الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

يونسكو‮ ‬فاروق حسني‮




 
كتب د. حماد عبدالله حماد  11 أغسطس 2009
 
في حديث متجانس ومتلائم وذكي قدم الفنان فاروق حسني‮ (‬وزير الثقافة‮) ‬رؤية شخصية للهيئة الدولية المرشح لتولي منصب أمينها العام،‮ ‬وهو لا شك منصب دولي مهم،‮ ‬يضاف إلي قائمة المناصب الدولية التي لعبت مصر دورا مهما في اقتناصها لشخصيات مصرية متميزة‮.
 
‬ ‮ ‬ولا شك بأن فاروق حسني هو ظاهرة في الشخصية المصرية حيث استطاع لأكثر من عشرين عاما وبعض الأعوام‮ ‬أن يصمد في منصب لم يستطع أحد منذ ولوج هذه الحقيبة الوزارية في الحكومة المصرية أن يقبع في مدارجها هذه‮ ‬المدة التي تقترب من‮ (‬ربع قرن‮) ‬بالتمام والكمال.
 لا شك بأن هذه القدرة،‮ ‬تحتاج إلي خبرات خاصة وحنكة سياسية عالية‮ ‬المستوي كما تحتاج هذه الفترة لكي يمكث فيها إنسان‮ (‬وزير‮) ‬تحتاج لكثير من المناورات والسياسات التي تطرأ نتيجة أحداث متغيرة حيث الحياة ليست‮ (‬سبحة‮) ‬أو تيرة واحدة من الموسيقي الهادئة فمرة‮ ‬أعشاب البحر‮ ‬ومرة‮ ‬حريق بني سويف‮ ‬ومرات‮ ‬حجاب ونقاب.
‮ ‬وأخيرا‮ ‬حرق الكتب العبرية‮ ‬وكل هذه المطبات تفاداها الوزير فاروق حسني بروح الفنان الذي يؤمن في‮ ‬عمله‮ (‬بالمطلق‮) ‬أو باللانهائي‮ ‬في‮ ‬سماء لوحته‮ ‬حيث لا حدود لها ولا برواز ولا كنار ولا وسط ولا أطراف ولا بدايات ونهايات فلوحات فاروق حسني كلها ترمز إلي اللانهائي واللامبتدي وهكذا تعامل في منصبه كوزير للثقافة بنفس أسلوب ومنهج عمله في لوحته الفنية فكانت الحيرة التي أصابت كل من أراد أن يهاجم الوزير أنه لا شيء يمكن إمساكه ولا شيء‮ ‬يمكن اللحاق به أو الالتحاق من خلاله،‮ ‬فكل شيء مطلق لدي‮ ‬الفنان والوزير‮ ‬ولكن في هذا المطلق استطاع فاروق حسني أن ينتقل بالثقافة المصرية من مرحلة الصمت والتسجيل إلي مرحلة إنطاق الأحجار واظهارها وتحديث البنية الأساسية للثقافة الثابتة في مصر،‮ ‬ومع ذلك فالثقافة المتحركة قد نالت أيضا نصيباً‮ ‬كبيراً‮ ‬تحت رعاية السيدة سوزان مبارك علي شكل المكتبات المتحركة في القري والنجوع،‮ ‬وإنشاء المكتبات في كل أرجاء المحروسة.
‮ ‬لقد كان تعاون فاروق حسني مع‮ ‬السيدة سوزان مبارك،‮ ‬تعاوناً‮ ‬مثمراً‮ ‬للثقافة المصرية المتحركة،‮ ‬كما أن فاروق حسني في‮ ‬رؤيته الشخصية لمعركة الانتخابات لنيل منصب أمين عام المؤسسة الدولية للعلوم والثقافة‮ (‬اليونسكو‮)‬،‮ ‬كأنه استبعد فرص الهزيمة نتيجة تحالفات دولية،‮ ‬وعلاقات رئاسية وثيقة بين الرئيس مبارك ورؤساء الدول التي ستدخل في عملية التصويت،‮ ‬ورغم أن المنافس للمرشح المصري،‮ ‬هي السيدة‮ ‬بينتا فيريرو‮ ‬من النمسا وهي الناشطة في المسرح الدولي سواء كان علي المستوي السياسي أو الاقتصادي إلا أنها يمينية الاتجاه،‮ ‬وهنا سيظهر من الانتخابات الصعبة التي ستجري لاختيار الأمين العام لليونسكو مدي انطباق المثل الشعبي المصري،‮ ‬أنا وابن عمي علي الغريب‮ ‬حيث مثل هذا المثل في أوروبا،‮ ‬موجود وغائر في‮ ‬النفوس بل أستطيع أن أذكر العنصرية الشديدة التي تجتاح أوروبا الآن وهي ليست في صالح مرشحنا المصري العربي خاصة ونحن في‮ ‬عالمنا الثالث‮ ‬نعزف‮ ‬فرادي وليس في أوركسترا،‮ ‬حيث لا مايسترو‮!.‬