الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

صلاة النبى على التجديد!

صلاة النبى على التجديد!
صلاة النبى على التجديد!




وليد طوغان يكتب:

السؤال المهم: ما الذى حول محمود شفيق من رابع على الثانوية العامة إلى إرهابى يفجر مصلين فى الكنيسة البطرسية؟ ما الذى قاد شاب فى الثانية والعشرين من عمره إلى محترف انتحار، يدخل بيت من بيوت الله، ليفجر مبتهلين لله، طمعا فى رضا الله؟
ما هى أسباب التطرف؟ وما هى أسباب قدرة التنظيمات المتطرفة على استقطاب هؤلاء الشباب بسهولة، ودفعهم للانتحار بسهولة، وبمنتهى الثبات؟
الإجابة عن السؤال مفتاح الحل، والحلول تبدأ من عند بدايات الظواهر. الكلام عن الوحدة الوطنية وتماسك المصريين فى المحن والأزمات ليس حلا. الحلول الأكثر جدية تظهر من تحليل الحوادث بموضوعية لمعرفة أسبابها.. بذور ظاهرة التطرف تبدأ من المدارس. مناهجنا تحول أطفالنا للقمة طرية، لينة تفعل فيها أفكار التشدد ما تشاء، وتشكلها كما تريد.
التطرف ينام فى كتب ابتدائى وإعدادى وثانوى. فى المدارس الحكومية الفاتحة. ما الذى تنتظره من تلاميذ عرفوا من تفسير الفاتحة أن المغضوب عليهم هم اليهود والضالين هم النصارى؟
كتب الدين فى مدارسنا تسمى المسحيين نصارى لليوم، ناهيك عن كلام مدرسى الدين، واجتهاداتهم فى وصف مدى غضب الله على غير المسلمين.
أغلب أطفالنا يخرجون من الابتدائية بيقين تحريف الكتب المقدسة لغير المسلمين، وأن كتب الأقباط المقدسة، لا هى مقدسة ولا يحزنون.
فى المدرسة، يلقنهم مدرس الفصل أن المسيحيين الأوائل أخفوا الكتاب المقدس الحقيقى الذى يعترف بمحمد نبيا، وأنهم يتداولون كتابا آخر لا يذكر نبى المسلمين، ولا يقر بنبوته، هذا يحدث، بينما مشايخ الأزهر والأوقاف لا يتوقفون عن أحاديث تلاحم الأمة، وتماسك عنصريها أقباطا ومسلمين، فى برامج التليفزيون وعلى شاشات الفضائيات!
مناهج علوم الدين فى مدارسنا تقتل المواطنة، وتمص دمها، وترزعها من رأسها فى التراب. لا تقول لى إن تلميذ الابتدائى المسلم، وبعد كل هذا، مطلوب منه النظر إلى زميله القبطى بعين الوعى، باعتباره مواطنا له نفس الحقوق ونفس الواجبات، وله نفس حقوق المواطنة.
لا تقل لى ما الذى أراده محمود شفيق، ولا عادل حبارة من جرائهم، ولا كيف اقتنع هؤلاء القتلة، أنهم بالقتل يرجون وجه الله؟
نحن الذين فعلنا هذا بأيدينا، نحن من ساعدنا داعش والإخوان والسلفيين على استغلال الأقباط فى الأزمات.. إذا كانت مناهج الدين فى المدارس الحكومية تقتل المواطنة، فمناهج الأزهر تصلبها على خشب، وتمزقها، وتلقى باشلائها على أرصفة الطرقات. كم مليون تلميذ ابتدائى فى كام ألف معهد أزهرى، يدُرس لليوم، إن الأقباط أهل ذمة، وأن عقائدهم ليست من عند الله، وأنهم كتبوها بأيديهم؟
لا يزال كلام الأزهر عن تجديد الخطاب الدينى محلك سر، لكن إذا كان مشايخ الأزهر لا يعرفون للآن معنى التجديد ولا ما المقصود منه، فعلى الأقل يجب أن تسعى الدولة لحلول سريعة، إنقاذا لما يمكن إنقاذه.
الحلول السريعة تبدأ من تنقية المناهج فى المدارس، الحلول الحقيقية تبدأ من إعادة النظر فيما يدرسه طلاب المعاهد الازهرية من علوم، لا يمكن استمرار «مهازل تصنيع الطائفية فى المدراس»، ثم نتساءل عن اسباب الارهاب فيما بعد.. إذا كان للإرهاب عوامل سياسية، فان الطائفية عامل لا يمكن نسيانه، فى مناهج الأزهر لليوم، نصوصا تحرم بناء الكنائس، وتقر هدمها لو تم بناؤها خلسة، فى مناهج الأزهر نصوصا تحرم الوظائف الكبرى على الأقباط، وفى المجتمع افكارا عرفية تسير فى نفس الطريق أيضا.
الدولة تساهم فى الطائفية دون أن تدرى، إجبار الأقباط على الامتثال للجلسات العرفية، لحل الخلافات مع المسلمين فى الصعيد، وفى أرياف وجهة بحرى مثال على المساهمة فى الطائفية.
يخرُج أطفالنا من المدراس، مؤهلين لنزعات طائفية، يجدون عليها مليون تطبيق فى الواقع، وقتها يسُهل استدراجهم لداعش أو للإخوان، وقتها يسُهل اقناعهم بأن قتل الأقباط تقرب لله، وأن دماء أطفال النصارى طاعة لرسول الله.. كل هذا يحدث، وكلام المشايخ عن جهودهم فى تجديد الخطاب الدينى مستمر، صلاة النبى على التجديد!