الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«سحارة سرابيوم».. الناقل الحقيقى للتنمية فى سيناء والحلم الذى تحقق لزراعة 100 ألف فدان

«سحارة سرابيوم».. الناقل الحقيقى للتنمية فى سيناء والحلم الذى تحقق لزراعة 100 ألف فدان
«سحارة سرابيوم».. الناقل الحقيقى للتنمية فى سيناء والحلم الذى تحقق لزراعة 100 ألف فدان




كتب - عمرعلم الدين

 

استمرارا لجهود الدولة فى التخطيط الاستراتيجى للمشروعات التنموية والخدمية العملاقة على أرض مصر، يعمل المئات من العمال والفنيين والمهندسين والمختصين من المصريين، فى مشروع لا يقل أهمية عن مشروع قناة السويس الجديدة، مشروع يعيد الحياة على أرض سيناء ويعمل على توفير المقومات الرئيسية لعمل تنمية حقيقية ومستدامة لابناء هذا الجزء العزيز من أرض مصر، سواء كانت التنمية زراعية أو صناعية أو سكنية أو اقتصادية.
ولأن «الماء» مصدر الحياه، كان لزاماً على الدولة المصرية، سرعة التفكير فى كيفية نقل المياه العذبة، من الضفة الشرقية لقناة السويس، إلى الضفة الغربية، مرورا بقناتين، وهما قناة السويس القديمة والجديدة، لذلك اتخذت القيادة السياسية قرارها بإنشاء «سحارة سرابيوم»، لنقل المياه إلى الضفة الغربية للقناة الجديدة إلى الضفة الشرقية للقناة الجديدة، لتروية من 70 إلى 100 ألف فدان زراعي، لتحقيق التنمية المستدامة فى تلك المنطقة.
وعلى الفور، قامت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، بالتعاون مع الشركات الوطنية المصرية، على رأسها شركة «كونكرد» للهندسة والمقاولات، ومعها عدد من الشركات الوطنية المصرية الأخري، فى تنفيذ الحلم، ونجحت بالفعل فى تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع العملاق، وتم افتتاحه للتشغيل.
يأتى مشروع سحارة «سرابيوم»، كأكبر مشروع مائى، أسفل قناة السويس الجديدة، يهدف إلى إحداث تنمية حقيقية ومستدامة فى سيناء، وذلك فى إطار خطة الدولة للتنمية الشاملة فى محور قناة السويس، وشبه جزيرة سيناء حيث تبلغ طول سحارة سرابيوم 420 مترًا، بهدف نقل المياه أسفل قناة السويس الجديدة، وتوفير مياه الرى من ترعة سيناء وتأمين وصولها من أسفل القناة الجديدة للمزارعين فى منطقة شرق قناة السويس الجديدة وسيناء.
والمشروع عبارة عن إنشاء سحارة أسفل القناة الجديدة لتنقل مياه النيل لسيناء، وتعد السحارة أكبر مشروع مائى ينفذ فى منطقة الشرق الأوسط، حيث يمر أسفل قناة السويس الجديدة .
والسحارة تتكون من 4 بيارات ضخمة لاستقبال ودفع المياه حيث يبلغ عمق البيارة الواحدة 60 مترًا، ويبلغ قطر السحارة الداخلى ما يقرب من 20 مترًا، مع 4 أنفاق أفقية طول النفق الواحد 420 مترًا محفورة تحت القناة الجديدة، ويبلغ قطر النفق الواحد يبلغ 4 أمتار، وعمقه 60 مترًا تحت منسوب سطح المياه، وأسفل قاع القناة الجديدة بعمق 16 مترًا تحسباً لأى توسعة أو تعميق مستقبلاً.
طول النفق يبلغ 420 مترًا لنقل مياه نهر النيل من ترعة الإسماعيلية كمصدر رئيسى لتبدأ رحلتها من غرب القناة القديمة بترعة السويس، وتمتد بطول سحارة سرابيوم تحت القناة القديمة لتعبر الجزيرة «تجمع بين القناتين القديمة والحديثة» وتمر بسحارة سرابيوم الجديدة لتصل إلى شرق القناة الجديدة ناحية ترعة الشيخ زايد جنوبًا و ترعة التوسع شمالًا.
وقال المهندس أحمد سعد زغلول، مدير قطاع سحارات سرابيوم والمحسمة، فى شركة كونكرد للهندسة والمقاولات، أن الهدف من مشروع «سحارة سربيوم»، هو نقل المياه من غرب القناة الجديدة إلى شرق القناة الجديدة، حيث يهدف المشروع إلى تمرير مليون و 400 ألف متر مكعب من المياه يوميا.
وأوضح أنه بالفعل تم تمرير 700 ألف متر مكعب من المياه بالفعل، وذلك فى المرحلة الأولى التى تم افتتاحها فى 4 – 4 – 2016، موضحا أن المرحلة الثانية من سحارة سرابيوم ستروى من 70 ألف فدان وقد تصل إلى 100 الف فدان، وكشف أن مدة المشروع هى عامان، لكن تم مرور المياه فيها فى 6 – 8 – 2016، وبالفعل تم الانتهاء من «بيارتين» تم تنفيذهما بالفعل والمياه «تسير» فيهما.
والمشروع عبارة عن 4 بيارات القطر الداخلى 18.5 والخارجى 24 متراً، ويبلغ عمقها تحت الأرض 120 مترا، بمكان خاص به تم استيراده من المانيا ويعمل عليها مصريون، مؤكدا أن المشروع لم ينفذ قبل ذلك فى منطقة الشرق الأوسط بهذا العمق، كاشفا أن الخبراء الأجانب كانوا موجودين فقط لتعليم المختصين المصريين على المعدات الموجودة فى موقع العمل نظرا لحداثتها.
وكشف أن هناك 600 عامل وفنى ومختص ومهندس يعملون بصفة مباشرة، وهناك المئات من المصريين عملوا فى المشروع على فترات متفاوتة، كاشفا أن هناك 3 شركات تعمل فى المشروع، وهى شركة «كونكورد» وهى الشركة الرئيسة، ويعاونها شرطة «باور ايجيبت»، وشركة «ريلانس للخرسانة الجاهزة»، بالإضافة إلى 26 شركة مقاولات صغيرة.
وأكد على أن المشروع شهد تسهيلات كبيرة جدا من قبل القوات المسلحة فى عملية النقل والتأمين، وتذليل كافة العقبات، من أجل سرعة تنفيذ المشروع، موضحا أن تنفيذ مشروع «سحارة سرابيوم» هو ملحمة كبرى.
أعمق بيارات فى الشرق الأوسط
فى ذات السياق، قال المهندس علاء عبد السميع، مدير مشروع سحارة سرابيوم والمحسمة، أن البيارات التى تنفذ حاليا، هى أعمق بيارات تنفذ بمنطقة الشرق الأوسط، مؤكدا أن الماكينات التى تستخدم فى المشروع صممت خصيصا للمشروع لتحمل التربة وضغطها.
وأكد أن هناك معايير توضع للعمالة والفنيين والمختصين للعمل فى المشاريع الكبرى، كاشفا أن المشروع استقبل المئات من العمال والمختصين من أجل العمل فى المشروع وأثبتوا جدارتهم فى تحمل المسئولية والعمل من أجل تنمية مصر، مشددا على أن المشروع هو الناقل الحقيقى للتنمية فى سيناء.
وقال إن خزان الطوارئ، الذى تم تنفيذه، تم فى 21 يوما، والهدف من تنفيذه كان ليكون بديلا لمواجهة حفر قناة السويس الجديدة، ولكى يصل المياه إلى الضفة الأخرى للقناة، حتى يتم الانتهاء من مشروع «سحارة سرابيوم».
سحارة المحسمة
المشروع عبارة عن أربع بيارات، يتم تعديتها أسفل القناتين، على عمق 60 مترا، تحت الأرض، عن طريق نفقين، يتم أخذ مليون متر مكعب من مياه الصرف الزراعي، كان يتم تصريفهم فى قناة السويس، لكى يتم معالجتها معالجة ثلاثية فى محطة مياه معالجة ثلاثية، على بعد 13 كيلو مترا من مشروع سحارة المحسمة، كاشفا أن المشروع سينتهى فى منتصف 2018.
وأضاف المهندس علاء عبد السميع، مدير مشروع ساحرة سرابيوم والمحسمة، بأنه سيتم زراعة 70 ألف فدان عن طريق السحارة الجديدة، بعد معالجتها معالجة ثلاثية، مؤكدا أن اختيار محطة المحسمة، اختيار استراتيجي، لأن المنطقة التى أمامه هى منطقة «مستوية» وسيتم تنفيذ «صوب زراعية» فى الجهة الأخري، لزيادة الرقعة الزراعية فى مصر ولزيادة مقومات الاستثمار.
من جهته، قال المهندس شريف كامل، رئيس الإدارة المركزية لسحارة المحسمة، التابعة للهيئة العامة لمشروعات الصرف، التابعة لوزارة الموارد المائية والري، أن المياه التى كانت فى مصرف المحسمة تبلغ يوميا مليونا و700 ألف كيلو متر مكعب، يتم الاستفادة من 700 ألف متر مكعب من المياه، عن طريق دخول مساحة المياه إلى محطات معالجة لكى تستخدم فى عدة أشياء، ويتم هدر مليون متر مكعب من مياه المصرف فى بحيرة التمساح.
وأضاف أنه سيتم تحويل المليون متر مكعب من المياه إلى سحارة المحسمة، وسيتم نقلها إلى الجهة الأخرى من القناة، وسيتم إنشاء محطات رفع فى الاتجاهين، وسيتم إنشاء محطة معالجة ثلاثية جديدة، لمعاجلة المياه التى كانت تهدر فى بحيرة التمساح.