الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

منى الحسينى: أطالب الأجهزة المعنية بنظرة وزيارة إلى ماسبيرو

منى الحسينى: أطالب الأجهزة المعنية بنظرة وزيارة إلى ماسبيرو
منى الحسينى: أطالب الأجهزة المعنية بنظرة وزيارة إلى ماسبيرو




حوار- محـمد خضيـر - تصوير- مايكل أسعد

■ فى البداية نود التعريف بحضرتك؟
ـ أنا مواطنة مصرية بسيطة، واعتز جدا بمصريتى وزوجة لضابط شرطة بدرجة لواء وبنتى لينا وتعمل مذيعة تقدم برنامجًا شبابيًا على قناة العاصمة، وعمر بكلية الهندسة بألمانيا، واهلاوية المولد ورياضية السلوك، وأعتز جدا جدا بتاريخى الإعلامى على مدار سنوات عملى المهنى حيث قدمت برامج عديدة تحمل الخط الساخن والمحترم بداية من « على المكشوف» و«كلام فى المليان» و«حوار صريح جدا» و«وجهة نظر» و«نأسف للإزعاج» بالإضافة إلى أننى سفيرة للنوايا الحسنة باختيار منظمة السلام الدولية لحقوق الإنسان مع إعلاميين غيرى، وتم تكريمى مؤخرا وتم التجديد لى مرة ثانية، وعضو فعال فى مؤسسة الإعلاميين العرب.
■ ماذا عن بدايات عملك بالتليفزيون المصرى؟
- كانت فى غاية الصعوبة، رغم أن البعض كان يرى أننى دخلت بالواسطة نتيجة تقلد والدى المرحوم الحسينى رمضان منصب رئيس القطاع الاقتصادى بالتليفزيون، ولكننى ظللت 3 سنوات أتدرب إلى أن ظهرت على الشاشة وقت أن طلبت منى الإعلامية الراحلة سامية صادق أن أظهر على الشاشة بالميكاب وظهرت فى برنامج أحداث 24ساعة وهو كان برنامجا اخباريا على أعلى مستوى، ولكننى حزنت لأننى لا أريد أن أقرأ النشرة، وقررت أن أكون مذيعة عادية وبعدها انطلقت الى البرامج.
■ ما أول برنامج انطلقت به من الشاشة الى الجمهور؟
- قدمت أول برنامج وهو «خمسة فى خمسة» وبعدها برنامج «الناس والعيد» كان فى العيد الكبير، وقمت بتصوير 3 أيام فيه وكانت ذكرياته جميلة جدا ثم قدمت بعدها برنامج «حوار صريح جدا» الذى عرفنى بالجمهور لمدة 15 -20 سنة.
■ إذا حضرتك من أوائل من ذقت طعم البرنامج الحوارى الشائك والجرىء للمشاهد من خلال «حوار صريح جدا»، ولكن أين حضرتك الآن من ساحة البرامج الحوارية التى اتخذت من طريقتك نبراسًا لها بالفضائيات؟
ـ عملنا فى الإعلام عرض وطلب ولا يصح الآن بحجمى أن أتوجه إلى أى قناة وأطلب أن أعمل بها، وبالتالى فالمفترض أن القناة عندما تظهر ترى من الإعلاميين الموجودين على الساحة ويطلبون منهم تقديم برامج بها، وقد لا يكونون فى حاجة إلى برنامجى وأحترم ذلك، خاصة أننى أنتمى للتليفزيون المصرى وتقدمت له من شهر إبريل الماضى بفكرة تقديم برنامج «حصرى على التليفزيون المصرى» وإلى الآن لم يتم إقراره، ومعروض على لجنة الإشراف بالتليفزيون وأتابع الأمر جيدًا ولكننى أجد روتينًا كبيرًا فى التليفزيون وهو ما جعلنى لا اتابع، خاصة أننى اعتبر أن ما قدمته كله نجاح وبصمة وما سوف يأتى إضافة وليس هو أساس منى الحسينى، وقدمت ما أريد أن أقدمه، وبالتالى لا أتحرك التحرك المفترض أن يكون ـ وأننى أكبر من أن أزن على أحد بالتليفزيون ـ خاصة أن فكرة برنامجى التى أعرضها فكرة قوية جدا وتعيد للتليفزيون رونقه من جديد خاصة أن الإعلاميين الموجودين كبار، وكان يمكن بعودتى ووجودى بالتليفزيون أن اشجعهم، ولكنى مصدومة من روتين الأوراق والإجراءات والحسابات وهذه ليس مهمتى.
■ لكن التليفزيون المصرى هو بيتك، ومن حقك أن تطالبى وتتابعى فكرتك كى ترى النور؟
- هو بيتى وأذهب وأتحدث مع المسئولين عن الأمر، وأناقشهم ولا أدين أحدًا، ولكن الموضوع موضوع روتين فى التليفزيون وهو ما يجعل التليفزيون المصرى بهذا الوضع، وهو ما يجعلنا نستفسر عن أسباب هذا الوضع الذى وصل إليه، وما أسباب توقف الإنتاج به، وهل التليفزيون المصرى باسطوله الكبير وحجمه الضحم من إمكانيات بشرية واستديوهات أن تسبقه القنوات الفضائية، خاصة أن كل الموجودين بالفضائيات هم أصلا أبناء التليفزيون المصرى؟ وهذا يحمل علامة استفهام كبيرة جدا، ولذلك أطالب بنظرة من الأجهزة المعنية وبأن ينزلوا إلى التليفزيون المصرى كمحاسبين وليسوا زائرين، وسبق أن وجهت هذا الكلام للرئيس عبدالفتاح السيسى، بضرورة أن يدخل المبنى كله من الداخل وينظر إلى ما وصل إليه.
■ «التلميذة النجيبة» وصف أطلقته على حضرتك الإعلامية القديرة سهير الإتربى، فحدثينى عن فترة عملك معها ومع القامات الإعلامية الأخرى التى عملت معها، مقارنة بما يحدث مع حضرتك الآن؟
ـ كانت الأستاذة سهير الإتربى فترة وجودى بالتليفزيون رئيسة القناة الثانية وكانت شخصية قوية جدا جدا ولا تنتظر أوراقًا، وكنت بمجرد أن أزورها فى مكتبها يظهر البرنامج فى اليوم التالى، وعندما أصبحت هى رئيسة التليفزيون نفس الأمر، ونفس الأمر بعد الثورة مع الأستاذة نادية حليم حيث قدمت برنامج «على المكشوف»، ولكن هذه المرة لا أعرف لماذا يحدث معى ذلك؟!، وتوجهت لأكثر من مرة للأستاذ مجدى لاشين رئيس التليفزيون وأبدى موافقته على البرنامج ولكن إلى الآن الأوراق موجودة فى ميزانية الإنتاج ومغلق عليها، ولم أسأل بعد ذلك.
■ لكن مع تولى الأستاذة صفاء حجازى رئاسة اتحاد الإذاعة والتليفزيون فربما الأمر قد يتجدد وتقومن حضرتك بعرض الأمر عليها مجددا؟
ـ التقيت الأستاذة صفاء حجازى مرة وقت ما باركت لها على تولى رئاسة الاتحاد، التقيت الأستاذ مجدى لاشين، ولكن إلى الآن البرنامج تحت الدراسة، وعرفته أن شركة إنتاج متبنية البرنامج لأن فكرته قومية ولصالح البلد وتظهر المشروعات القومية التى تتم على ارض الواقع.
■ على أى أساس تقوم فكرة برنامجك «حصرى على التليفزيون المصرى» التى تنوين تقديمها على شاشته؟
ـ أود تعريف الناس بكل شىء يهمهم فى هذه الفترة وأعرف الناس بمشروع العاصمة الإدارية الجديدة ومردوده علينا، وفقرات توعوية ومنوعات والنزول إلى الشارع والتحدث مع الناس ومناقشة مشكلاتهم.
■ حدثينى عن برامجك التى قدمتها وأحدثت صدى على الشاشة؟
ـ قدمت برنامج «حوار صريح جدا» وبرنامج «اللقاء الحاسم» و«على المكشوف» فى عهد الأستاذة سهير الإتربى ووزير الإعلام الأسبق صفوت الشريف، وكنت اطلب لتقديم البرامج وأنا فى بيتنا وكان يطلبنى صفوت الشريف بأن انزل ببرنامج معارض الآن، وكنا نعامل معاملة تانية خالص، ولكن الآن لو لم نتواجد فى المبنى 24 ساعة فلن تستطيع عمل شىء.
■ كيف إذا ترين الوضع العام فى التليفزيون المصرى وتفسيرك لما وصل إليه الآن؟
 ـ إننى اتحدث من منطلق حبى الشديد للتليفزيون المصرى وغيرتى عليه، ولكننى آراه فى غرفة الإنعاش ويحتاج إلى جهاز تنفس صناعى فورا لكى ننقذ هذا المبنى العريق من كل شىء، وندخل فى دور المنافسة، ويجب إنقاذ ما يمكن إنقاذه فى ماسبيرو، وأن يتم جلب وكالات إعلانية مثل ما كان يحدث أيام صفوت الشريف وأيام سهير الإتربى والقامات الكبيرة التى كانت موجودة وقتها، والأستاذة صفاء حجازى لديها هذا الطموح المهم جدا، وعلى ثقة أنها سوف تحدث تغييرًا فى المبنى بعد أن تتعافى بأمر الله.
■ من وجهة نظرك ما الأسباب التى أدت الى وصول ماسبيرو إلى هذا الوضع من سحب الفضائيات البساط من تحت أقدامه؟
ـ أنا حزينة على هذا الوضع الذى وصل إليه المبنى من حالة الروتين الموجودة كما ذكرت لك، وهناك حالة كسل شديدة جدا وليس هناك محاسبة على من يعمل، فالطبيعى أن يصل إلى هذه المرحلة وأن تسحب البساط الفضائيات من تحت أقدامه، وهو ما يتطلب ضخ ميزانية كبيرة لإعادة حيوية هذا المبنى المحترم الذى كلنا لحم كتافنا من خيره.
■ لماذا توقف برنامج «الليلة مع منى» الذى كان مقررا تقديمه على شاشة قناة «العاصمة» التى ساهمت فى تأسيسها؟
ـ البرنامج لم يتوقف وسبق، أن أعددناه وعرضنا البرومو الخاص به بالفعل، وكنت رئيسة القناة ووضعت البنية الأساسية لها لأننى أخذتها من التراب وطلعتها تدريجيا ووضعت خريطة برامجها، وبعد ذلك اختلفت فى وجهة النظر ما بينى وما بين القائمين على القناة، وليس شخص الدكتور سعيد حساسين لأنه شخص محترم جدا، وقلت لهم بالتوفيق وأعلنت اعتذارى وكان الهدف هو عمل بنية أساسية لقناة محترمة بداية من اسم القناة إلى أن تركتها وبها نجوم كبار.
■ بخبرتك الإعلامية كيف تريين حالة الصخب الناتجة عن بعض الفضائيات وما يصاحبها من شد وجذب التى زادت بشكل كبير؟
ـ هناك شىء مهم هو الحنكة الإعلامية التى يجب أن تكون موجودة، ويتخللها تقديم رسالة إعلامية هدفها تنوير الرأى العام وتبصيره بمجريات الأمور، فلو فشل الإعلامى فى توصيل هذه الرسالة وفقا لظروف كل بلد،خاصة أننى أرى أننا فى طريق التنمية، فبالتالى يجب أن يكون لدينا عقل أكبر بأن نظهر هذه الجوانب التنموية فى هذه الظروف.
■ ما الحل من وجهة نظرك للخروج من هذه الحالة التى يشهدها الإعلام المصرى؟
ـ يجب أن يكون الإعلام تنمويًا ويتحقق من المعلومات، خاصة أن الإعلام يخاطب جمهورًا، ويجب أن يكون الإعلامى مهنى بشكل أكبر وأن نعرض الرأى والرأى الآخر، والابتعاد عن الصوت العالى أو توجيه المشاهد نحو رأى معين، بالإضافة إلى أننا فى حاجة إلى وزير للإعلام.
■ لكن الدستور المصرى ليس به منصب وزير للإعلام؟
ـ نعم الدستور ليس به منصب وزير الإعلام، ولكن بالقانون يمكن من خلاله تولى رئيس مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون يكون رجلاً عسكريًا واعيًا وحاسمًا وصاحب قرار حازم لكى يضبط الأداء الإعلامى بالتليفزيون المصرى، يستطيع أن يخرج المنتمين للإخوان المسلمين من المبنى ويجب أن نقصيهم مثلما أقصونا أنهم لا يصلحون فى الإعلام، وهناك فساد يجب أن يلتفت اليها الجهاز المركزى للمحاسبات ويتعرف على اللجان وأين أنفقت هذه الأموال وما تم بها ونتائجها، وهذا لن يستطيع أن يقوم به رجل مدنى يكون لديه خبرة إدارية تصلح أكثر من تولى قيادات لمجرد الوظيفة ،لأن الإعلام هو أهم شىء يجب الاهتمام به.
■ لكن ألا تتفقين معى فى أن هجرة أبناء ماسبيرو من المبنى والعمل بالفضائيات تساهم فى اسقاط المبنى؟
ـ بالضبط، ولكن لماذا تركنا المبنى؟ لأننا لم نجد من يعطينا الفرصة أن نتكلم، وكنت أول مذيعة تخرج خارج التليفزيون المصرى وتقدم برنامجًا بقناة فضائية، لأننى أريد أن أقول كلمة حرة، وثمن حريتى دفعته وأنا مبسوطة جدا، وسعيدة بالنتيجة التى وصلت إليها.
■ هل بالتالى أصبح الإعلان هو المتحكم فى الإعلام فى مصر؟
ـ بالطبع الإعلان متحكم فى الإعلام، وبالتالى أرى أن الإعلام يقدم مسألة مهمة وفى منتهى الخطورة وبالتالى يجب أن يختار الاعلان الوقت الذى يظهر فيه عندما ينتهى الاعلام من كلمته،وأصبح تحكم رأس المال فى الإعلام وفق صداقة ومحسوبية وللأسف الشللية هى المتحكم.
■ هل هذا التحكم أو سيطرة رأس المال بالإعلان على حساب مضمون ما يقدم؟
ـ لا أعرف ولم أتعامل مع هذا النوع ولم يتحكم أحد فيما قدمته من قبل بالفضائيات، خاصة أننى تعاملت مع الدكتور أحمد بهجت والدكتور حسن راتب والأستاذ طارق نور ومع وكالة الأهرام، ولم يتدخل أحد فيما أقوله ولم أوجه من قبل.
■ كيف ترين شكل الخريطة الإعلامية مع الاندماجات والصفقات التى تحدث مع بعض الفصائيات؟
ـ لا أعرف بدخول رجال الأعمال فى مجال الإعلام سوف نصل إلى أى طريق، ولكننى لست ضد الاستثمار الإعلامى من قبل رجال الأعمال بل ضد أن يأخذ الإعلام شكل ضد البلد لو كان لأى رجل أعمال أبعاد ضد البلد فهذا هو دور الأجهزة الأمنية التى تضر بالبلد، وأرى أن رجال الأعمال المحترمين هم من سوف ينهضون بالإعلام، ومن هنا يجب أن تعرف الأجهزة المعنية أرصدة من يعمل فى الاستثمار الإعلامى.
■ ما تفسيرك لربط البعض ظهور «dmc» بأنها سوف تحل محل التليفزيون المصرى؟
ـ لن يحل أحد محل التليفزيون المصرى وسوف يظل كما هو بكوادره، ولكن إذا كانت «dmc» سوف تعمل عملا بناء فأهلا بها واتمنى لها التوفيق لأنها قناة مصرية، وبالتالى لا تمثل أى قلق على التليفزيون خاصة أننا بحاجة إلى قنوات تنموية تساهم فى توصيل فكر جديد فى الإعلام عن مصر بشكل مهنى ومحترم.
■ وهل قانون الإعلام الموحد والهيئات الوطنية الإعلامية التى أقرت مؤخرا يمكن أن يحدث انضباط للإعلام؟
ـ لا أتوقع أن يتم ضبط الأداء بمجرد قوانين أو هيئات بل، يجب أن ننظر إلى الأمام من خلال المنتج الذى يقدم على الشاشة، خاصة أن قوانين ومواثيق الشرف الإعلامى موجودة ولكن لا تفعل على أرض الواقع، وبالتالى ضبط الأداء ونهوض الإعلام يأتى من نهوض التليفزيون المصرى، وتوزيع الوكالات الإعلانية بالتوازى مع التليفزيون المصرى والفضائيات لإحداث توازن محترم، ومن هنا تقوم عليه فكرة نهوض التليفزيون المصرى.