الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الأمراض تنهش أجساد المواطنين «الهزيلة» فى «بنى سويف»

الأمراض تنهش أجساد المواطنين «الهزيلة» فى «بنى سويف»
الأمراض تنهش أجساد المواطنين «الهزيلة» فى «بنى سويف»




بنى سويف - مصطفى عرفة

 «بنى سليمان الشرقية ـ غياضة ـ تل ناروز ـ سنور ـ بياض العرب ـ الأمل ـ محمد مبارك».. وغيرها من العزب والتوابع الواقعة شرق النيل ببنى سويف، تواجه كارثة صحية وبيئية خطيرة، بعد أن قام أهالى تلك القرى بتحويل الصرف الصحى الخاص بالمنازل مباشرة إلى نهر النيل، حيث يتم تحويل الطرنشات عبر مواسير إلى مجرى مائى صغير يصب فى نهر النيل نظرا لملاصقة هذه القرى للنهر وعدم إدراجها ضمن مشروعات الصرف الصحى التى تنفذها المحافظة.
وكشفت حملات مديريتى الصحة، والرى، وفرع جهاز البئية ببنى سويف، عن ارتفاع نسبة المصابين بفيروس «سى» و«الفشل الكلوى» بين مواطنى هذه القرى بنسبة تزيد على 25%، وذلك مقارنة بباقى قرى المحافظة، فضلا عن انتشار قواقع «الليمينيا» فى ترعة «سنور» التى تبين إصابتها بالكامل بـ«القواقع»، ما ينذر بكارثة صحية خطيرة تهدد بحصد أرواح الأبرياء.
يقول محمد على محمد، مزارع من قرية «بنى سليمان الشرقية»: إن عدم وجود صرف صحى بالقرية وزيادة أسعار سيارات الكسح من 15 جنيها إلى 50 جنيها، أجبر الأهالى على تحويل صرف المنازل إلى نهر النيل مباشرة عبر مواسير إلى مجرى مائى صغير يصب فى نهر النيل نظرا لملاصقة هذه القرية للنهر، ما تسبب فى انتشار الروائح الكريهة، علاوة على تجمع جيوش الذباب والحشرات والقوارض الزاحفة والناموس كبير الحجم داخل الكتلة السكنية بشكل مخيف، رغم أننا فى «عز الشتاء» ولا نعرف كيف سيكون الحال فى الصيف، مطالبا المسئولين بالتحرك لوقف هذه الكارثة.
ويشير على أبوفارس، من أهالى قرية «تل أبوروز»، إلى أن مشكلة تحويل صرف المنازل إلى النيل يهدد بكارثة حقيقية، لافتا إلى أن مدينة بنى سويف الجديدة شرق النيل مهددة بسبب الصرف من كل جانب من خلال المصانع التى تجاور المنطقة السكنية وتجاور محطة السادات لإنتاج بيض المائدة والأراضى الزراعية التى تدهورت بها الزراعات بسبب خلط مياه الصرف بمياه نهر النيل والتى تتسرب من تحت سور محطة السادات إلى الأراضى الزراعية المجاورة وتهدم البنية التحية.
ويوضح أن المياه منتشرة بغزارة فى بعض المناطق مثل بياض العرب والعلالمة والمنطقة العسكرية ومحطة الكهرباء، وتلك المشكلة منذ 8 سنوات، فالمياه تتدفق عبر الصحراء من الصرف الصحى ومن محطات المعالجة، موضحا أن الأرض تنحدر من الشرق للغرب فتنزلق المياه للمناطق المنخفضة من القرى والأراضى الزراعية والمبانى السكانية التى تتعرض لمياه الصرف وتنتج عن المصانع التى تقوم باستخدام كميات كبيرة من المياه مثل مصانع البصل وتلك الأماكن لايوجد لها اتجاه لتصريف مياه الصرف فتتسرب للمناطق السكنية والأراضى الزراعية، وامتدت لمحطات الكهرباء التى من الممكن أن تنفجر وتقضى على اليابس والأخضر فى بنى سويف.
وينوه عزيز جرجس، من أبناء قرية بياض العرب، إلى أن مياه الصرف الصحى المندفعة من المناز نحو النهر كونت حشائش ونباتات مرتفعة ترتع فيها الحشرات والثعابين وتحولت إلى بيئة صالحة لتكاثر الأمراض والفيروسات والميكروبات للدواجن والمواشى والعاملين بالمكان ونتج عنها رائحة كريهة لا يستطيع أى إنسان استنشاقها، بل وأثرت على العديد من المواطنين وأصابت البعض منهم بالحساسية وأمراض الصدر والكبد والفشل الكلوى.
ويقول أحمد محمود عزبى، مقيم فى قرية «محمد أبومبارك»: إن مياه الصرف الصحى والمياه الجوفية تجتاح البيوت، الأمر الذى يدفع الأهالى إلى هجرها خوفا على أنفسهم وأولادهم من الغرق والتعرض للأمراض، مطالبين المهندس شريف حبيب، محافظ بنى سويف، بضرورة النظر لهذه الكارثة، خاصة أنهم سمعوا منه وعودا كثيرة بالبحث عن حلول جذرية لمشكلة الصرف الصحى التى تهدد مناطق شرق النيل منذ 20 عاما وفشل كل المحافظين فى التصدى لها.
ويشتكى نادر محمود، من سكان مدينة بنى سويف الجديدة بشرق النيل: تعبنا من مياه الصرف الصحى، خاصة أحواض الصرف، حيث يتكرر انهيار حواجز أحواض مياه الصرف الصحى الخاصة بأماكن تخزين المياه ما بعد المعالجة التى تبعد 4 كيلو مترات عن مدينة بنى سويف الجديدة بشرق النيل وتؤدى إلى غرق المدينة وسبق أن أغلقت المياه الطريق الصحراوى الشرقى اقترابا من نهر النيل.
من جانبه أكد أحمد دسوقى، رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة بنى سويف، أنه سيتم ردم تلك المجارى على الفور وفتح تحقيق موسع مع المسئولين، لافتا إلى أنه تم تحرير 25 محضرا بيئيا لمواطنين قاموا بتحويل صرف منازلهم نحو النيل وهناك متابعة دقيقة وحاسمة لأن الأمر يتعرض لصحة الأهالى.