الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«قويسنا».. منارة اغتالها الإهمال

«قويسنا».. منارة اغتالها الإهمال
«قويسنا».. منارة اغتالها الإهمال




المنوفية - منال حسين

 

مدينة قويسنا بمحافظة المنوفية، كانت من أجمل المدن الموجودة بالمحافظة لوقت قريب، حتى إنها كانت تطلق عليها العاصمة الثانية للمنوفية بعد شبين الكوم، فهى حلقة الوصل بين محافظة القاهرة وباقى مدن ومراكز الإقليم، ناهيك أن قويسنا كانت ذات طابع جمالى يطغى على شوارعها من حيث التنظيم والنظافة، الى جانب أن بها منطقة «مبارك الصناعية» ومنطقة «تل المحاجر» الأثرية، وبرج المنوفية الذى يأتى إليه الزوار من داخل مصر وخارجها، لكونه أحد أهم المناطق السياحية خلال الفترة القليلة الماضية، قبل أن تطوله يد الإهمال التى طالت جميع المناطق السياحية بالمنوفية وعلى رأسها قريتا «فينسيا» و«الخالدين» فى عهد المحافظ الحالى.. ورغم كل ماسبق من إمكانات، تبدل الحال وأصبح أهالى مدينة قويسنا يعانون سوء حالة الطرق والنظافة وانتشار القمامة بجميع شوارع المدينة ومداخلها، حتى أصبحت تلال القمامة فى منطقة «تقسيم بتريس» بشارع الصباحى البحرى خطر على حياة المواطنين القانطين بتلك المنطقة، بعد انتشار الحشرات والحيوانات الضارة، ناهيك عن الأدخنة التى تنبعث من الجبل ليلا، والحرائق التى تشتعل فيه من وقت لآخر.
ولعل  السبب فى انتشار تلك الصورة، هو الغياب التام من الرقابة والمسئولين بمجلس مدينة قويسنا ومحافظة المنوفية، خاصة بعد خلو منصب رئيس مجلس مدينة قويسنا منذ إحالة اللواء عبدالسلام عبدالبارى، رئيس مجلس المدينة للمعاش منذ أكثر من 6 أشهر، ولم يتم تعيين رئيس للمجلس حتى الآن، ما يعد أحد الألغاز التى لم يجد لها المنايفة حلا، وهو الأمر الذى بث الرعب والخوف فى نفوس أهالى مركز قويسنا بأن تكون نفس مصير مدينة السادات والتى لم يعين لها رئيسا منذ أن كان الدكتور هشام عبدالباسط، رئيسا لمجلسها وتعيينه محافظا للإقليم.
وعن مشكلة القمامة فهى لم تتوقف عند جبل «تقسيم بتريس» ومعاناة أهالى المنطقة، فتلال القمامة أصبحت موجودة بالفعل أمام أبواب المستشفيات والمدارس والمصالح الحكومية ومداخل العمارات ومواقف السيارات، خاصة أن سيارات القمامة التى تجوب شوارع المنطقة قد عفا عليها الزمن، فعمال النظافة تأخد القمامة من الصناديق المخصصة لها لتلقى بها تباعا فى شوارع المدينة دون قصد نظر لحالة السيارات المنعدمة والسيئة للغاية، ما يعنى أن تلك السيارات لم يتم عمل الصيانة اللازمة لها منذ عقود.. أيضا يعانى سكان مدينة قويسنا، سوء حال الطرق وتهالكها، حيث إن شوارع المدينة أصبحت لا تصلح لسير البشر على الإطلاق سواء كانوا مستقلين سيارات، أو سيرا على الأقدام، بعد وجود أسراب الـ«توك توك» وانتشارها داخل المدينة بصورة غير طبيعية وتسببها فى وجود شلل مرورى لسيره عكس الإتجاهات المخصصة، نظرا لعدم وجود رقابة عليه من جانب المسئولين.
أما الكارثة الأكبر، فبالرغم من تقدم أهالى قويسنا أكثر من مرة لإدارة المرور ومحافظ المنوفية لإيجاد حل فعال لتقنين وضع الـ«توك توك»، إلا أنه حتى الآن لم يتم البت فى الشكاوى المقدمة، منوها إلى أن هناك بالوعات صرف صحى منتشرة داخل الشوارع الرئيسية بالمدينة، التى تسببت أكثر من مرة فى حوادث وإصابات للمواطنين، فهناك بالوعات موجودة دون غطاء وتقوم الأهالى بتغطيتها خوفا على المارة، وهناك بالوعات يتم قلب غطائها ما يتسبب فى حوادث للسيارات.
يقول الحاج إمام عبدالمرضى، أحد سكان مدينة قويسنا: إن الوضع بالمدينة أصبح لا يحتمل، حتى أدركنا أننا نعيش فى محافظة بلا محافظ، مطالبا الدكتور هشام عبدالباسط، محافظ المنوفية، بزيارة مدينة قويسنا والنظر ليها بعين الرحمة، وأن يسير بسيارته داخل الشوارع ليرى بعينه سوء حالة الطرق وانتشار القمامة، ناهيك عن حاجة المدينة إلى رئيس لمجلس مدينة قويسنا فى أسرع وقت.
وتلفت نهى عبدالصادق، إحدى المتضررات، إلى أن مشاكل قويسنا لا تنتهى، والأزمات أصبحت تحاصرهم من كل اتجاه، قائلة: «إن جبل القمامة الموجود بمدخل المدينة من الأفضل أن يسمى جبل الموت بعد انتشار الروائح الكريهة به، واشتعال النيران به من وقت لآخر»، بالإضافة لتأثيراته السلبية على صحة وسلامة المواطنين.. وتنوه عبدالصادق إلى أنها تقدمت بطلب أبرزت فيه أهم المشاكل والملحة، منوهة إلى أن طلبها كان دائما يتم تزكيته من وفد من أعضاء الجمعية المصرية لحقوق الإنسان بقويسنا بأكثر من مرة للمسئولين بمحافظة المنوفية لتقنين وضع الـ«توك» توك بعد أن زادت انتهاكاته على الحد حتى أصبحت الازمة التى لا حل لها.
ويقول الحاج عبدالهادى مأمون، من أبناء قويسنأ: إن الوضع بمدينة قويسنا مقبول إلى حد ما بالمقارنة بالقرى التابعة لمركز قويسنا، مؤكدا أن حال القرى لا يسر عدوا ولا حبيبا، فلا وجود للصرف الصحى ولا خدمات ولا رصف طرق، حتى الخدمات الصحية تكاد لا تكون داخل الوحدات الصحية الموجودة، مطالبا بسرعة التدخل لوقف تلك المهزلة ومحاسبة المقصرين أولا بأول.. طارق عبدالموجود، أحد سكان المدينة: يشير إلى أنه ينتظر من وقت لآخر قرار محافظ المنوفية بإغلاق برج المنوفية وعرضه للمزاد العلنى ليكون بذلك قد قضى على ما تبقى من مظاهر سياحية بالمحافظة، معربا عن خيبة أمله تجاه ما يحدث من التدمير العمد للبرج وعدم الاهتمام به.
ويناشد عبدالموجود، محافظ المنوفية، بالاهتمام به وتطويره، فهو قبلة السياح بالمنوفية، إلى جانب ضرورة إحياء مشروع أرض المعارض الموجود بجوار البرج، الذى أعده المستشار أشرف هلال عام 2011، وصرف عليه مبالغ طائلة ليستفيد به شباب المنوفية أجمع وليس فقط مدينة قويسنا، فهو مشروع خدمى فى المقام الأول لأهالى المحافظة وشبابها للقضاء على جزء من البطالة.، ويطالب عبدالموجود المنفذين بالاهتمام بـمشروع «المول التجارى» صاحب ملايين الجنيهات الذى أنشأه الدكتور أحمد شرين محافظ المنوفية السابق، وذلك بحجة أن قضية الفساد الخاصة بالمول منظورة أمام النيابة العامة، مناشدين جميع المسئولين بالمحافظة بزيارة مدينة قويسنا وقراها للوقوف على حقيقة الأزمات الموجودة بها ومحاولة حلها، موجهين رسالة لمحافظ المنوفية بـ«أن المنوفية ليست شبين الكوم فقط».