السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«الجيزة» تتعاقد مع شركات لتخريب شوارعها

«الجيزة» تتعاقد مع شركات لتخريب شوارعها
«الجيزة» تتعاقد مع شركات لتخريب شوارعها




كتب ـ إبراهيم المنشاوى

من المخزى والمؤسف أن تساوى مزيد من الإصلاحات فى البنية التحيتة مزيد من الألم والانهيارات، حيث إن هذا بات لسان حال شارع «عز الدين عمر» بمنطقة العروبة، فى الهرم، داخل محافظة الجيزة، بعد أن نجحت شركة «إنرچيا - السويدى هلال» المتخصصة فى أعمال الكهرباء بأن تحول المنطقة بأكملها إلى «خرابة» وتحولها إلى برك ومستنقعات، بسبب انفجارات مواسير المياه التى لم تلتزم بإصلاحها ولم تلتفت إليها شركة مياه الشرب والصرف الصحى بالجيزة إليها لترحم الأهالى وأصحاب المحال والمارة.
«عزالدين عمر» تلك المنطقة الهادئة قبل أسبوع، باتت الآن لا حول لها ولا قوة، فتارة تجد الاختناقات المرورية ليتجاوز تعطل الطريق فى مسافة لا تتجاوز الكيلو متر نحو ساعة والنصف الساعة خلال الذهاب والإياب من ذلك الشارع الذى يعتبر رئيسيا لوصول قاطنى منطقة العروبة إلى شارع الهرم، فضلا عن إفساد الطريق بسبب الحفر الذى قامت به «السويدى هلال» على عمق نحو 2 متر تقريبا، لانزال أسلاك كهرباء الضغط العالى  بحسب اللافتات التى وضعتها الشركة فى منطقة العمل.
لم تكن تلك المرة هى التى تنشر فيها «روزاليوسف» معاناة المواطنين بسبب الانفجارات المتكررة فى مواسير المياه بـ«العروبة»، حتى أصبح كارثة أن يرى الأهالى أى شركة تعتزم إصلاح أو مد أى مرافق كالغاز الطبيعى مثلا أو كابلات التليفونات أو الكهرباء، لارتباط تلك الأعمال بأذهانهم بالتسبب فى الكثير من الأعطال التى كان آخرها انقطاع المياه وغرق المنطقة فى «الوحل» حينما كان يتم دعم المنطقة بالغاز الطبيعى.
الغريب هنا أن هناك قواعد متعارف عليها فى توصيل المرافق والخدمات، وهى أن تقوم شركات المقاولات فور الانتهاء من عملها بإرجاع الوضع إلى ما كان عليه قبل الشروع فى العمل، إلا أن ذلك لم تلتفت إليه معظم الشركات التى تولت مسئولية العمل بـ«العروبة»، خاصة أنها لم تراع الدقة فى تنفيذ الأعمال، وأبرزها وأهمها عدم الاهتمام بعملية الردم التى تضمن سلامة المواسير وعدم انفجارها حال مرور أول مركبة «توك توك» فوقها.
أما الكارثة فهو أن شارع عزالدين عمر يغرق فى الوحل، وتحول إلى برك ومستنقعات ولم تكلف شركة مياه الشرب خاطرها بإصلاحها حتى لو كان ذلك ليس مسئوليتها الأولى، لأن ذلك ناتج عن أعمال الشركة التى تقوم بالعمل فى هذه المنطقة، لكن كان أحرى بها التحرك والتنسيق مع «السويدى هلال للضغط العالى» لترحم الأهالى من العذاب، والمحال التجارية التى كادت أن تغلق أبوابها فى وجوه المواطنين بسبب صعوبة المرور والدخول إليها نظرا للمياه المتراكمة التى تجاوزت نحو ربع متر بل ويزيد أمامها.
التقت «روزاليوسف» عددا من المضارين بـ«عروبة الهرم»، ورصدت عدستها انهيار الطرق وغرق المنطقة فى الوحل بعد تحول الشوارع إلى برك ومستنقعات.
بداية يقول محمود علاء، طالب بكلية التجارة، وأحد أبناء المنطقة: إن عز الدين عمر أصبح خرابة بسبب الأعمال التى تخرج علينا بها الجهات الحكومية من فترة لأخرى، حيث إن الكهرباء «جت تكحلها عمتها»، ففى الوقت الذى حاولت فيه دعم المنطقة وتغيير أسلاك الضغط العالى بها أفسدت الطرق، وحولت الشوارع إلى برك ومستنقعات بسبب عدم مراعاة الدقة فى عمليات الردم بعد إنزال أسلاك الكهرباء.
ويشير أحمد فكرى، طالب بالمعهد العالى للدراسات النوعية، إلى أن هناك غضباً بين جموع المواطنين بسبب انهيار الشوارع، وتهالك الطرق بسبب تركيب أسلاك الضغط العالى، وآخر ذلك انفجار مواسير المياه أو الصرف الصحى، التى شلت الحركة المرورية بعز الدين عمر، وجعلت هناك صعوبة بالغة فى المرور سيرا على الأقدام بداية الشارع من ناحية العروبة.
ويتهم محمود مختار، حاصل على معهد عالى خدمة اجتماعية، وأحد المتضررين، شركة «إنرچيا» بأنها المسئولة عن تهالك الطريق، وانفجار مواسير مياه الشرب، لأنها لم تلتزم بالمعايير المنصوص عليها فى تنفيذ الأعمال، مستنكرا تقاعس شركة مياه الشرب عن الحضور لإصلاحها أو التنسيق مع المتسبب الأول فى عودة الحياة لطبيعتها بالشارع الذى يعد شريان الحياة بالنسبة لمنطقة العروبة لأنه يعتبر حلقة الوصل لـ«الهرم» الرئيسى.
أما محمود عبدالعال، سائق «توك توك» يلفت إلى أنه منذ قدوم الشركة للمنطقة لتركيب أسلاك الضغط العالي، وهناك حالة فوضى بسبب كثرة المعدات التى أغلقت الشارع تماما بداية من «الثلاثينى» حتى «العروبة»، فضلا عن تراكم مخلفات الحفر بطول الشارع أمام المحال التجارية قبل الانتهاء من تركيب الأسلاك، قائلا: «المشكلة أنها بعد ماركبت الأسلاك ردمت أى كلام والسلام وانتقلت لمنطقة أخرى للشروع فى العمل بها».
ويشير عبدالعال، أن حالهم توقف تمام على مدار أيام عمل الشركة، خاصة أن الطريق كان مغلقاً تماما أمام حركة السيارات والمارة معا، قائلا: «بمجرد إننا نقول للزبون قبل ما يركب من عند شارع الهرم آخرنا شارع الثلاثينى لأن الطريق مسدود يسيبنا ويمشى، لأنه هيدفع أجرة وفى الآخر هيكمل مشواره سيرا على الأقدام»، ناهيك أن الشارع الموازى أيضا لعزالدين عمر وهو شارع الصرف به إصلاحات أيضا ومغلق عند تقاطعة مع شارع «ترسا».
ويقول محمد عبدالسلام، صاحب محل، إن حركة البيع والشراء تراجعت بسبب انفجار مواسير المياه بالشارع، ما استحال معه الدخول والوصول إلى تلك المحلات التى كانت الانفجارات أمامها، مطالبا محافظة الجيزة، وحى الهرم، بضرورة التحرك لإصلاح الأعطال أو تكليف الشركة المنفذة للكهرباء بإصلاحها، منوها إلى أن حى الهرم لا يهتم سوى بمناطق الأغنياء فقط ولا عزاء للفقراء والبسطاء.