الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

افتتاح مؤتمر أدباء الأقاليم بمحافظة المنيا

افتتاح مؤتمر أدباء الأقاليم بمحافظة المنيا
افتتاح مؤتمر أدباء الأقاليم بمحافظة المنيا




المنيا – أحمد سميح

 

افتتح الخميس الماضى مؤتمر أدباء الأقاليم فى دورته الحادية والثلاثين والذى تستضيفه محافظة المنيا فى الفترة من 22 إلى 25 ديسمبر الجاري، وتنظمه الإدارة العامة للثقافة العامة التابعة للإدارة المركزية للشئون الثقافية بالهيئة العامة لقصور الثقافة تحت عنوان «الهامش والمسكوت عنه فى الثقافة المصرية.. دورة الأديب يحيى الطاهر عبدالله» ويرأس دورته د.شاكر عبدالحميد وزير الثقافة الأسبق، ويتولى أمانته الشاعر سعيد عبدالمقصود.
وقد صاحب انطلاق المؤتمر إصدار أربع مطبوعات تم توزيعها على المشاركين فى أول أيام المؤتمر، أولها كتاب لأبحاث المؤتمر ويضم 22 بحثا من خلال سبعة محاور رئيسية هى: مداخل نظرية لمفهوم الهامش فى الفكر الحديث، ثقافة الهامش الجغرافى، ثقافة النوع، تجليات الهامش الدينى، ثقافة الهامش الاجتماعي، الهامش اللغوى، المشهد الإبداعى فى المنيا.
وثانيها كتاب للمكرمين فى هذه الدورة؛ ثالثهما كتاب «ذاكرة المؤتمر من 2007 إلى 2016» والذى أعده وقدم له الشاعر السعيد المصرى ورابعهما كتاب «المشهد الإبداعى فى محافظة المنيا» وهو من إعداد الأدباء د.شعيب خلف، جمال أبو سمرة، محمد زهران، ويتضمن كتاب ذاكرة المؤتمر الهيكل العام للمؤتمر وموضوعاته ومحاوره ورؤساء المؤتمر وأمنائه وأسماء المكرمين والمحافظات التى استضافت فعالياته وتوصياته، ويعد استكمالا للجهود السابقة فى هذا المجال ومنها كتاب «صوت صارخ فى البرية.. مسيرة أدباء مصر فى الأقاليم من 1984 إلى 1993» للكاتب محمد السيد عيد، «سجل مؤتمر أدباء مصر فى الأقاليم» لمجموعة باحثين، بجانب كتاب «ذاكرة المؤتمر من 1984 إلى 2003» و«ذاكرة المؤتمر من 1984 إلى 2007» للباحث مسعود شومان، بينما يضم كتاب المشهد الإبداعى فى محافظة المنيا 139 عملا إبداعيا لأدباء المنيا تراوحت بين شعر الفصحى والعامية والقصة القصيرة بواقع عمل واحد لكل أديب.
وكانت فعاليات الحفل الرئيسى قد بدأت على مسرح محافظة المنيا بحضور الكاتب الصحفى حلمى النمنم وزير الثقافة، اللواء عصام البديوى محافظ المنيا، د.شاكرعبد الحميد رئيس المؤتمر الحالى ووزير الثقافة الأسبق، الشاعر سعيد عبد المقصود أمين عام المؤتمر، د. جمال أبو المجد رئيس جامعة المنيا، السفير رضا الطيفى الذى حضر نيابة عن السفير عبد الرؤوف الريدى رئيس مجلس إدارة مكتبات مصر العامة ولفيف من القيادات الثقافية بالهيئة والمحافظة والقيادات التنفيذية بها.
وقد كرمت الأمانة العامة للمؤتمر كلا من ابتسام الدمشاوى ممثلة عن أدباء المنيا والروائى سعيد نوح ممثلاً عن أدباء الوجه البحرى والشاعر عبد الرحيم طايع ممثلاً عن أدباء الوجه القبلى والروائية والقاصة منى الشيمى ممثلة عن أديبات مصر والناقد شريف رزق عن النقاد والإعلامى أسامة الرحيمى عن الإعلاميين واسم الشاعر الراحل محمود المغربى بإهدائهم درع الهيئة وشهادة تقدير.
وفى كلمته أشار الشاعر سعيد عبد المقصود أمين عام المؤتمر إلى أن المؤتمر ينعقد هذا العام تحت عنوان «الهامش والمسكوت عنه فى الثقافة المصرية وقد قصدنا بهذا رد الاعتبار للمتن المهمل لأن ما نعيشه يؤسس لتهميش الثقافة فى الوقت الذى لابد من التعامل معها تعاملا استراتيجيا، وقد طلب عبد المقصود عدة مطالبات لتحقيق ذلك بأن تتخذ الإدارة السياسية قراراً بدعم مشروع ثقافى قومى لبناء شعب مثقف بهويته التى تتسم بالسماحة والسلام، أيضا أن نخرج بالثقافة من الصالونات المغلقة إلى فضاءات الواقع بالتحام المثقف بالجماهير، متسائلاً ولكن كيف يقوم المثقف بدوره التنويرى وهو مطحون بين حضارة مستوردة وعذابات سباق رفع الأسعار؟، كما دعا وزير الثقافة بتخصيص ميزانية ثابتة لهذا المؤتمر باعتباره أكبر مؤتمر للأدباء بالوطن العربى بل الشرق الأوسط كله مؤكداً أنه لا تطوير للمؤتمر إلا بمعالجة ميزانيته.
وقد أكد الناقد د. شاكر عبد الحميد رئيس المؤتمر فى كلمته أن هذا المؤتمر هو أكبر مؤتمر ثقافى شهدته مصر خلال السنوات الأخيرة مشيراً إلى أن العنوان الرئيسى للمؤتمر حول ثقافة الهامش والمسكوت عنه متسائلاً هل ثقافة الهامش الآن هى ثقافة الهامش أمس وخاصة بعد هذه التطورات المتلاحقة السريعة فى الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، مؤكداً أن هناك تغييراً كبيرا فى ثقافة الهامش والمسكوت عنه.
وأشار د. سيد خطاب فى كلمته إلى أن اختيار المنيا لإقامة المؤتمر لم يكن اختيارا مجانيا وأن مبادرة المحافظ ليست مبادرة مجانية بل عن وعي، مؤكداً أن المنيا النموذج الأعظم للتكوين المصري، وأضاف أن التعدد اللونى وتراكم الطبقات الثقافية فى المحافظة يجعلنا نصفها بأنها نموذج للتحدى الذى نبغيه، ووعد خطاب بأن يكون المؤتمر على امتداد محافظة المنيا من خلال بعض من مدارسها ومقاهيها ومراكز شبابها.
فيما أشار اللواء البديوى إلى أن هذا المؤتمر جاء فى الوقت المناسب، فمحافظة المنيا تحتاج لجهود جميع الأدباء والمثقفين لتوسيع مدارك المواطنين وهدم الأصنام الفكرية، ليسود التفاهم والحب، لنفتح الباب أمام النهضة فى جميع المجالات ولنضع مصر فى المكانة التى تليق بها، وأضاف البديوى «المثقفون هم من يملكون القدرة على التأثير على المواطن من خلال إنتاجهم الفكري.
وفى كلمته قال الكاتب الصحفى حلمى النمنم وزير الثقافة: «قبل أن يقع الاختيار على محافظ المنيا لإقامة الدورة الـ 31 ، كانت هناك محافظتان مستعدتان لإقامة المؤتمر، ولكن تم الاستقرار على المنيا، لأنها بلد طه حسين رائد التنوير، والداعى إلى ديمقراطية التعليم وحق المعرفة، بلد الشيخ على عبد الرازق الذى احتفلنا منذ أيام بمرور نصف قرن على رحيله، بلد الشيخ مصطفى عبد الرازق شيخ الأزهر الذى دعا إلى تجديد الفكر الديني، وهدى شعراوى التى تعبر عن كبرياء ووطنية المرأة المصرية، وتلك هى الدولة المدنية المصرية التى لا بديل عنها»، وأضاف إننا نرفض من يريدون أن يكون التطرف والإرهاب والاختلال الطائفى عنوانا للمنيا.
وأوضح وزير الثقافة أن العلاقة بين الهامش والمتن علاقة نسبية، فما كان هامشا بالأمس أصبح متنا اليوم، ونحن فى مصر منذ ثورة 25 يناير وقبلها بسنوات ونحن فى حالة صراع اجتماعى وسياسى وثقافى، وأن الهامش فى حضارتنا العربية لم يكن نظره دونية، أما فى العالم السياسى والاجتماعي، أصبح ينظر له نظرة دونية نتمنى أن يسقطها هذا المؤتمر.
وأكد وزير الثقافة انه من أجل القضاء على فكرة الهامش الجغرافى فى الثقافة المصرية، رفعنا شعار العدالة الثقافية التى تنقل كل المجالات الثقافية والفنية إلى كل مكان فى مصر، وأن ثورتى 25 يناير و30 يونيه كانتا ثورة الهامش على المتن الذى شاخ ولم يعد قادرا على التطور.