الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

د. محمد حسبى أبو بكر المدير الإقليمى للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة لـ «روزاليوسف» قادة «بورما» يرفضون وصول المساعدات للمسلمين

د. محمد حسبى أبو بكر المدير الإقليمى للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة لـ «روزاليوسف» قادة «بورما» يرفضون وصول المساعدات للمسلمين
د. محمد حسبى أبو بكر المدير الإقليمى للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة لـ «روزاليوسف» قادة «بورما» يرفضون وصول المساعدات للمسلمين




حوار- محمود ضاحى


قال الدكتور محمد حسبى أبوبكر، المدير الإقليمى المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «الأيسيسكو» لدول جنوب شرق آسيا، ورئيس جمعية الدعوة الإسلامية فى سنغافورة، إن هناك تعاونًا منذ أكثر من 15 عاماً مع منظمة الأيسيسكو، وجمعية الدعوة الإسلامية فى سنغافورة فى الأعمال الخيرية والدينية، إضافة إلى التنسيق بين رؤساء المنظمة فى منطقة جنوب شرق آسيا فى عمل مؤتمرات مشتركة والتى كان آخرها مؤتمر تحت اسم «الدين والسلام»، وكان فيه عدد مندوبين من ديانات أخرى كالمسيحية والبوذية وغيرها وأبرز نتائجها اختيار عدد من الشباب سفراء للسلام فى دول المنطقة. وأضاف « المدير الإقليمى للإيسيسكو»، فى حواره مع جريدة «روزاليوسف»، أن «ماليزيا» من ضمن الدول التى حصلت على الدعم مؤخراً، مشيراً إلى وجود مائتى طالب يدرسون فى الفرقة الواحدة بجامعة الأزهر وتم تعيين عدد من الخريجين فى مناصب رسمية هامة فى سنغافورة.
وأكد أن مبدأهم تتبنى حرية الأديان والمعتقدات وكل فرد فى المجتمع له حرية اعتقاده وتشجع المنظمة على مبدأ الجدارة والكفاءة فى العمل ولا توجد تفرقة عنصرية، وإلى نص الحوار:

■ ما أهم الأنشطة التى أنجزتها خلال فترة عملك مديرا إقليمياً لمنظمة الأيسيسكو؟
- هناك تعاون منذ أكثر من 15 عاماً مع منظمة الأيسيسكو وجمعية الدعوة الإسلامية فى سنغافورة فى الأعمال الخيرية والدينية، وأقوم بالتنسيق بين رؤساء المنظمة فى منطقة جنوب شرق آسيا،  وعمل مؤتمرات مشتركة فى سنغافورة آخرها كان  مؤتمر تحت اسم» الدين والسلام»، وكان فيه عدد مندوبين من ديانات أخرى البوذية وغيرها.
■ هل المنظمة تقدم أعمالًا خيرية؟ وما الدول التى لها النصيب الأوفر من مساعدات المنظمة؟
- من ضمن الدول التى حصلت على الدعم فى الأيسيسكو هى ماليزيا، وتم تأسيس مركز أبحاث خاصة فى الجامعة الإسلامية العالمية فى ماليزيا.
■ كم نسبة المسلمين فى سنغافورة من عدد السكان؟
- 15% من تعداد السكان.
■ كم عدد الطلبة الذين يدرسون فى جامعة الأزهر بالقاهرة من بلادكم، وما وضعهم فى بلادكم بعد التخرج؟
- لا يوجد عدد إحصائى فى ذهنى الآن، لكن فى حدود مائتى طالب يدرسون فى الدفعة الواحدة، والجمعية عينت مجموعة من خريجى الأزهر فى مناصب رسمية مهمة فى سنغافورة.
■ حدثنا عن أوضاع الأقليات المسلمة فى سنغافورة؟
- الدولة تتبنى حرية الأديان والمعتقدات وكل فرد فى المجتمع له حرية اعتقاده وتشجع على مبدأ الجدارة والكفاءة فى العمل ولا توجد تفرقة عنصرية كل مبنى على الجدارة والتفانى فى العمل.
■ كم دولة تقدم لها مساعدات؟
- تقدم مساعدات 15 دولة فى كل شىء.
■ تكلفة الإغاثات التى تقدمها المنظمة فى العام الواحد لكل دولة؟
- من برامج الإغاثة والدعم، أنشأنا فى الفلبين 3 مساجد، إضافة إلى بناء المدارس وبناء المستشفيات، بتكلفة تقريباً  250 ألف دولار فى الفلبين وحدها، إضافة إلى شراء أجهزة كمبيوتر للطلاب فى المدارس، وبعد كل مؤتمر نعقده مع قادة الأديان من دول جنوب شرق آسيا وبناء عليها نحصل على الدعم المادى ونقدم المساعدات حسب الموجود.
■ ماذا قدمتم لمسلمى بورما؟
- لم نقدم شيئًا، لكن ندعو قادة الدولة هناك للمشاركة، ولم نقدم أى مساعدات مادية أو غيرها هناك لصعوبة التعامل مع القادة.
■ ما هى أبرز أهداف المنظمة؟
- تتمثل أهداف المنظمة فى تقوية التعاون بين الدول الأعضاء فى ميادين التربية والعلوم والثقافة والاتصال، وتطوير العلوم التطبيقية، وتدعيم التفاهم بين شعوب العالم الإسلامى والمساهمة فى إقرار السلم والأمن فى العالم بشتى الوسائل، وجعل الثقافة الإسلامية محور مناهج التعليم فى جميع مراحله ومستوياته، دعم الثقافة الإسلامية وحماية استقلال الفكر الإسلامى من عوامل الغزو الثقافى والتشويه، والمحافظة على معالم الحضارة الإسلامية، حماية الشخصية الإسلامية للمسلمين فى البلدان غير الإسلامية.
■ هل هناك تعاون مع الأزهر الشريف فى مصر؟
- قريباً سيكون هناك اجتماع مع جامعة الأزهر، للمناقشة فى بعض البرامج الدعوية التى سنبرمها مع المسلمين فى بلادنا، وإنشاء دورات تدريبية لزيادة المهارات عند خريجى الأزهر فى سنغافورة، ونؤكد أن مؤتمرات مصر منصة للاستفادة من خبرات الموجودين ومنصة لبث رسالتنا – ولدينا برنامج الشباب وسفراء السلام فى سنغافورة، عددهم 10 شباب فى جنوب شرق آسيا مهمتهم سفراء للسلام، وحث الشباب على البعد عن التطرف الدينى ونبذ الأفكار المتطرفة وتبلورت ونجحت هذه الفكرة فى دول جنوب شرق آسيا.
■ ما الثمار التى أنتجها هؤلاء الشباب؟
- العام الماضى دشنت فكرة سفراء السلام، وهؤلاء السفراء يقومون بعمل فيديوهات عبر السوشيال ميديا يدعون فيها الشباب لنبذ الأفكار المغلوطة عن الدين، وتصحيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام والدعوة إلى السلام بين الجميع، وأثمرنا نتائج هائلة فى دول جنوب شرق آسيا برعاية الأيسيسكو.
■ ما الوسائل التى يعتمد عليها مسلمو سنغافورة فى استنباط عملية الفتوى؟
 - جميع الفتاوى تخرج فى مكتب مفتى سنغافورة، ولدينا المجلس الإسلامى هو المختص بالشئون الدينية والإسلامية.
■ ماذا عن مواجهة تحديات النشء الجديدة فى دولة سنغافورة؟
- فيما يخص أبناء المسلمين، فجمعية الدعوة الإسلامية فى سنغافورة بالتعاون مع منظمة الأيسيسكو لها برامج تعليم دينية للأطفال من السنة الرابع حتى سن البلوغ، وهى عبارة عن مدارس تعمل على مدار الأسبوع، يومى السبت والأحد مختصين لتعليم الأطفال الدين الإسلامى وله حرية الاستمرار فى هذه المدرسة بعد البلوغ، والجمعية فيها 2000 طالب وطالبة، ومن  برامج تدريس الدين تعاونا مع إحدى المؤسسات الاسترالية، ووزعنا آلة تكنولوجية يستطيع الطالب من خلالها قراءة القرآن فى 48 ساعة، ومعرفة كيفية قراءته، خاصة أن أغلب الطلاب لا يعرفون الحروف العربية فى بلادنا، وهى برامج تكنولوجية مهمة، ولدينا برامج لتحفيظ القرآن للصغار، تبدأ من سن الروضة من 4 إلى 6 سنوات وفى نهاية البرنامج يستطيع حفظ 38 سورة وجزء عم بالكامل، والأطفال يعودوا للمنزل يعلمون آباءهم، فالصغار يعلمون الكبار، لدرجة أن الآباء يكونون فى غاية السرور عندما يكون أولادهم يحفظون القرآن.
■ ما وضع المرأة المسلمة فى سنغافورة، وكيف تمارس حقوقها فى ظل العادات والتقاليد المحلية؟
- المرأة تتساوى حقوقها مع الرجل فى التعليم والعمل وكل شيء، ومشاركة الرجل فى اتخاذ القرار أيضاً.
■ كيف يمارس المسلمون طقوسهم الدينية وخاصة فى شهر رمضان فى سنغافورة وهم أقلية؟
- هناك تفهم كبير من الجاليات غير المسلمة فى مسألة الصيام، حتى إن بعض المسئولين يساندون المسلمين فى الإفطار، وأعضاء البرلمان يشاركون فيه، وتشجيع الحكومة على تبنى وفهم الآخر ولا توجد أى عوائق.
■ حدثنى عن جمعية الدعوة الإسلامية ومتى تأسست؟
- فى عام 1932 تأسست جمعية الدعوة الإسلامية لعموم ملايا من قبل عبدالعليم صديقي، وبدأت المنظمة تلبى الاحتياجات الإنسانية والخيرية للمجتمع، وتعلية شعار الدعوة الإسلامية والوئام الديني، وفى عام 1990 قامت الجمعية بتوسيع أنشطتها فى التواصل الاجتماعى حيث فتحت الدور الخيرية المختلفة التى تقدم الرعاية والحماية وإعادة التأهيل للفئات المحتاجة من المجتمع التى هى فى أمس الحاجة إليها.
وأنشأت دار الأطفال «دار المأوى» فى عام 1993، حيث تقدم الدار بيئة آمنة ورعاية لأطفال الأسر المحرومة، ونقدم أيضاً جائزة الأم المثالية لإحياء ذكرى المساهمات البارزة والتضحيات من الأمهات، وتم إنشاء جائزة الأم المثالية مع الدرع المقدم لذلك الهدف من قبل الرئيس السنغافورى الدكتور «وى كيم وي»، وفى عام 1996 أنشأت دار «الإصلاح والتأهيل»، وتم افتتحاهها رسميا من قبل «هوه بينغ كى» السكرتير الأعلى السابق بوزارة الحكم والشئون الداخلية، حيث أصبحت بمثابة مركز لإصلاح وإعادة تأهيل مدمنى المخدرات قبل أن يرجعوا إلى المجتمع العام، وأيضاً دار المسنين «دار التكري» وتم تأسيسها لتقديم الرعاية والمأوى للمسنين، وفى 1997 تم افتتاح المركز الإسلامى رسميا، وهو عبارة عن 7 طوابق، كى يكون مركزًا إسلاميًا ومقرا رئيسيا لجميع خدمات الجمعية.
■ فيما يخص الصحة.. هل سهلت الأيسيسكو برامج لجمعية الدعوة الإسلامية حول هذا الأمر؟
- أنشأت «دار الشفاء» لإدارة الرعاية الصحية للمرضى الذين يحتاجون إلى عناية طبية فى سنغافورة، وهى دار معتمدة بها من قبل وزارة الصحة، وفى 2007 تم تعيين رئيس الجمعية منسقا إقليميا، وعين المجلس التابع للأيسيسكو الحاج أبوبكر محيى الدين رئيس جمعية الدعوة الإسلامية بسنغافوة منسقا إقليميا لمنطقة آسيا والمحيط الهادى لتعزيز القيم الإسلامية والسلام والوئام.
وأتطرق فى حديثى إلى أن هناك أطفال دار المأوى، يأتون من خلفيات مختلفة وهم الأيتام والأطفال الذين تعرضوا لسوء المعاملة من أسر مفككة، ونعمل على تربيتهم فى بيئة يتوفر فيها حب غير مشروط، ومراعاة تحقيق الرعاية الشاملة للأطفال المحرومين، ومن خلالها يتم تعليم أطفالنا القيم الهامة والنزاهة والثقة والمسئولية والمحبة، ويعيش أطفالنا كأسرة واحدة كبيرة، وتتوافر لدينا خطة استراتيجية بعيدة المدى لإعداد نمو الأطفال كى يصبحوا أفرادًا شاملة، فالأطفال عندنا متعددون المواهب ومشجعون حيث نأمل أن نستفيد بإمكاناتهم .
■ ما هو نشاط المنظمة فى مجال تصحيح صورة الإسلام؟
- تعمل المنظمة فى مجال تصحيح صورة الإسلام والمسلمين فى الغرب على مستويين، الأول يتمثل فى إصدار الكتب والدراسات، والثانى فى عقد الندوات الدولية المتخصصة، وفى هذا الإطار عقدنا عدة ندوات، منها الندوة الدولية حول صورة العالم الإسلامى فى الإعلام الغربى بين الإنصاف والإجحاف، وعقدت فى الرباط خلال الفترة من 9 إلى 10 يناير عام 2002م، والندوة الدولية حول الغرب والإسلام فى وسائل الإعلام وعقدت فى لندن من 20 – 21 يونيو عام 2002، والندوة الدولية حول رؤية الإسلام للسلام وعقدت فى واشنطن من 2 إلى 3 نوفمبر 2002م.
■ ماذا عن المراكز التعليمية فى الجمعية الدعوية الإسلامية فى سنغافورة؟
- نؤمن بأنه من خلال التعليم يقدر المجتمع على الازدهار، لأن التعليم هو أحد أهم الركائز الأساسية للتقدم والنجاح، وهناك عدد من البرامج الدينية لتوعية الأبناء، ودورات تنظيمية لتلبية احتياجات المسلمين، وهناك حضانات للأطفال لرعايتهم وتكون مناهجها مرتكزة على تنمية الأطفال الشاملة دينية ودنيوية، وهناك مراكز الطلبة للرعاية والخدمات، وفيها يتم إعداد الطلبة حتى يكونوا قادة بارزين فى المستقبل، حيث يتم تنميتهم لتحقيق إمكاناتهم الكاملة فكرياً وجسميا مع إغراسهم القيم الأخلاقية الصحية.