حمص وهيام وزيزي !
حماد عبد الله حماد
كتب د. حماد عبدالله حماد 13 أغسطس 2009
ثلاثية في الساحل الشمالي تستحق الكتابة عنها ، حيث يأتي الصيف ويقوم أهل الساحل الشمالي من المصيفين سواء المقيمون أو المؤجرون ، لفترات محددة ، بالبحث عن قضاء أمسياتهم خارج نطاق القري وخاصة تلك القري التي لا تتمتع بوجود مقاهٍ أو مطاعم أو كازينوهات كما الحال في مارينا العلمين "16 كيلو متر طول"، ومع ذلك فإن أغلب رواد تلك الأماكن الخارجية هم من سكان المارينا !! ، ولعل المطعم الذي يضم تلك الثلاثية موضوع المقال هو مطعم سمكمك المواجه لقرية مينا - تبعد جنوب مارينا بحوالي عشرة كيلو مترات - حيث تقع في الجانب الجنوبي من الطريق، أي في الصحراء التي انتقل إليها المنمون الشاطئيون حيث نجد جولف مارينا وغيرها، قد بدأت تواجه البناء علي الشواطيء بإنشاء وحدات عقارية ونشاط ترفيهي علي هذا الجانب استطاع أن يجذب زبائن لم يكن الحظ معهم في الاستحواذ علي وحدة شاطئية، كما جاء علي لسان مسئول سابق خصص وحدة شاطئية ووحدة في المدينة لكل مواطن !!
راعني في مطعم سمكمك ( عم حمص ) ثلاثة وثمانون عاماً، أمد الله في عمره. صوت من الماضي الجميل، تبدأ به فقرات الغناء الشرقي، حيث "عم حمص" يقدم القطع الشهيرة لمحمد قنديل وعبد العزيز محمود أو كارم محمود و ينتقل إلي محمد عبد الوهاب ويأخذنا إلي محمد عبد المطلب ، هكذا ولمدة أكثر من ساعة، يستحوذ "عم حمص" علي أسماع وألباب الحضور ، ولكن المايسترو الجالس الموجه للمنصة ( للمسرح ) هي الفنانة زيزي سالم، مالكة المطعم والفاهمة والمديرة والمالكة لأدوات العلاقات العامة والمورجه للفنانين المؤدين علي مسرحها والتي تقدمهم بتاريخهم مثل "عم حمص" الجميل ، وتنقل المشاهد من حمص إلي ( هيام) تلك الراقصة الشابة من اكتشاف ( زيزي سالم )، حيث تقول إنها الراقصة الأولي في مصر قريباً ، ورغم أنني لا أعرف في فنون الرقص البلدي أو المصري منذ المرحومة "تحية كاريوكا" "وسامية جمال" ، "ونجوي فؤاد" "وسهير زكي" ، إلا أن الفنانة "دينا" استطاعت بعد "فيفي عبده" أن تشكل رأياً في الرقص البلدي ولكن الراقصة "هيام" التي تقدمها سمكمك علي مسرحها، يقولون عنها (المشاهدون) أنها بديعة وحساسة للإيقاع المصاحب لها خاصة مع عم حمص ، إن سمكمك "وزيزي سالم"، هي قاعدة لإنتاج فن مصري قديم، وإعادته للحياة مرة أخري وتشبه لي تلك الليالي ليالي أضواء المدينة التي كانت تقدمها الإذاعة والتليفزيون المصري في أيام الأبيض والأسود .
حيث قدمت "زيزي سالم" مجموعة من الفنانين الشبان لقبت أحدهم باسم "سالم"، نسبة إلي السيدة "زيزي سالم " لإيمانها بمستقبله الفني المنتظر وهذا عن حق !!
كما أن طفلاً آخر قدمته "زيزي سالم" كمطرب شعبي استحق من الحاضرين كل الإعجاب .
لعل هناك برنامجًا في التليفزيون المصري أو الإذاعة المصرية يستطيع الإهتمام بهذه الأفكار وهذه الأصوات ربما نعود لعصر الإكتشافات القديم الذي قدم للغناء في مصر "عبد الحليم حافظ" وقدم للرقص البلدي "فيفي عبده" وشقيقاتها، برنامجًا يهتم بعرض هذه التجربة السمكمكية !!.