الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حقيقة المناورة المصرية فى مجلس الأمن

حقيقة المناورة المصرية فى مجلس الأمن
حقيقة المناورة المصرية فى مجلس الأمن




أحمد عبدالعظيم يكتب:

بمجرد أن صدر قرار مجلس الأمن يدين الأعمال الاستيطانية فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، حيث وافقت 14 دولة على القرار، فيما امتنعت الولايات المتحدة الأمريكية عن التصويت.. فضلت أن أجلس فى مقاعد المتفرجين لأرى ما ستخرجه لنا مواقع التواصل الاجتماعى من تحليلات «خزعبلاية» حول هذا القرار وموقف مصر منها، وأتابع ما ستسفر عنه آراء الخبراء «التفصيل» الذين يتحدثون فى كل شىء حتى أنهم جاهزون ليفتونا فى طريقة عمل «الملوخية بالجمبرى»، فلم يخذلونا كعادتهم وخرجوا بعد ثوان من صدور القرار بعباراتهم الرنانة ليصيبوا الناس هم وخبراء مواقع التواصل الاجتماعى بالتشتت والجنون من آرائهم التى لا يعلمون أنها فى صميم الأمن القومى المصرى.
تابعت من هنا وهناك.. وجدت من يخون التحرك المصرى ويتهم القيادة السياسية بأنها باعت القضية الفلسطينية، أكثر بكثير من الذين يحاولون تفهيم الناس الأبعاد الحقيقية للدور المصرى فى هذا التحرك.. وبينما أنا أتابع قلبت فى أوراق التاريخ لأجد أن القضية الفلسطينية لم يكن لها مأوى سوى مصر.. مصر وحدها.. مصر التى ضحت بآلاف الشهداء من أجل فلسطين.. وخاضت مئات الحروب الدبلوماسية بحثا عن وطن آمن للشعب الفلسطينى.
وفى محاولة لفهم أبعاد الموقف المصرى مما حدث فى مجلس الأمن حول قضية الاستيطان، وبعد أن هدأت وتيرة «المكلمة» حول الأمر، لم أجد أمامى سوى المواجهة المباشرة مع أحد الذين أثق فى آرائهم ثقة كبيرة لأنه لم يخذلنى يوما فى معلومة أو تحليل لموقف بشكل مجرد دون أى انطباعات شخصية منه.
كانت إجابته عن الموقف المصرى التى أقدمها لكم ولكم أنتم طبعا حق الاقتناع من عدمه فى 3 نقاط:
 أولا: مصر تقدمت بصفة عضويتها غير الدائمة فى مجلس الأمن بمشروع قرار لوقف الاستيطان.. وهذا دليل قاطع على استقلالية قرارها ودعمها للمبادئ الراسخة للدبلوماسية المصرية.
ثانيا: معلوم تماما أن الإدارة الأمريكية الحالية (أوباما) لن تستخدم الفيتو ضد القرار لإحراج الإدارة الجديدة (ترامب) ولكن الأكيد أن بريطانيا كانت ستقوم بالدور وتستخدم الفيتو ضد القرار.
ثالثا: بمنتهى الحرفية استخدمت الإدارة المصرية الموقف لتعزيز علاقتها بالإدارة الأمريكية الجديدة من خلال سحب القرار مقابل الحصول على مكسب من الرئيس ترامب وهو دعوته للرئيس السيسى لزيارة واشنطن لاستئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية برعاية مصرية أمريكية.
شخصيا أنا مقتنع أن القضية الفلسطينية ومفاتيح حلها لم ولن تخرج من يد مصر.. وأن الفترة المقبلة سيحصد الفلسطينيون مكاسب لا يتوقعونها ولن يصدقها كل من يخون الموقف المصرى أو يحاول الترويج لأكاذيب ضمن مخطط محاولات هدم الدولة المصرية بالتشكيك أو غير ذلك.
مقتنع أيضا أن هناك من يريد «تكتيف» الدولة المصرية بأى شكل من الأشكال وزرع الاحباط فى نفوس الشعب بمعلومات مغلوطة يتم نشرها وتداولها بمخطط مدروس وحرفية شديدة.. مقتنع كذلك أنه لا سبيل أمامنا سوى الالتفاف حول القيادة السياسية لأن دون ذلك يعنى نجاح العدو.. العدو الذى لا يكل أو يمل من السعى وراء تحقيق هدفه وهو إسقاط مصر.