الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«أمطار صيفية» ثلاثية الأدب والتصوف والتاريخ لـ«أحمد القرملاوى»

«أمطار صيفية» ثلاثية الأدب والتصوف والتاريخ لـ«أحمد القرملاوى»
«أمطار صيفية» ثلاثية الأدب والتصوف والتاريخ لـ«أحمد القرملاوى»




كتب ـ إسلام أنور


صدر حديثًا عن الدار العربية للكتاب رواية «أمطار صيفية»، للكاتب أحمد القرملاوي، تمزج الرواية بين الأدب والتصوف والتاريخ من خلال إحدى الطرق الصوفية التى أنشأها الشيخ عبادة الموصلى منذ ما يقرب من سبعة قرون، حين كانت هذه الطريقة تُمارس بداخل وكالة تاريخية ترجع إلى عصر المماليك، ازدهرت وقتها كمدرسة لتعليم العزف على العود، أنشأها وأقام فيها الشيخ الموصلى، وكان يصنع فيها الأعواد، ويُعلم مريديه فن العزف على العود لذكر الله تعالى.
ورغم البُعد الزمنى الذى يُغلِّف الأجواء بخصوصية تراثية، من خلال الوكالة الأثرية التى تضم بئرًا جافة وأعمدة حجرية ومشربيات خشبية وعقود حجرية، وورشة تقليدية لتصنيع الآلات الموسيقية، رغم كل هذا الزخم التراثى، إلا أن أحداث الرواية تدور فى الزمن المعاصر، حيث يمتد التاريخ من عمق الماضي، إلى توازنات وصراعات الحاضر، من خلال شخصية الشيخ «ذاكر» المسئول عن إدارة الوكالة، والذى يختار «يوسف» ليكون موجِّهًا جديدًا للطريقة الموصلية، ويقوم بتعليم العزف للمريدين الجدد، وتجمعه علاقة حب مع «رحمة» ابنة الشيخ «ذاكر»، بينما تظهر فى الصورة «زينة»، الموسيقية المصرية الألمانية، التى تسعى إلى تحويل الوكالة إلى مركز عالمى لموسيقى التكنو والبوب ذات الطابع الشرقى، وتحدد هدفها بأن تسعى إلى إقناع يوسف بمشروعها العالمى، الذى سيضم مصنعًا لإنتاج آلات شرقية قياسية ذات مواصفات موحدة، لا تعتمد على مهارة الصانع وذوقه الخاص فقط، وترى فى مشروعها القدرة على إحداث تغيير كبير فى مستقبل الوكالة، لكن الشيخ «ذاكر» يقف فى طريقها بهدف الحفاظ على طابع المكان التراثى.
وعلى طريقة المقطوعة الموسيقية الهادرة، التى تتباين موجاتها بين القوة والضعف؛ تتصاعد الأحداث وتصبح مثيرة بشكلٍ أو بآخر، خاصة حين يلجأ «ذاكر» إلى مسجد مقابل للوكالة، يسيطر عليه السلفيون، ويطلب منهم إجراء إصلاحات عاجلة لحماية مبنى الوكالة من التصدُّع، بعيدًا عن أعين وزارتى الآثار والأوقاف، متجاهلًا مخاوف ابنته «رحمة» من زيادة نفوذ السلفيين داخل الوكالة وما قد يترتب على ذلك من أضرار، وتتعرض الوكالة لتهديدٍ آخر يتمثل فى «زياد» الذى يسعى إلى تحقيق أى استفادة مادية عن طريق الوكالة، حيث يعمل سمسارًا للآلات الموسيقية، ويتصل بزبائن خليجيين عبر عملة كعازف عود فى ملهى ليلى.
وسرعان ما تتحقق مخاوف «رحمة» من تسلُّل السلفيين إلى داخل الوكالة وإحكام السيطرة على جزء منها، فى الوقت الذى يغيب فيه الشيخ «ذاكر» عن الأحداث لاحتجازه فى مستشفى بعد تردى حالته الصحية، بينما يتمادى «زياد» فى استغلال الوكالة لدرجة تخرج عن الالتزام الأخلاقي، ولا تتوقف وتيرة الصراع، بل تتزايد حدته، وتشتد درجة اشتعاله.
وفى تقديمه للرواية يقول الروائى الكبير إبراهيم عبد المجيد «هذه رواية رائعة فى لغتها وتكوينها. عن الموسيقى بلغة تحاول وتنجح أن تكون لها إيقاعات أسمى من الأرض. جديدة إذن فى موضوعها.. هل للموسيقى مكان فى هذا العالم؟ بمعنى هل للروح مكان فيه؟ الإجابة: لا. لكن بعد أن تكون حصلت على متعة هائلة من القص والصور الفنية والأحداث أيضًا. هذا الكاتب أحمد القرملاوى يغامر بخبرات جميلة ومعرفة عميقة بالفنون والآداب لتقديم شكل روائى مغاير وممتع. فللموسيقى أجنحة تستقر بها فى أى مكان وزمان».
يُذكر أن «أمطار صيفية» هى الرواية الثالثة للكاتب أحمد القرملاوى، وهو روائى وقاص مصرى، من مواليد القاهرة عام 1978، تخرج فى كلية هندسة التشييد
فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وحصل على درجة الماجستير من جامعة إدنبرا، أسكتلندا، صدرت له مجموعة قصصية بعنوان «أول عباس» فى يناير 2013، ثم روايته الاولى «التدوينة الأخيرة» فى أغسطس 2014، تلتها رواية «دستينو» فى يوليو 2015 .