السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مفكر أردنى: «وسطية القرضاوى» وهم وتضليل وإرهاب فهمى جدعان: التنظيمات الإرهابية الإسلامية خرجت من عباءة حسن البنا

مفكر أردنى: «وسطية القرضاوى» وهم وتضليل وإرهاب فهمى جدعان: التنظيمات الإرهابية الإسلامية خرجت من عباءة حسن البنا
مفكر أردنى: «وسطية القرضاوى» وهم وتضليل وإرهاب فهمى جدعان: التنظيمات الإرهابية الإسلامية خرجت من عباءة حسن البنا




تحقيق - محمد شعبان

«إنه زمن الانهيار والانحلال والفوضى والدمار الذى يحرق الأخضر واليابس ويتوعد المستقبل بالشر المستطير الأقصى  زمن يعشق الدم وتتلبسه كل «الجرائم المضادة للإنسان».. هذا الإعصار ما لبث أن هب وثار و أعلنت عنه رياح القرن الجديد منذ سنته الأولى جاء ريح  فيها نار ريحا تهب من الأرض كالعمود نحو السماء أو نار تنزل من السماء وتخرق ظاهر الأرض وباطنها لم يأت سحاب أو غيم يثير الأسئلة والتساؤل والتوجس ويثير هواجس اليأس من جديد إنما أتى إعصار مدمر بكل المقاييس والمعانى.. إعصار فى الأسس الرئيسة المقومة للوجود التاريخى: إعصار هو الأشد منها فى دين الإسلام وإعصار فى التواصل وفى المدينة الموحدة وإعصار فى القيم وإعصار فى الثقافة».
«راح الإسلام اليوم يفقد بريقه الجاذب وبدلا من أن يكون و يظل مثالا ورمزا للعلم والفن والأخلاق والحرية والكرامة والعدل والجمال أصبح مبعثا للنفور والخوف والرهبة والكراهية والعدوان وموئلا للاستبداد والإرهاب والفساد والتخلف». بهذه الكلمات المفزعة الغاضبة فى كتابه «مرافعة للمستقبلات العربية الممكنة» يرسم المفكر العربى الكبير د. فهمى جدعان هذه الصورة الدموية التى تجسد بدقة واقع عالمنا العربى والاسلامى خاصة بل ومشهد الكرة الأرضية عامة. اختار «المكاشفة» لتشخيص المأساة التى نعيشها من ثم كان واضحا وصريحا فى أن التراث- أو بعضه- لعب دورًا سلبيًا فى تسويغ التخريب الذى تقوم به تنظيمات الإسلام السياسى اليوم.

تبدأ الدائرة التخريبية التى نعيشها اليوم مع ثورات الربيع العربى حيث خرجت الجماهير العربية الغاضبة لتسترد حقوقها الإنسانية التى أهدرتها أنظمة قمعية وكان الفاعل فى بدء هذه الثورات فاعلًا «وطنيًا» ثم لبث أن اعتلت تنظيمات الإسلام السياسى منصة المشهد لتسيطر عليه لكن ليست هذه هى المشكلة فى حد ذاتها –كما يؤكد المؤلف- فالأزمة من وجهة نظره: «أن الأغلبية من الحركات والجماعات والأحزاب التى نهضت فى وجه النظم السياسية فى البلدان التى نجمت فيها قد نأت بنفسها عن الطريق «الإصلاحية» التى تتوسل بالتداول والحوار وجنحت الى طرق كانت إحداها طريق «الثورة العنيفة» المسلحة التى اختارت لإنفاذ أهدافها القوة والقتال والتقابل الأقصى لا شك فى أن هذه الحركات قد سوغت خيارها الثورى وشرعنته بتأسيسه على الدين حتى فى الحالات التى لم يكن الدين فيها هو المسوغ الحقيقى للثورة. وفى إنفاذها لهذا الخيار تسلحت الأغلبية منها بأشد الوسائل ضراوة وقسوة ووحشية حتى دخلت فى حدود القوانين الحديثة فى باب الجرائم المعادية للإنسانية. لكن منظرى هذه التنظيمات وفقهاءها ومفتيها كانوا محيطين بمعطيات التراث إحاطة سلحتهم بكل المسوغات التى تبيح لهم شرعا مزاعمهم فى القتل والإعدام والذبح والحرق والسبى والإكراه فى اعتناق دين الإسلام وغير ذلك من الأفعال القصوى».
الجرائم التى ارتكبتها هذه التنظيمات الإرهابية أخذت مرجعيتها من أمرين..أولهما: سبق ذكره وهو التراث الذى يراه جدعان أدى دورًا جوهريًا فى تحديد وتوجيه الممارسات الجهادية التى أقدمت عليها التنظيمات الثورية الجهادية فى علاقتها بالمجتمع والدولة والمخالفين والمختلفين.. ثانيهما: القراءة  الظاهرية للنصوص الدينية وفى كلتا الحالتين تم هجر السياقات التاريخية وتعميم الأوضاع والمواقف والأحكام والافهام وتطبيقها على السياسات المستحدثة على نحو يسمح بتشريع وممارسة الأشكال القصوى والتضليل والتكفير والعنف المادى».
استخدام هذه الحركات للتراث فى تسويغ القتل لم يتوقف عند أحكام فقهية موجودة فى بعض كتب الفقه بل تم أيضا من خلال استدعاء «التجربة التاريخية» التى مارستها نظم «الملك العضوض» فى القمع والتنكيل بخصومها.
يؤكد المؤلف أن هذه التنظيمات الجهادية التى تمارس القتل والفساد اليوم فى كل أنحاء العالم قد نشأت ونتجت من تنظيم الإخوان المسلمين الذى أسسه حسن البنا عام 1928م.
وكان حسن البنا أول من دعا إلى دولة دينية تهدف إلى السيطرة على العالم كله وليس البلدان الإسلامية لذا أصبحت كل بقاع العالم أهدافًا مباحة لدى هذه التنظيمات وليس فقط المجتمعات الإسلامية.
على أن جوهر الأزمة التى يمر بها الإسلام اليوم-برأى كاتبنا- هى تحوله من دين أخلاقى بالأساس إلى منظومة سياسية قائمة على القهر والقوة  قائلا: المشكل الأعظم الذى يعرض للإسلام المعاصر يكمن فى هذا التحول البنيوى الذى طال دين الإسلام إذ جعل من «أيديولوجيا» أسست لمنظومة وجودية ماهيتها مباينة لماهية الدين البنيوية الأصلية والأصيلة وغائيتها مضادة لغائية الدين الجوهرية فى هذه المنظومة الجديدة يستبد السياسى الزمنى الطارئ بالمعنى البدهى للدين ويؤسس لنمط وجودى يستبدل فيه المادى بالاخلاقى فيعلو قانون القوة والقسر والقهر والعنف وتضمحل وتضمر حتى لتكاد تمحى قواعد الرحمة والعدل والتقى والإحسان.. أى التحول بدين الإسلام من القيمة السامية إلى الفعل النفعى  وما مظاهر «الإعصار» الشاهدة إلا تجسيد صارخ لهذا التحول الذى يمكن أن يحمل لدين الإسلام فى الزمن الحاضر وفى الزمن الآتى إصابة تشبه الإصابة التى نالت من عقب أخيل فى التراجيديا الكلاسيكية».. عقب أخيل المقصود به نقطة الضعف التى تقود إلى سقوط وانهيار صاحبها.
تحول الإسلام إلى أيديولوجيا قادت إلى رؤية انفصالية فى الفضاء الدينى الإسلامى تمثل فى تشكل نزعة متصلبة للدين يتبنى اصحابها عقيدة «المجابهة والانفصال» أى الانفصال عن المجتمع والعالم ومناصبتهما النفور والعداء والكراهية.

الكراهية والعنف
لم يتوقف تعليل المؤلف للعنف الذى تقوم به جماعات الإسلام السياسى عند استدعاء التراث والتجربة التاريخية للملك العضوض فضلا عن القراءة الظاهرية للنصوص الدينية بل يقدم تفسيرا نفسيا-سيكولوجيا- معتمدا على تحليلات نخبة من الفلاسفة وعلماء التحليل النفسى فيقول إن الداعى إلى العنف هو « الكراهية» التى تعنى فى التحليل النفسى: النفى الراديكالى للشخص الذى تكرهه ويرتد هذا النفى إلى تدمير الآخر بمهاجمته فى وجوده  وفى إنسانيته.. أن تكره يعنى أن تنكر كل وجود لموضوع كراهيتك حتى تحيله الى قدر ضئيل من الموجود وإذا لم يكن ذلك كافيا فانك تتجه إلى قتله..الكاره دائما يسبح فى عالم اليقينيات والمطلقات يرفض التغيير والتحول حيث كل شىء ساكن على الدوام.
 تقوم التنظيمات الإرهابية باستدعاء النصوص الدينية ونزعها من سياقها لتبرير «الكراهية» فتزعم أو تبرر لأتباعها أنها تأتمر بأوامر الدين فى إهدار الدماء وقتل الآخر وتدمير الكرامة الإنسانية واحتقار «الوجود».
عدل ورحمة
فى مقابل الصورة الدموية التى تقدمها جماعات الإسلام السياسى-بداية من الإخوان وحتى داعش- يعرض المؤلف لجملة من القيم التى تمثل جوهر وحقيقة الإسلام قائلا: جوهر الدين-وبوجه اخص الإسلام- هو إخراج الإنسان من الحالة البهيمية التى تشخص فى التعدى والظلم والعدوان والتغلب والجبروت إلى حالة القيمة الإنسانية والتى تتمثل فى القيم التالية:
أولها أن يكون مبدأ «العدل» هو الحاكم على كل الأفعال الإنسانية..وأن يكون الإنسان كريما ومكرما فى حياته وفى موته.
أن تكون الرحمة التى هى أعمق الصفات تعبيرا عن ماهية الله قرينة جميع الأفعال التى تصدر عن الدين أو باسم الدين.
أن يكون الترقى التمدنى الروحى والمادى والجمالى غاية للأفعال والمناشط الإنسانية.
أن يكون مبدأ «التعارف» القرآنى هو المبدأ الموجه للعلاقات الإنسانية وهو يعنى الاعتراف بالاختلاف والتسليم بحق كل إنسان فى أن يختار إيمانه أو عقيدته بحرية تامة  وبلا قسر أو استبداد.
وأن يتم احترام النفس الإنسانية والامتناع القطعى المطلق عن خرق مبدأ حق الحياة والتعدى على حياة البشر من دون حق.. وأن يتم احترام الجسد الإنسانى وعدم إلحاق أية إساءة مادية إليه فى الحياة أو فى الموت.
أن يقترن مبدأ «الترقى الجمالى» بمبدأ الترقى الاخلاقى إذ إن القيمة الجمالية هى وجه رائع من وجوه الخلق الإلهى الذى خلق الإنسان والخليقة فى أحسن تقويم وإذ يكشف الجمال فى أفعال الخليقة وفى مظاهرها عن الجمال الإلهى.
السنة والشيعة
واحدة من أبرز القضايا المؤسسة للعنف الذى يشهده عالمنا العربى والإسلامى هى مشكلة الخلاف السنى الشيعى والمؤلف توقف عند هذه المعضلة مقدما أمرين جوهريين يمكن الانطلاق منهما للتخفيف من حدة هذا الصراع الدموى.
أولا: يرى المؤلف أن منِشأ الخلاف مسألة تاريخية متعلقة بتحديد من الأحق بالإمامة أبو بكر أم على من ثم يمكن تجاوزها وبنص كلام المؤلف: الاختلاف –حول الإمامة- تاريخى والتاريخى قابل للتجاوز واعتقد أن الاختلاف فى الرأى فى مسائل الإمامة لا يرقى فى أى حال من الأحوال إلى مرتبة الإخراج من الملة والتكفير لان التوحيد يصون من ذلك ولأن نظرا كلاميا معمقا يمكن أن يرد الاختلاف إلى حدود العدل..أما مسائل الاختلاف الاستفزازية كسب الخلفاء الثلاثة أو الإساءة إلى السيدة عائشة –فقد أجمعت كل الأطراف على شجبها وانكارها.
ثانيا: يجب أن يعترف كل طرف بحق الآخر فى الاختلاف فى أن يرى المسألة وفق تصوره الخاص به لأن بنى البشر لن يتوافقوا على حقيقة واحدة وأية عقيدة أو ملة أو مذهب أو فلسفة أو ديانة أو أيديولوجية لا يمكن أن تلقى قبولا عاما من جميع البشر ولأن حق الاعتقاد هو أحد الحقوق والحريات الأساسية التى تم فعلا التسليم بها من قبل الجميع فإن المعتقدات جميعا تجد نفسها فى «حالة استواء» لا يحق لأى منها أن يستبد بالحقيقة ويستقل بها وهذا هو المعنى العميق للنص القرآنى «لكم دينكم ولى دين».. ومن ثم على كل طرف أن يعترف للطرف الآخر بحقه فى الاعتقاد على أن يتعاون الجميع فى الاجتماع السياسى والإنسانى.

وسطية القرضاوى
من أبرز المصطلحات التى روجت لها جماعة الإخوان المسلمين مصطلح «الوسطية» حيث زعمت الجماعة عبر داعيتها الشهير يوسف القرضاوى أنها تمثل وسطية الإسلام وأصبح القرضاوى فقيه الوسطية- كما أطلق على نفسه-  مستندا إلى قوله تعالى «وكذلك جعلناكم أمة وسطا».
يتوقف المؤلف وقفة مطولة عند فكرة الوسطية كما روج لها القرضاوى وجماعته مستعرضا المعانى الثلاثة لمعنى «الوسطية».
أولا: المعنى اللغوى حيث يعنى «الوسط» الخيار والأجود والعدل كما فى مختار الصحاح وعند الجوهرى.
ثانيا: المعنى الدينى النقلى حيث يعنى الوسط «العدل» إذ أجمع حشد من المحدثين الرواة على أن النبى –ص- حدد الوسط فى قوله «وكذلك جعلناكم أمة وسطا..» قائلا: عدولا إلا أن الطبرى –والكلام للمؤلف- ابتدع معنى تعلقت به جملة المفسرين إلى أيامنا وهو أنه وصفهم بأنهم وسط لتوسطهم فى الدين فلا هم أهل غلو ولا هم أهل تقصير لكنهم أهل توسط واعتدال فيه فوصفهم الله بذلك إذ كان أحب الأمور إلى الله أوسطها.
ثالثا: المعنى الفلسفى للوسط –كما عند أرسطو- هو التوسط بين الإفراط والتفريط وبين الغلو والتقصير وبهذا المعنى تعلق الداعون إلى الوسطية.
بعد إيراد هذه المعانى يقدم المؤلف نقدا ونقضا تفصيلا لهذه التعريفات مبينا أن المعنى الشرعى والعقلى لـ«الوسط» هو العدل موضحا أن دعاة الوسطية خرجوا على المعنى الذى حدده الرسول للوسطية وهو العدل فيقول:
أولا: الخروج من المعنى الذى حدده النبى-صلى الله عليه وسلم- لكلمة الوسط –أى العدل- والذهاب إلى معنى التوسط بين الأطراف –لدى دعاة الوسطية-ظاهر لا لبس فيه.
ثانيا: ما يؤكد أن المقصود هو العدل فى الآية الكريمة أن تمامها يصف أمة الوسط بأن أهلها سيكونون «شهداء على الناس» وهى صفة تقترن بالعدل على وجه التحديد أى من حيث هم «عدل خيار».
ثالثا: إذا كان مذهب أرسطو يرى الفضيلة هى الوسط بين رذيلتين فالشجاعة وسط بين الجبن والتهور والكرم وسط بين التبذير والتقتير والعفة وسط بين الفسق وبلادة الطبع فهذا الأمر لا ينطبق على التصورات الوجودية وأحكام الشريعة فمثلا هل يعد قطع يد السارق وسطًا بين طرفين؟ أم أن هذا حكم توقيفى من الله؟.. ومثله بقية الأحكام.
كذلك يسأل المؤلف: هل يقبل القرضاوى وفرقته من الوسطيين بقول المعتزلة أن مرتكب الكبيرة فى منزلة بين المنزلتين، منزلة الإيمان ومنزلة الكفر؟ وهل العاصى يوجد فى منتصف المسافة بين المؤمن والكافر؟
أيضا فيما يتعلق بالمشاعر: هل نرفض الكراهية والمحبة لأنهما أطراف وليسوا فى الوسط؟ وهكذا.
ومن ثم يرى المؤلف أن الأخذ بالوسط الارسطى فى الصور السابقة يقودنا إلى ارباكات وأوهام لا حدود لها لأن هذه الامور: العقائد والاحكام والتصورات والوقائع والحقائق إما أن تتعلق بأحكام توفيقية إلهية وإما بأحكام عقلية يحدد طبيعتها العقل الانسانى لا النظرية الوسطية التى روج لها القرضاوى وجماعته.
ويصل المؤلف إلى النتيجة التالية: أصحاب المذهب الوسطى أو ما ينعت بالوسطية الإسلامية لا يملكون أى دليل نقلى أو عقلى على صحة مذهبهم مثلما أنهم يقعون فى مغالطة التعميم إذ يستنتجون من بعض الحالات التى توافق الوسط أن الوسط يحكم كل شىء ويوجه كل الأمور والقضايا التى تتعلق بدين الإسلام.
وما كان للمؤلف أن يكتفى بالنقد والنقض النظريين دون التوقف أمام المواقف العملية للدعاة الوسطية وفى مقدمتهم القرضاوى فيوضح أنهم: لم يكونوا أمناء على روح هذا المذهب ومنطقه لأنهم فى الممارسات المقترنة بأنماط الفعل العملى الإسلامى التى أعلنت نفسها فى العقدين الأخيرين من زماننا المعاصر لم يلتزموا عمليا بالدعوى المبدئية للمذهب أى لم يلتزموا بالاعتدال والتوسط والتوازن والإصلاح.. تبين ذلك بوضوح فى مسألتين مركزيتين خطيرتين حاليتين يشكو منهما عالم العرب والإسلام شكوى مريرة: الأولى: الموقف من الفئات المسلمة المنخرطة فى فتنة الاختلاف والاقتتال الشرس فى سوريا والعراق واليمن وليبيا.
الثانية: الموقف من التقابل –الذى لم يعد رحيما- بين المذهبين الإسلاميين الرئيسين : السنى والشيعى . فى كلتا المسألتين لم يتوجه القائلون بالوسطية الإسلامية إلى ما يطلبه مذهبهم فى «الوسطية» أى اللجوء إلى الحلول الوسطية والاعتدال والتوازن وإصلاح ذات البين.. إنما جنحوا إلى أحد الطرفين المتقابلين وغلوا فى جنوحهم وانحيازهم وابتعادهم عن نقاط الوسط غلوا عظيما» – فى إشارة منه إلى تأييد القرضاوى للعنف والإرهاب ضد الشيعة وفى ليبيا واليمن والعراق وسوريا.
ويخلص من ذلك قائلا: لم تكن دعوى الوسطية الإسلامية التى أريد لها أن تجسد حقيقة دين الإسلام الشاملة إلا قولا أيديولوجيا «خطابيا» بالمعنى الرشدى للكلمة يسبغ على دين الإسلام سرابيل المفارقة والايهام والشمولية الفجة ويحدث فيه بدعة صريحة وتحريفا أصرح إذ يتم هجر المعنى الحقيقى له من حيث هو دين العدل والخير إلى معنى موهم مضلل حمال للغموض وللعقابيل والمحاذير يغض الطرف عن شروط الدقة والضبط والتحديد ولا يستقيم طوقا للنجاة وللنهضة.


المؤلف فى سطور
يعد الدكتور فهمى جدعان واحدا من كبار المفكرين فى عالمنا العربى المعاصر وهو أردنى من أصول فلسطينية، من مواليد سنة 1940م، فى بلدة عين غزال الفلسطينية، درس الفلسفة فى جامعة السوربون وحصل منها على شهادة الدكتوراه فى الفلسفة الإسلامية وعلم الكلام سنة 1968م، له آراء جدلية حول الإسلام السياسى حاصل على جوائز عديدة، كما تم اختياره لعنوان الشخصية الفكرية لعام 2013 من قبل بعض المؤسسات الثقافية فى الأردن
ومن أبرز مؤلفاته:
أسس التقدم عند مفكرى الإسلام فى العالم العربى الحديث
المحنة – بحث فى جدلية الدينى والسياسى فى الإسلام)
الطريق إلى المستقبل: أفكار – قوى للأزمنة العربية المنظورة
الماضى فى الحاضر: دراسات فى تشكلات ومسالك التجربة الفكرية العربية
رياح العصر: قضايا مركزية وحوارات كاشفة
فى الخلاص النهائى: مقال فى وعود الإسلاميين والعلمانيين والليبراليين.المقدّس والحرية- وأبحاث ومقالات أخرى من أطياف الحداثة ومقاصد التحديث
خارج السِّرب – بحث فى النِسْوية الإسلامية الرافضة وإغراءات الحرية.