الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أهمية العودة لأفريقيا‮‬




 
كتب د. حماد عبدالله حماد روز اليوسف اليومية 10 أغسطس 2009
 
 هذه القارة السمراء التي نعيش في شمالها ونتبوأ الصدارة في الاهتمام من شعوبها في كل بلادها شرقها وغربها وجنوبها ووسطها،‮ ‬وذلك يعود لأيام الستينيات وجمال عبدالناصر والمساندة الفورية للحركات التحررية في أرجاء القارة منذ‮ ‬باتريس لومومبا ‬في الكونغو إلي‮ ‬كوامي نكروما‮ ‬في‮ ‬غينيا إلي‮ ‬أحمد أهيدجو‮ ‬في الكاميرون حتي هؤلاء الخونة الأفريقيين الذين تدخلنا في القبض عليهم وانزالهم في القاهرة عنوة مثل‮ ‬تشومبي‮ ‬وغيرها من أحداث سياسية،‮ ‬تعلق الأفريقيون بمصر وبرئيسها جمال عبدالناصر،‮ ‬ومازالت الأجيال تحمل لنا جميلا وعرفانا بكثير مما فعلت مصر في بلادها ولما تم من مساندات وإعانات علمية وتكنولوجية وأيضا اقتصادية ووصلنا إلي مساعدات عسكرية في بعض الأحيان‮.‬

‮ ‬ثم حقبة زمنية أخري كانت الفرق الرياضية المصرية وعلي رأسها كرة القدم هي أمل كل الشعوب الافريقية أن يترك في عاصمتها الفريق المصري لكي يلعب مع الفرق المحلية،‮ ‬وهناك شوارع وميادين سميت بأسماء أبطال رياضيين مصريين مثل الخطيب وهيكل‮ عادل هيكل ‬و التوأم حسام وإبراهيم حسن‮ ‬وكانت المنح الدراسية في الجامعات المصرية وخاصة في الأزهر الشريف هي بمثابة مصنع لأجيال القادة في الدول الافريقية وأغلب الزعماء والسياسيين في هذه البلاد


خريجو إحدي الجامعات المصرية لزمن مضي،‮ ‬وانقطع كل هذا ونحن مشغولون بأشياء أقل أهمية من البعد الاستراتيجي لمصر في قارتها الافريقية ونحن في ثبات عظيم،‮ ‬وبعد انتقال الوزير الدكتور بطرس‮ ‬غالي من وزارة الخارجية المصرية إلي منصب الأمين العام للأمم المتحدة وانقطعت الاتصالات الحميمية مع أرجاء القارة التي كانت من أولويات واهتمامات السياسة المصرية الخارجية التي كان يقودها هذا السياسي المصري العظيم لنفاجأ بأن دول حوض النيل تخرج عن الخط الاقليمي،‮ ‬وسمحنا لإسرائيل أن تلعب في هذا الملعب وحدها وشاهدنا اهتمام‮ »‬ليبيا‮« ‬بالقارة بعد أن فقدت الأمل في الترابط العربي،‮
 
‬ولكن حينما صرح الرئيس مبارك في دمياط بأن دول حوض النيل متفاهمة ولا خطر علي اتفاقيات مصر الاقليمية فإن هذا التوجيه الرئاسي يتطلب خطوات تنفيذية علي المستوي الحكومي وأيضا علي المستوي الشعبي والمدني،‮ ‬وجمعيات رجال الأعمال،‮ ‬حيث في حديث في‮ ‬مارينا العلمين‮ ‬كانت مشكلة علاقات مصر الافريقية تدور بين المتحدثين دارت الأفكار حول منح دراسية في الجامعات الخاصة يجب أن تقدم لطلاب دول حوض النيل وهنا تبرع‮ محمد فريد خميس‮ ‬رئيس أمناء الجامعة البريطانية في القاهرة بخمسين منحة دراسية في الجامعة،‮
 
‬ويجب أن يحذو حذوه بقية الجامعات الخاصة العشرون كما أن فكرة تبادل الفرق الفنية موسيقي ورقص شعبي ومسرح مهم جدا في منظومة العلاقات المصرية الافريقية وزيارات الفنانين والرياضيين في منتهي الأهمية للعواصم الافريقية،‮ ‬لابد أن نساعد القيادة السياسية المصرية في الحفاظ علي الاستقرار والأمن الاستراتيجي لمصر في جنوبها وغربها في أفريقيا‮!! ‬وهذه مسئولية وزارية وأيضا مدنية‮!‬