتى يضمن القائمون عليها خدمة أكبر عدد من المواطنين، بالإضافة إلى عدم تعطيل مصالح المواطن، أو الإضرار بالسيولة المرورية، وأشار إلى أن الازدحام يؤثر على نفسية المواطن بالسلب، مما يقل قدرة على الانتاج والإبداع.
المرور
وقال اللواء مجدى شاهين – خبير مرورى – انتشار المواقف العشوائية بسبب الفهم الخاطئ لدى إدارات المرور بعدم مسئوليتهم عن تنظيم المواقف، وواصل: تركوا المسئولية فى أيدى مسئولى المواقف بداية من تحديد خط السير وحتى عدد الميكروباصات التابعة لموقف ما.
وأشار إلى أن القانون غير رادع والعقوبات المحددة غير كافية، فينص على «تغريم السائق الذى يقوم بتحميل الركاب من خارج الموقف بمبلغ من 300 إلـ 1500 جنيه، وهذا غير كاف خاصًة أنه نادرًا ما يتم ضبط المخالفين من السائقين.
وشدد على ضرورة عودة دور رجال المرور والتنسيق فيما بينهم وبين المحليات، للقضاء على المواقف العشوائية نهائيًا، وتشديد العقوبات، وظبط البلطجية والقمسيونجية والخارجين عن القانون.
اللواء علاء الديجوى – مدير الإدارة العامة لمرور القاهرة – أكد أنهم يشنون حملات مستمرة للقضاء على المواقف العشوائية بالتنسيق مع إدارة المواقف ومحافظة القاهرة.
وأنه خاطب مسئولى محافظة القاهرة للدفع بأتوبيسات نقل عام، لقطع الطريق على مواقف السرفيس العشوائي، إلا أن التأخر فى تنفيذها يعيق ذلك، وأضاف أن رجال المباحث يقومون بحملات سرية لمعرفة بلطجية المواقف والسائقين المخالفين لضبطهم، وبعد ضبطهم يتم التعامل معهم وفقًا للقانون، وأكد استمرار الحملات حتى بتر هذه المواقف العشوائية.