الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

المفكر الإسلامى الدكتور ناجح إبراهيم: داعش فى النزع الأخير وفى حالة «موت إكلينيكى»

المفكر الإسلامى الدكتور ناجح إبراهيم: داعش فى النزع الأخير وفى حالة «موت إكلينيكى»
المفكر الإسلامى الدكتور ناجح إبراهيم: داعش فى النزع الأخير وفى حالة «موت إكلينيكى»




حوار - نسرين عبد الرحيم

أكد المفكر الإسلامى الدكتور ناجح إبراهيم، أن الذين فرحوا لفوز ترامب مجموعة من الحمقى والذين حزنوا لخسارة هيلارى كيلنتون أكثر حمقى، لاهيلارى ولا ترامب سينفعان العرب والمسلمين إذا لم نأخذ بأسباب التقدم، وأشار إلى أن داعش فى النزاع الأخير وفى حالة موت إكلينيكى سواء بوجود ترامب أو أوباما أو أى أحد لانها حاربت الجميع بغباء.
وأضاف بشأن الإرهاب فى سيناء فى طريقه للاندحار، وهناك مناطق كبيرة سيطر عليها الأمن سيطرة كاملة .
وعن حقيقة ما تردد من السعى لتصعيد تيار آخر كبديل للإخوان أوضح دكتور ناجح إبراهيم، أن الدولة تريد أن تنفتح على البديل الصوفى.
وعن كيف يمكن القضاء على التطرف بالصعيد وحقيقة نشأة ولاية داعش بسيناء وأشياء أخرى كان الحوار:


■ ماتعليقك على فوز ترامب وهل سينفذ تهديداته؟
- أولا ترامب فى فترة الدعاية الانتخابية قال تصريحات غير مسئولة وغير منطقية ومخالفة للدستور الأمريكى لأنه وجد أن المزاج الأمريكى مزاج تعصب وتطرف ووجد ان هناك فرقا بين الدعاية الانتخابية والواقع لذلك، رفع شعار تطرف تربح حيث وجد أن المزاج الأمريكى مزاج تطرف فركب هذا الحصان الرابح ووضع قاعدة كلما تطرفت اكثر كلما ربحت اكثر تطرف تربح ونجح فى الحملة الانتخابية لأن خطابه أقرب إلى دغدغة المشاعر مثلما فعل هتلر وموسولينى وصدام حسين ومعمر القذافى، كثير من الناس استخدموه ونجح معهم.. الخلاصة أنه نجح به هذا لكن حينما يدخل الرئيس الأمريكى البيت الابيض فإن هناك مؤسسات امريكية راسخة هذه المؤسسات تضعه فى قالب معين قالب الجدية وعدم الفوضوية والدليل انه تراجع عن تصريحاته السابقة أنه عين مسلما من كبار المساعدين له مما يدل على أن ماقاله فى فترة الدعاية الانتخابية ليس من الضرورى ان يسلكه فى فترة الحكم لأن الحكم شىء والدعاية الانتخابية شىء آخر الحكم له ثوابت لا يمكن للرئيس أن يتجاوزها ولن يسلكه فى فترة الحكم فالحكم له قواعد ثابتة وراسخة فى السياسة الأمريكية لا يمكن لرئيس أن يتجاوزها لا ترامب ولا هيلارى.
والدليل أن كل الرؤساء قالوا سننقل السفارة الأمريكية الى القدس لكن أحدا منهم لم يفعل ذلك إذن ترامب سيكون كغيره من الرؤساء الأمريكيين فى السياسة الأمريكية لكنه لم يغير شيئا اذن السياسة الأمريكية تتغير فيها الرتوش لكن ثوابتها لا تتغير.
وأضاف: الذين فرحوا لفوز ترامب مجموعة من الحمقى والذين حزنوا لخسارة هيلارى كلينتون أكثر حمقى لا هيلارى ولا ترامب سينفعان العرب والمسلمين اذا لم نأخذ باسباب التقدم أهم شىء ماذا تصنع أنت ماذا تنتج أنت لا هيلارى ولاترامب سينفعان.
■ ماذا تتوقع ان يكون موقفه من القضية السورية؟
- مواقف الإدارة الأمريكية من سوريا لن تتغير، ما قاله هو ماقاله أوباما حيث استشار قادة الجيش لإنهاء داعش، فى هذا السياق لن تتغير سياسته بل ستقترب من الموقف الروسى فى عدم دعم أى مجموعات على الأرض ضد بشار الأسد.
■ وهل من الممكن أن يطرد العرب من أمريكا؟
- ممكن يتخذ مواقف مع المهاجرين غير الشرعيين لكنه لن يستطيع تجاوز الدستور أى شخص حاصل على الجنسية الأمريكية لن يستطيع أن يتجاوز معهم القانون لأن القانون قواعده راسخة أى كل تهديداته للمسلمين ستنصب نحو المهاجرين غير الشرعيين.
■ هل وجود ترامب فى السلطة سيدعم التيارات اليمينية المتطرفة؟
- نعم، سيغذى التيارات اليمينية المتطرفة كما غذى جورج بوش الابن اليمين المسيحى المتطرف ومن الممكن أن التيارات اليمينية المتطرفة تنتصر فى فرنسا وبريطانيا فى النهاية هى هوجة سيكتشف الناس أنها آخرتهم فهتلر هناك من سبح بحمده ثم لما رأى الناس انه كان سببا فى مقتل 100 مليون أوروبى نفضوا أيديهم منه وأداروا له ظهورهم.
■ ماذا تتوقع أن يكون شكل علاقته مع السعودية؟
- ستكون علاقته مع السعودية سلبية وسيشجع بعض المتطرفين فى الخليج، والسعودية تملك اتخاذ مواقف ضده ولا تقف مكتوفة الأيدى، فى النهاية لن يستطيع أن يفعل كثيرا،وهو ممكن يفعل القانون ضد السعودية.
■ هل من الممكن أن تقيم داعش إمارة إسلامية فى العراق أو سوريا؟
- داعش فى النزع الأخير وفى حالة موت إكلينكى سواء بوجود ترامب أو أوباما أو أى أحد لأنها حاربت الجميع بغباء وقتلت الرعايا الأمريكان كانت تخلط فى تعاملها بين السياسة والدين، أغرقت فى القتل والذبح وتدمير كل شىء وكانت فى منتهى الغباء الدينى والحضارى، لايمكن تنظيم يعادى العالم كله ويبقى، فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يحارب فى جبهتين بل كان يحارب على جبهة واحدة فقط ولكن داعش تحارب العالم كله وهم أضعف من الضعف وسينتهى نفوذ داعش فى العراق وسوريا لا يوجد تنظيم تكفيرى يقيم دولة لأنها ليس فقط ترفض الآخر بل هو يذبح الآخر ويقتل الآخر فالدولة تقوم على التعددية أى أحد يرفض التعددية يحكم على الدولة بالفناء، التعددية مظهر سراء للحياة ولا مستقبل لداعش سواء جاء ترامب أو هيلارى كيلنتون.
■ ماهى الدول التى من الممكن ان تحصل على مساحة دور؟
- فى فترة الانتخابات قال ترامب إنه سيلغى الاتفاق النووى مع إيران لكنه لن يستطيع، وادعاءات كثيرة لن يفعلها وممكن ان تساعد الحكومة المصرية روسيا، سوريا، تركيا.
■ متى يتم القضاء على الإرهاب فى سيناء؟
- الإرهاب فى سيناء بدأ بعد أن تدفقت عقب ثورة يناير مجموعات كبيرة من الذين خرجوا من السجن مع مجموعات تكفيرية أخرى، وسيطروا على ثلاث قرى فى مدينة رفح والشيخ زويد وأقاموا ثلاثة معسكرات هناك فى هذه المنطقة عقب ثورة يناير وهذه المعسكرات كانت معسكرات تدريب، المجموعات التى هربت كانت من تنظيم التوحيد والجهاد قديما وهى التى قامت بعمليات تفجيرات «طابا وشرم الشيخ ودهب» وهم هربوا من السجون بعد الثورة وانضم اليهم مجموعة من الهاربين من تنظيم حزب الله وهو مصرى وانضمت لهم مجموعات أخرى وكان هناك فراغ أمنى شبه كامل بسيناء فأقاموا ثلاثة معسكرات بعضهم ذهبوا إلى سوريا، وكل يوم كانت تحدث عملية ضد الشرطة حيث يقذفون قسم ثالث العريش باستمرار ويخطفون الجنود من الشرطة والجيش وما إلى ذلك.
كانت لهم اليد الطولى فى سيناء بعد الثورة فى منطقة رفح والعريش والشيخ زويد هذا المثلث وتلك المجموعات تكفيرية يعنى فكرها تكفيرى تكفر الحاكم وتكفر الشرطة وتكفر الجيش وتكفر البرلمان كفرت حتى بعض المجموعات الإسلامية الاخرى وكان اسمها فى البداية التوحيد والهجرة ثم بعد ذلك لحقت بها عناصر غزوية تكفيرية أيضا وكونت ما يسمى بتنظيم أنصار بيت المقدس على وزن الاسم فى التنظيم فى غزة وهذه المجموعات بايعت الظواهرى إذا انتقلت تباعيتها فى فترة مبارك لم تكن تابعة للقاعدة.
خطفت جنودا وقتلت ضباطا وعملت اكمنة للشرطة وارتكبت مدبحة رفح الأولى فى عهد محمد مرسى حيث قتلت 16 جنديا مصريا وهم يفطرون المغرب وهذا معناه انه تنظيم بشع قتل 16 جنديا مصريا وهم يفطرون المغرب دون مراعاة لحرمات رمضان وافطار رمضان.
بعد ذلك لما تحول إلى «داعش ولاية سيناء» قتل 12 شيخ قبيلة وتلك أول مرة تحدث فى تاريخ سيناء ذبح شباب مدنى بحجة التعامل مع الأمن والشرطة وقتل امرأة بحجة تعاملها مع الأمن وهذا الفعل غير معروف فى العرف السيناوى المفروض لوحدث شىء من أى سيدة نرد على زوجها أو والدها، داعش أول تنظيم فى تاريخ مصر يمتلك مضادات طائرات ويمتلك قذائف هاون وأول تنظيم فى تاريخ مصر يتبع تنظيماً خارج مصر حيث بايع القاعدة فى الأول ثم بايع داعش وتلك غريبة على التنظيمات الإسلامية أول تنظيم فى مصر معظم من فيه جهلاء ليس معهم سوى الاعدادية ودبلومات حتى اللى كانوا فيه مثل هشام عشماوى انسحب منه أول تنظيم فى تاريخ مصر كله يكون فيه بلطجية وتجار مخدرات وهاربون وناس بتهرب ناس، اول مرة يكون به هذا الكم من الملاحقين جنائيين دائما التنظيمات الإسلامية تضم أساتذة وأدباء وعلماء ولكن ذلك التنظيم ليس له أى أدبيات لا كتب ولا فكر لا يريدون شيئا محددا سوى إقامة ولاية فى العريش وهذا مستحيل ولا مصر ستسمح به وهذا التنظيم هو التنظيم الوحيد الذى فجر وقتل فى كل العصور عمل إحداث فى عهد مبارك وعهد المشير طنطاوى بعد الثورة وفى عهد محمد مرسى والمستشار عدلى منصور عمل تفجيرات أيضا فى عهد الرئيس محمد عبد الفتاح السيسى أى فى عهد 5 رؤساء ويكفر كل الحكام، لذا هذا التنظيم لايمكن له البقاء هو تنظيم عسكرى بحت كل التنظيمات كانت تصطدم بالشرطة هو اصطدم بالجيش والمخابرات العامة قتل 12 مدنيا من شيوخ القبائل وذبح عددا كبيرا من الشباب السيناوى بحجة التعامل مع الشرطة وقتل كما كبيرا من الجيش وما إلى ذلك وتلك سوابق لم تحدث فى تاريخ الحركات الإسلامية ولا تاريخ سيناء، وانا اسميها داعش سوبر تكفير حيث فاقت كل المكفراتية السابقين الحركات الإسلامية تكفرها، المدنين تذبحهم لا عقل لها ليس لها مستقبل سياسى ولا دعوى ولا فكرى.
■ ماذا بعد عملية حق الشهيد؟
- بعد عملية حق الشهيد قتل 300 واحد من أعضاء التنظيم ودمرت آليات عدد كبير من التنظيم وحدث له انحصار كبير لأن هذا التنظيم كان كل ثلاثة شهور يقوم عملية كبيرة مثل الفرافرة واحد والفرارة اثنين ورفح واحد ورفح اثنين وتفجير مديرية أمن الدقهلية ولكن الآن لا يعمل عمليات كبرى يعمل عمليات صغيرة مثل تفجير مدرعة أو دورية أمنية إذن هو فى انحصار وكان أيضا يشتغل خارج سيناء مثل عملية محاولة اغتيال وزير الداخلية السابق محمد ابراهيم ومحاولة تفجير مديرية أمن القاهرة ومبنى مديرية أمن الدقهلية.. الآن انحصر فى مثلث العريش رفح الشيخ زويد انحصر فى تلك المساحة بل هناك مناطق كبيرة من تلك المناطق سيطر عليها الجيش سيطرة كاملة مع الشرطة الذى يوجه تلك التنظيم الجيش وكانت التنظيمات الأخرى يواجهها الشرطة.
وفى النهاية هو تنظيم ليس له مستقبل ليس له فكر ثقافى ولا أدبيات ولا مشروع دعوى ولا مشروع فكرى هو تنظيم يعتمد على التكفير والتفجير والأحداث الأخيرة التى وقعت فى مسجد السلام بالهرم والكاتدرائية بالعباسية تثبت أنه فى الرمق الأخير.
■ معنى ذلك ان سيناء تحت السيطرة الكاملة؟
- سيناء تنقسم إلى جزئين شمال سيناء وجنوب سيناء - جنوب سيناء آمن وبه شرم الشيخ ونوبيع، شمال سيناء فيها عدة مدن قنطرة شرق، العريش، رفح الشيخ زويد، كل العمليات محصورة فى 10 كيلو، رفح الشيخ زويد كانت عمليات مجموعات داعش سيطرت على 6 قرى وهذا المثلث لكن الآن لا سيطرة على أى شىء انحصرت عملياتها، كانت تضرب فى المناطق المركزية فى القاهرة وساعات الوادى الجديد الآن انحصر نطاق عملها فى حدود بسيطة، فى النهاية هى مجموعة تكفيرية لا مستقبل لها لا تقبل الآخر، حتى لو امتلكت قواعد عسكرية لن تحارب الكون كله، هتلر عندما حارب العالم وكانت معه المانيا الموحدة هتلر قتل، لذلك فهم أضعف شأناً من أن ينتصروا حتى ولو امتلكوا اسلحة لأنهم لا يمتلكون فكرا ففكرهم يدعو إلى الانحصار والهزيمة ما بالك ان قوتهم العسكرية اندحرت.
■ هل من الممكن أن يصعد تيار طائفى آخر غير الإخوان؟
- الدولة متخوفة من أى فصيل اسلامى بديل للإخوان، ولا تنفتح عليهم حتى السلفيين نفسهم، الدولة تريد أن تنفتح على البديل الصوفى المعتدل بديلا عن تيار الاخوان بالتدريج لأن الصوفية تحتل معظم المؤسسات الدينية تحتل الازهر والافتاء والأوقاف، ومجلس النواب وكيله صوفى.. الدولة تريد أن تنفتح على البديل الصوفى.
■ الصعيد دائما ما يخرج التطرف.. كيف يمكن القضاء على الفكر المتطرف بالصعيد؟
- بأن يكون هناك خطاب معتدل فى المساجد وفى نشاط ثقافى معتدل ليس موجه ناحية الدين والذين يحاربون التطرف لا يكونوا متطرفين بمعنى أن لا يكون متطرفا علمانيا بل يجب على من يحارب التطرف أن يكون إنسانا وسطيا أصلا مش جاى من التطرف العلمانى ويريد محاربة التطرف الدينى وأيضا كيف يمكن القضاء على التطرف والبطالة على أشدها وما دام هناك شباب فارغ نتيجة البطالة فمن الممكن أن يفعل أى شىء خصوصا أن نسبة البطالة مرتفعة فمن الممكن نتيجة للبطالة ان يتجه الى البلطجة أو يتجه الى العمالة وأيضا الأوضاع الاقتصادية والسياسية المحتدمة كل تلك العوامل تشجع على التطرف، مصر تحتاج إلى علاج مشكلة البطالة وتحسين المستوى الاقتصادى وتحسين التعليم فكيف يكون المجتمع خاليا من التطرف والتعليم سيئ ولايوجد فى المدارس أى تربية فالتلميذ يتلقى المعلومات ويمشى دون فهم أو تربية فنظام التعليم السيئ يعد من اهم أسباب التطرف.