«جمال سامى» محافظ الفيوم فى حوار ساخن لـ«روزاليوسف»: نكشف المفسدين قريبـًا.. ولن أرحم أى مقصر!

حوار - حسين فتحى

 

نقص الأدوية.. عجز الأطباء.. إعادة الانضباط فى قطاع المحليات.. أزمة الطرق.. كثرة التعديات على الأراضى الزراعية وأملاك الدولة، أبرز الملفات الشائكة التى تؤرق المواطن الفيومى خلال الفترة الحالية، وهو ما تسعى إليه المحافظة للتعامل مع تلك الأزمات أولا بأول، من خلال حلول نهائية جذرية وليست مسكنات كما يفعل بعض المسئولين.
وقال الدكتور جمال سامى، محافظ الفيوم، فى حواره لـ«روزاليوسف»: نعمل جاهدين للنهوض بالسياحة وتحويل جنوب بحيرة قارون إلى منتجعات وقرى سياحية لتعود بالنفع على أبناء المحافظة، مؤكدا اهتمامه بتربية النشء من خلال الاهتمام بالعملية التعليمية وبناء مدارس حديثة تتواكب مع متطلبات العصر، منوها إلى أنه قدم مذكرة تفصيلية لأعضاء البرلمان عن احتياجات المحافظة فى قطاع الصحة.. وإلى تفاصيل الحوار..
■ بداية.. كثر الجدل عن بحيرة قارون وأنها أوشكت على أن تتحول إلى بحر ميت بعد فشل عملية إنقاذها إضافة إلى إصابة أسماك المزارع بأمراض فتاكة.. ما رأيك؟
- بحيرة قارون مشكلتها أزلية من عشرات السنين أى منذ تحول مجرى الصرف الصحى من الصرف الزراعى إلى خلطه بالصرف الصحى ومخلفات المنطقة الصناعية عبر مصرف البطس الذى يصب داخل البحيرة، لكن هناك حاليا 3 كراكات عملاقة تعمل لإزالة الحمأة من داخل مياه البحيرة ووضعها خارج المياه، وبعد تجفيفها يتم نقلها للمدفن الصحى، فضلا عن أن هناك خطة لتحويل هذه الحمأة إلى أسمدة، كما أن عملية تطهير قاع البحيرة أزالت الروائح الكريهة التى كانت تهب على زائرى البحيرة منذ الوصول إلى منتجع «علاء الدين» من الناحية الشرقية، وأن عملية تطوير البحيرة وإزالة التلوث يحتاج ما يقارب من 3 مليارات جنيه لإقامة محطات للصرف الصحى والمعالجة بجميع القرى التى تقوم بالصرف على البحيرة.
■ البعض يتهم شركة الفيوم لاستخراج الأملاح فى تلوث مياه البحيرة.. فما الحقيقة؟
- ما يردده العامة بمنطقة «شكشوك» عن تلوث البحيرة بسبب مصنع الأملاح «أميسال» غير منطقى ويتنافى مع العلم والأهداف السامية للشركة، التى بدورها تقوم بإزالة الأملاح من مياه البحيرة ولولا هذه الشركة لتحولت البحيرة إلى «بحر ميت»، حيث إن هناك عملية ابتزاز من بعض السكان المحليين لمسئولى الشركة للحصول على امتيازات لأبنائهم، وأصحاب المصلحة فقط من يرددون مثل هذه الأقاويل، علاوة على أن مسئولى الشركة قاموا بشراء سيارة إسعاف وأثاث مدرسى لأهالى «شكشوك»، وهناك مصنع جديد يتم إنشاؤه شمال بحيرة قارون بالتعاون بين شركة أميسال والقوات المسلحة ومحافظة الفيوم على مساحة 4 آلاف فدان بتكلفة تتجاوز 5 مليارات جنيه.
■ إذا بماذا تفسر نفوق كميات كبيرة من أسماك المزارع الكائنة على ساحل البحيرة؟
- هناك طفيل يصيب أسماك المزارع لذلك قمت بتشكيل لجنة من خبراء أمراض الأسماك بكلية الزراعة بجامعة الفيوم لتحليل عينات من المياه والأسماك بالاشتراك مع معهد علوم البحار لتحديد أسباب نفوق أسماك المزارع خلال هذه الفترة.
■ وماذا عن السياحة التى تدهورت بالفيوم منذ أكثر من 20 عاما؟
- الفيوم تضم كثيرا من المقاصد السياحية وتحتاج فقط إلى الفكر السياحى المتطور، علاوة على أن هناك قرية «بيوم» السياحية الجديدة التى أنشئت جنوب بحيرة قارون على مساحة 257 فدانا بتكلفة 28 مليون جنيه يضم حوالى 265 وحدة فندقية ويستوعب 270 عاملا من أبناء محافظة الفيوم، بالإضافة إلى تطوير منطقة «لسان أبونعمة» كما تم طرح مساحة 27 فدانا للاستثمار السياحى أمام قرية تونس.
■ الطرق فى الفيوم سيئة بسبب توقف الشركات عن العمل لارتفاع الأسعار.. ما خطتكم؟
- هناك إجراءات حكومية لتعويض أصحاب الشركات التى توقفت بسبب ارتفاع أسعار السولار والمازوت وقطع الغيار، عن فروق الزيادة، وسجرى استكمال الطرق خلال الفترة المقبلة.
■ ماذا سيتم تجاه مافيا التعديات على الأراضى الزراعية؟
- هناك أكثر من 7 حالات تعدى قام المخالفون ببناء صالات أفراح ومقاه مخالفة وسيتم هدمها جميعا خلال شهر ديسمبر الجاري، وذلك بالتعاون بين القوات المسلحة، علاوة على أننا لن نترك حالة واحدة مهما كان اسم صاحبها، وبالفعل تمت إزالة بعض الأبراج المخالفة عن طريق التفجير الآمن بواسطة قوات الجيش وعلى نفقة المخالفين.
■«الفساد فى الفيوم زاد عن الحد».. متى ينتهى ذلك المصطلح؟
- منذ مجيئى للفيوم وجدت شبكة عنقودية من المفسدين جميعهم مرتبطون من خلال خلايا مترابطة بأغلب قطاعات المحليات، وحاليا أقوم بتفتيت هذه الخلايا عن طريق عزل البعض وإحالة البعض الآخر للتحقيق سواء النيابة العامة أو الإدارية، وجار إعداد كشوف بأسماء المفسدين تمهيدا لاستبعادهم والاستعانة بآخرين.
■ ماخطتكم لتطوير مرفق النقل الداخلى؟
- تعاقدنا مع شركة نقل جماعى لإحضار سيارات مينى باص تعمل على الخطوط الداخلية من خلال مواقف حضارية بتعريفة جنيهين للتذكرة، وهذه السيارات مكيفة وتعمل من السادسة صباحا حتى الثانية عشرة مساء.
■ على الرغم من أن الفيوم محافظة زراعية إلا أن الإنتاج الحيوانى أصبح معدوما.. فلماذا؟
- هناك بشرة سارة لأبناء الفيوم، حيث سيتم إعادة مشروعات تسمين الماشية على مساحة 100 فدان بمدينة طامية، بالإضافة إلى تعميم المشروع بباقى أنحاء المحافظة، وكذلك منع ذبح العجول الصغيرة وإناث الماشية حتى يتم التكاثر ونحقق الاكتفاء الذاتى من اللحوم.
■ وماذا عن أملاك الدولة المنهوبة؟
- هناك لجنة تم تشكيلها لحصر جميع الأراضى التى تم الاستيلاء عليها بـ«يوسف الصديق - طامية - شمال بحيرة قارون» وهذه اللجنة ستعرض تقريرها على المهندس إبراهيم محلب، رئيس لجنة استرداد أراضى الدولة المنهوبة، بالإضافة إلى إصدار قرار بمنع بيع أو تأجير شواطئ البحيرة وجعلها متنزهات لأبناء الفيوم وبالمجان.
■ حدثنى عن حلول المشكلات الكبرى التى تواجه المستثمرين بـ«كوم أوشيم»؟
- تم الاتفاق مع رئيس الوزراء على ضم المناطق الصناعية ضمن مشروعات الصعيد للاستفادة بالتخفيضات وحوافز الاستثمار، وكذلك منح أراض جديدة للمسثمرين بالمجان لإقامة مشروعات عليها وتخفيض يصل إلى 25% للمسثمرين الجدد.
■ لماذا توقف مشروع شراء القمامة الذى تم تنفيذه فى عهد المحافظ السابق؟
- المشروع لم يتوقف وتم الاستعانة بالدكتور سليمان عثمان داود، مبتكر الفكرة، واتفقنا معه على تطويرها بمشاركة الجمعيات الأهلية الجادة.
■ الجميع فى حالة تأهب لحركة تغييرات موسعة فى قطاع المحليات.. ما ردك؟
- هناك بالفعل حركة موسعة تشمل رؤساء القرى والأحياء ومسئولى الإدارات الهندسية ومهندسى التنظيم لإزاحة الفاسدين عن مواقعهم، وسيتم خلال الشهر المقبل تعيين رؤساء مدن جدد بدلا من المتكاسلين.