الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مصر تحاصر

مصر تحاصر
مصر تحاصر




وليد فخرى يكتب:

مصر الكنانة واستقرارها كابوس يزعج جماعات ودول جمعتها كراهية مصر، وكون مصر، شعباً وجيشاً، جسدا واحدًا ما يعطى لأعداء الوطن جرعة كبيرة من الصبر فهو يدرك جيداً أن اختراق مصر وأمنها يحتاج إلى وقت وإسترتيجيات جديدة ومبتكرة فكان الفكر هو خناق الدولة أو بالأحرى حصارها وتضييق الخناق حول هذا الجسد المجتمعى المتماسك.
وبالنظر إلى الخريطة السياسية والأيديولجية التى تحيط بمصر نجد أن ما يحدث فى ليبيا يستهدف فى المقام الأول ضرب العمق الأمنى لمصر وقبل الخوض فى الملف الليبى أو غيره من الملفات يجب أن نتذكر خط الدفاع الذى رسم لتأمين حــــدود  بداية من سوريا وجنوب السودان والحدود التونسية الليبية هكذا رأى القدماء المصريون حدود الأمن القومى المصرى، هذا ما يؤكد حصار مصر واختراق الحدود الأمنية تمهيداً لاختراق الحدود الجغرافية ولكن هيهات.
فأجهزتنا الاستخباراتية والأمنية المنتشرة فى أرجاء المعمورة تدرك مدى التعديات وتدرك سبل الحماية وحائط الصد، وبالعودة إلى الملف الليبى نجد أن المستعمر والطامع فى امتلاك مصر منذ العدوان الثلاثى واستخدام شرق ليبيا فى الهجوم على مصر وقبل العدوان الثلاثى يؤكد أهمية استقلال واستقرار ليبيا وجميعنا يدرك أن الملف الليبى أسهل الملفات فى دول الدمار العربى لما تمتاز به ليبيا من التجانس العرقى والدينى والأيديولوجى على عكس سوريا التى يشهد مسرحها اختلافات عرقية وعقائدية.
وبالرجوع إلى خطاب الرئيس الليبى الراحل معمر القذافى حين تسأل من أنتم؟ لم يجبه أحد وقتها وسخر من سؤاله القاصى والدانى فهل لأحد من الساخرين فى الماضى أن يذكر لنا من هؤلاء العابثين فى الأرض الليبية؟
هل هم من بدو ليبيا وأصولها العربية العريقة؟ هل هم من مرتزقة أفريقيا الحاملين للسلاح من أجل المال؟ هل هم داعش الارهابية وأكذوبة هذا القرن؟ هل هم من عصابات المافيا وتجار الرقيق وأباطرة الهجرة غير الشرعية؟
سؤال القذافى لا يوجد إجابة  له بعد رحيل القذافى بسنوات، ولكننى أكد أن الملف الليبى من أقل الملفات الأمنية والسياسية التى يمكن للسياسة المصرية أن تحتويها بسهولة ويسر.
وبالنظر إلى الجنوب والعمق الأفريقى لمصر ودول حوض النيل نجد أن رئيس وزراء الكيان الصهيونى يتجول فى الدول الأفريقية ليل نهار ليس لحشدهم فى معركته فى 2018م عند ترشحه لمقعد غير دائم فى مجلس الأمن ليجلس عليه ويطلق للسانه العنان للخروج فى وجه العرب والقضية الفلسطينية فحسب بل يأمل فى تضييق الخناق على مصر وضرب العمق الاستراتيجى فى أفريقيا ولا يمكننا أن ننأى بيد إسرائيل بعيدا عما حدث فى مؤتمر الاتحاد الأفريقى العربى فى غينيا عندما انسحبت المغرب ودول الخليج وظلت السياسة المصرية جاثمة على صدر الحلم الصهيونى فالخارجية المصرية ترصد تحركات «نتن» ابن «ياهو» فى أفريقيا.
وبالانتقال إلى المياه الاقليمية ومضيق باب المندب بوابة الملاحة الجنوبية الشرقية لمصر فى اليمن والحرب الدائرة هناك برعاية إيرانية غربية استطاع القائمون عليها استدراج المملكة العربية السعودية ودول الخليج إلى حرب لا يعلم مداها الزمنى، ويعلم مداها السياسى والاستراتيجى على المدى القصير والبعيد وقد تلمسنا ثمارها الخبيثة فى الخناق الاقتصادى المباشر على المملكة العربية السعودية وغير المباشر على الجناح الأكبر فى مصر.
ولا يمكن أن نغفل حصار مصر من الجهة الشرقية ووجود إسرائيل والجماعات المسلحة فى سيناء المعلوم توجهاتها وأهدافها والمجهول تمويلها والتى تحاول زحزحة خط الدفاع الأمنى من الحدود المصرية الفلسطينية إلى داخل سيناء وصولاً إلى السويس والقاهرة.
وأختم مقالتى قائلاً إن التلاحم بيننا وبين قيادتنا الحكيمة التى تتمثل فى شخص الرئيس عبدالفتاح السيسى وبين قواتنا المسلحة الباسلة وبين أجهزتنا الأمنية فى الداخل والخارج هى الضامن لإفساد كل المخططات بالخارج والقادرة على دحر ألد الأعداء وفك الحصار أن وجد.
وتحيا مصر، تحيا مصر، تحيا مصر.