الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

طلب إحاطة: الدولة «مقصرة» فى تنميتها رغم أنها غير مكلفة.. بل تجذب الموارد

طلب إحاطة: الدولة «مقصرة» فى تنميتها رغم أنها غير مكلفة.. بل تجذب الموارد
طلب إحاطة: الدولة «مقصرة» فى تنميتها رغم أنها غير مكلفة.. بل تجذب الموارد




كتب - طـه النـجـار

 

فتح البرلمان ملف اهمال الحكومة للسياحة العلاجية، تقدمت الدكتورة شادية ثابت، عضو مجلس النواب، بسؤال إلى  وزير الصحة ووزير السياحة بشأن إهمال السياحة العلاجية حيث تساءلت: لماذا لا يتم الاهتمام بالسياحة العلاجية فى مصر على الرغم من امتلاكنا لها وعلى الرغم من أنها ليست سياحة وفقط وإنما هى علاج بالمجان أيضا؟
وقالت: لماذا تقصر الحكومة فى تنمية السياحة العلاجية على الرغم من أنها مورد لا يكلف الدولة موازنة بل يجذب لنا الموارد؟ رغم ما تمتلكه مصر من مقومات هائلة تجعلها تحتل المركز الأول بمنطقة الشرق الأوسط فى مجال السياحة العلاجية، فإن هذا النوع من السياحة مازال خارج دائرة الضوء، ما أفقد مصر حقها فى الحصول على نصيبها العادل من إيرادات تلك السياحة الجاذبة.
وأضافت أنه لاسيما وأن مفهوم السياحة العلاجية ليس الاستشفاء فقط، ولكن علاج الأمراض المزمنة أيضا بغرض جلب الوفود السائحين من مصر والدول العربية والأجنبية للاستشفاء والعلاج. وأوضحت أن حجم إنفاق السياح العرب وخاصة دول الخليج نحو 27 مليار دولار على السياحة العلاجية عام 2015 من إجمالى 100 مليار دولار على مستوى العالم. وقالت «ثابت»: إن عددًا من دول شرق آسيا سحبت البساط من تحت أقدام مصر والتى تمتلك مقومات السياحة العلاجية بكافة أنواعها، واستحوذوا على السياح الخليجيين الوافدين لسياحة العلاجية «الاستشفائية»، وذلك بسبب تقصير الحكومة فى تنمية هذا النوع من السياحة.
وأشارت إلى أن السياحة العلاجية تدر دخلا يؤثر فى زيادة الناتج المحلى لقطاع السياحة، ما يستدعى الاهتمام بها، حيث تمثل السياحة العلاجية نسبة تتراوح من 5% إلى 10% من حركة السياحة العالمية، ما يعنى القدرة على زيادة أعداد السياحة المتوقعة إلى مصر، واستعادة دورها الريادى فى هذا المجال.
وأوضحت انه كما أن السائح العلاجى يتميز عن السائح العادى بطول مدة إقامته فى مكان العلاج، وهذه المدة تتراوح بين أسبوعين وأربعة أسابيع وقد تصل إلى خمسة أو ستة أسابيع، وغالبا ما ينصح الأطباء هؤلاء السائحين بالراحة مدة عشرة أيام أخرى أو أكثر قبل العودة إلى أعمالهم وهذه المدة الإضافية يقضيها أكثرهم كسائحين عاديين مؤكدة أن مصر كانت ملجأ للسياحة العلاجية، ولديها من الفرص والإمكانيات ليضعها على خريطة السياحة العالمية، للحصول على نصيبها العادل من حجم السائحين الوافدين للعلاج.
وقالت «ثابت» إن مصر ينتشر بها ما يقرب من ‏1356‏ عينًا للمياه الكبريتية والمعدنية‏ موزعة على جميع أنحاء محافظات مصر، ويوجد بها مستشفيات متطورة ومعامل تحاليل متقدمة، يمكن استغلالها فى تقديم الخدمة الصحية للسائحين فى إطار برنامج شامل لزيارة المناطق السياحية والإقامة الفندقية للمريض ومرافقيه.
واكدت تعريف السائح بإمكانيات الخدمة الصحية فى مصر من استشفاء فى العيون الكبريتية ورمال أسوان والعلاج بالطمى وكذا مشافى الصحة النفسية، بالإضافة إلى زراعة الكبد والغسيل الكلوى وزراعة الكلى والقرنية وعلاجات الكتراكت‏.‏
وطالبت  باستغلال مشافى الصحة النفسية وتشجيع إنشائها فى شرم الشيخ، وكذلك الحمامات الكبريتية لعلاج الأمراض الجلدية فى حلوان وحمامات فرعون برأس سدر واستعمال حمامات الطمى فى العلاج الطبيعى وأسلوب الدفن فى الرمال بأسوان للعلاج من الأمراض الروماتيزمية وكذلك علاج مرض الصدفية بالدفن فى رمال سفاجا، فمصر تنفرد بالعديد من أماكن الاستشفاء الطبيعية‏.
وحذرت من غياب التنسيق بين الجهات المعنية والاعتماد على الجهود الفردية وصعوبة الحصول على التأشيرات أدى إلى عزوف السائح أو المريض القدوم لمصر بغرض السياحة العلاجية. وقالت: إذا ما اهتممنا بالسياحة العلاجية، سترتفع إيرادات السياحة المصرية لـ2 مليار دولار على الأقل حال الاهتمام مؤكدة على ضرورة  إنشاء «هيئة مستقلة» للسياحة العلاجية تابعة لوزارة السياحة أو الخارجية، تحت إشراف وزارة الصحة، لإحياء القرار الوزارى الخاص بإنشاء وحدة كاملة متكاملة ومتخصصة للسياحة العلاجية مهامها رصد الوضع الحالى للسياحة العلاجية فى مصر والعالم من خلال جهاز لمتابعة ودراسة الأسواق وتحديد الاحتياجات وإعداد قاعدة بيانات عن أعداد السائحين القادمين بغرض الاستشفاء والمقاصد التى يتجهون إليها‏ على أن تتولى «الهيئة» التنسيق بين كافة الإدارات المختصة بوزارات الصحة والسياحة والطيران المدنى والتعاون الدولى بالتعاون مع القطاع الخاص والاستثمارى، كما تتولى الهيئة إنشاء مركز معلومات متكامل حول الخدمات الصحية فى مصر وأسعارها وأفضل الطرق لحجزها وتوفير الراحة للمرضى وذويهم المرافقين لهم، وتتولى أيضا دراسة الأسواق الخارجية فى الخدمات الصحية ومعرفة عناصر القوة والضعف لديها وتوظيفها لتحقيق التطور المطلوب فى السياحة العلاجية بمصر.
وأشارت إلى أن مقومات السياحة العلاجية بمصر كثيرة خصوصا بمحافظة مطروح وسيناء من خلال منطقة حمام «موسى» الذى يقع على بعد 5 كيلومترات من طور سيناء بواحة كثيفة من أشجار النخيل ويتمتع بمياه كبريتية متعددة العناصر المعدنية أهمها الصوديوم وهو عنصر كاوٍ يساعد على سرعة التئام الجروح والماغنسيوم الذى يساعد خلايا اللون بالجلد على استعادة حيويتها وإعادة اللون الطبيعى للجلد وله تأثير قوى على علاج الأمراض الجلدية المختلفة كالبهاق والصدفية والزوائد الجلدية.
وأيضا لدينا حمام «فرعون» الذى يقع بالقرب من مدينة أبو زنيمة وهو عبارة عن مغارة جبلية يتفجر منها ينابيع المياه الكبريتية شديدة السخونة يتراوح درجة حرارتها من 55 إلى 75 درجة مئوية أى تقترب من حد الغليان وتصب بعد ذلك فى مياه البحر دون الاستفادة منها.كما تحظى جنوب سيناء بعيون أخرى للمياه الكبريتية الدافئة تقع على بعد 20 كيلو مترًا من مدينة رأس سدر بالقرب من منطقة «وادى غرندل»، ويمكن الاستفادة منها فى علاج آلام المعدة والقولون وعسر الهضم وقرحة المعدة والبطن من خلال تناول كميات منها.