الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الهوية وفنون الأداء

الهوية وفنون الأداء
الهوية وفنون الأداء




يكتب: د.حسام عطا

فى اهتمام نوعى ملحوظ بأمر الملتقيات العلمية فى أكاديمية الفنون المصرية، أُقيم فى الفترة  من 10 ـ 17 ديسمبر 2016 الملتقى العلمى العربى الثانى بعنوان الهوية وفنون الأداء، والذى ضم نخبة من الباحثين العرب والمصريين، من مختلف التخصصات الفنية فى المسرح والسينما والفنون الشعبية والموسيقى، وكانت مسألة الهوية حاضرة فى الأنواع الفنية المختلفة.
 وسؤال الهوية فى الأدب سبق طرحه بكثافة، وكذلك تم ذات الطرح فى الشأن المسرحي، أما فنون الأداء الأخرى فتأتى مساءلتها لنفسها فى علاقتها بالهوية مساءلة جديدة عليها بشكل نسبى وتأتى أهمية الملتقى فى طرحه الحر لقضية الهوية فى علاقتها بفنون الأداء، فرغم الصفة العربية للملتقي، إلا أنه لم يجعل الصياغات البحثية مقيدة بالنظرة العروبية القومية للهوية، كما أن حرية التفكير المشارك فى المؤتمر أكد تلك العلاقة التاريخية للقاهرة المنارة التى تتفاعل ثقافيا مع مراكز ثقافية متعددة لها ثقلها الثقافى المتميز وهو ما عبر عنه لحضور البحثى على سبيل المثال لوزيرة محو الأمية وأستاذ وخبير التراث الثقافى اللامادى الدولى المغربية أ.د. نجيمة طايطاي، وأ.د. جميلة مصطفى الخرقاى من المركز الجامعى بالجزائر.
أ.د. سيناء الشامخي، أستاذة بالمعهد العالى للسينما (السمعى والبصري)، ود. فضل الله أحمد من جامعة السودان، كلية الموسيقى والدراما، ومنها أيضا د. عبد الله إبراهيم عبد الله،  وغيرهم.. هذا بالإضافة للمشاركات البحثية المصرية المتميزة.
الجدير بالذكر واللافت للنظر أن إدارة الجلسات كانت فى طابع رفيع المستوي، وأخص عمق وتهذيب وحزم د. محمد أبو الخير، كنموذج مصرى أكاديمي، وقد ساهم فى هذا الطابع البحثى العلمى الهادئ غياب ملحوظ لجمهور الحضور، ورغم أنه غياب يجب تداركه والسؤال عن الجمهور المهتم بتلك الفعاليات البحثية وكيفية استعادته، إلا أن ذلك الطابع، جعل الملتقى صوفى الطابع بهذا الإخلاص العلمي، وندرة الحضور، ولكنها ندرة التميز، التى أتاحت الفرصة للنقاش التخصصى.
 بلا شك تأتى مسألة الهوية وسؤالها هذه المرة فى الملتقى بما يشبه الاتفاق على تأكيد القومية العربية كهوية يجب أن تحرص على تنوعها الثقافى واختلافها النوعى المتعدد، بتأكيد الاهتمام بحضارات المنطقة القديمة وموروثها الثقافى الفنى المتنوع، ففى مصر على سبيل المثال العودة للحضارة المصرية القديمة لا تمثل تناقضا مع الهويات العربية ـ البحر أوسطية ـ القبطية ـ الإسلامية، فى عالم معاصر متغير، يؤكد على ضرورة التنوع الخلاق.
ولذلك فسؤال الهوية فى الملتقى كان سؤالًا معرفيًا، ولم يكن ساحة للحرب ومحاولة فرض إرادات الهويات المختلفة على باقى الأطراف، كما هو حادث فى المجال السياسي، أما فى فنون الأداء، فالهوية ملتقى للتفاعل المتنوع الإيجابى الذى أداره بحرص مدير الملتقى د. عاصم نجاتي، ومنحه طابعه الخاص الراقى تيقظ د. أحلام يونس رئيس أكاديمية الفنون، ببساطتها المعبرة عن عمق إنسانى للمرأة المصرية.