الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ماذا قال المبدعون فى 2016؟

ماذا قال المبدعون فى 2016؟
ماذا قال المبدعون فى 2016؟




التجربة الإبداعية معقدة للغاية ولا توجد شروط قياسية تنطبق على كافّة المبدعين، فلكل مبدع رؤيته الخاصة وتفكيره المستقل، لكن نقاد الأدب اتفقوا على أن مفهوم الإبداع وتقويمه يرتكز على فكرة جوهرية ترى فى الإبداع الإنتاج الجديد الذى يقدم قيمة مضافة للمجتمع، ونستعرض بعض آراء المبدعين التى حاورتهم «روزاليوسف» فى عام 2016.


الروائى مكاوى سعيد:

 

«المجتمع يتعامل مع كاتب الأطفال بنفس منطق تعامله مع طبيب الأطفال، وكأنه لم يكمل تعليمه، وكأنه فى مرتبة أدنى من الروائى والقاص، فى حين أن كاتب الأطفال هو أكثر أهمية من كاتب الكبار لأن طبيعته تلزم الأطفال سلوكياً ونفسياً، وهو يملك أدواته الخطابية للوصول إلى عقولهم، الأطفال لا يعرفون النفاق أو الجدل أو الخيار من متعدد فيصنفون ما يقدم لهم إما «حلو» أو «وحش».. الكتابة للأطفال تجربة خطرة لا يستطيع أن يخوضها كاتب غير مؤهل.. المغامرة الحقيقية فى الكتابة للأطفال وليس كتابة الرواية أسعد لحظات حياتى وأنا أكتب لهم».


الكاتبة شيمة الشمرى:

 

«ليست القصة القصيرة أو القصيرة جدا عتبة لأى جنس آخر! الذين يعتقدون ذلك يقيسون الأجناس الأدبية قياسا بيولوجيا مرحليا، القصة جنس أدبى والرواية جنس آخر! من يكتب الرواية بضعف كما هو حال بعض كتابها لن يستطيع كتابة قصة قصيرة جدا! ومن يكتب الشعر ليس بالضرورة أن يكون قاصا متميزا».


الروائى عبدالوهاب داود:


«لا أعتقد، فى وجود نقد حقيقى فى الأدب العربى كله، لا للأجيال القديمة، ولا الجديدة. كلها محاولات، واجتهادات لقراءة النصوص الأدبية، بطرق انطباعية لا علاقة لها بالعلم، أو الذائقة، ولا ترتقى إلى مرتبة النقد الأدبى. وإذا تتبعت بعض الخيوط الظاهرة، سوف تكتشف أن ما يقال أنه نقد، مجرد مجاملات شخصية بين أصدقاء، أو معارف، أو أبناء جيل واحد، أو خريجى جامعة واحدة، أو بين زملاء فى صحيفة، أو مجلة.. كلام فارغ، لا يقرأه ولا يلفت إليه أحد. أو قل إننى كشخص، لا أقرأ من النقد إلا أقل القليل، ولا ألتفت إلى الغالبية العظمى منه».


عبير الفقى:

«شهدت العلاقات المصرية ازدهارا خلال فترة الخمسينيات والستينيات، نتيجة لمرور معظم دول القارة بمرحلة التحرر، والتى كانت هدفا عاما لمعظم دول القارة ومنها مصر، وكان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بمثابة الرمز لهذه المرحلة، وما حدث هو أن النظم المصرية الحاكمة التى تلت حكم جمال عبد الناصر بلا استثناء تجاهلت القارة الإفريقية بداية من الثمانينيات وزاد التهميش خلال فترة التسعينيات، وعلى الرغم من المحاولات الحالية للوجود المصرى فى القارة الإفريقية إلا أن هناك العديد من العقبات التى تحول دون ذلك».


جيهان مأمون:

«الزمان ينطلق للأمام فلا يمكن للتاريخ أن يعود مرة أخرى إلى الخلف، لكنه يتحرك فى دورات وأنماط متكررة تحمل نفس الروح العامة بسمات وخصائص مختلفة، بأسماء جديدة وواقع جديد ينبع من عمق الوجود المصرى».


الشاعرة أمل جمال:

«جيل التسعينيات هو جيل فاصل، مدهش، ومغاير، له حسه الخاص وتجاربه المختلفة التى تتسم باليومية وكسر التابوه أن احتاج النص ذلك ووظف بشكل فنى يضيف للنص دون غيره من الطرق. جيل تخلى عن الإيقاع والوزن هجر موسيقى الشعر ليعبر إلى الناس بموسيقى المشهد والتكثيف وامتزاج الفنون وغيرها.
جيل كل واحد فيه له حسه الخاص وتميزت فيه أصوات بعينها لا تتشابه مع بعضها منهم من اختفى ومنهم من يسعد بدواوينه وعوالمه التى تتسع لتحضن العالم أو تدفعه بعيدا كى لا يخنقها».


الشاعر سهل عبد الكريم:

«الشعر دائما مهما تغيرت هيأته فى ظل الحداثة، يحفظ قامته ووقعه، وبرأيى المتلقى العربى، هو فقط من يمكنه إنجاح رسالة الشعر رغم أى تحول، والشعر يرسم للبشرية طريق الخلاص من وجهة نظر المفكرون والفلاسفة، والناس العاديون يرون فى الشعر غذاء للروح ومتعة لا تدانيها متعة».


الشاعر محمد حمدي:


«التجربة اللغوية جزء من التجربة المعرفية، وأدوات الكتابة وإن كانت مكتسبة، فهى تتخذ موضعها على لوحة الوجدان، كشرط أساسى لإنتاج أدب جيد وجاد وجدير بالعرض والقراءة، وبالتالى لا يمكن أن أتهم اللهجة العامية بأنها السبب فى كثرة الأدعياء، إذ أن هناك من ينشر كتابات بلهجة فصيحة للغاية، ولكنها تخلو من أى شعر، وأظن أن الأمر منوط بالموهبة أساسا، فلا بد للشاعر من أن يكون حساسا للكلمة، بحيث تكون لديه المقدرة على اختيار اللفظ المناسب ووضعه فى السياق المناسب، لتوصيل المعنى والشعور المطلوب، نحن نعيش فى زمن يندر فيه الإبداع، وهو نتاج لحالة من الكسل أصابت العقل العربي، فأصبح كل من يحب شيئا على سبيل الهواية، يمارسه مدعيا على سبيل الاحتراف، من دون أن يملك أى آليات للابتكار فيه، لذلك نلاحظ أن كثيرا من جمهور الشعر يأبى إلا أن يكتبه.


الشاعر سيد حجاب:

«علينا بقراءة بعض مقررات المعاهد الأزهرية التى تدرس الفكر الوهابى لنعرف أن للإرهاب التكفيرى أذرعًا خفية متسللة إلى مؤسساتنا الدينية ومعاهدنا الأزهرية، لمحاربة الإرهاب مطلوب بجانب المواجهة المسلحة ألا تكون هناك بيئة حاضنة لهم من ناحية وألا يكون هناك ظهير فكرى له فى مجتمعنا، والكفيل بمواجهته الاتجاه التنويرى الذى يعتمد على العقل لا الخرافة، وكى لا تنمو بيئة حاضنة ينبغى أن نقضى على المظالم الاجتماعية من أجل القضاء على الإرهاب وتجفيف منابعه بدون هذا يكون لدينا بالداخل طابور خامس يعمل لحساب الإرهاب».


الشاعر محمود سباق:

«نعيش فى عالم واسع جدا ويتسع كل يوم بل كل دقيقة، وأعنى باتساع العالم قدرته على احتواء التجربة البشرية التى لا تمل أبدا من المحاولة والتجديد والتكرار فى أحيان كثيرة، أن عالمنا قائم كما قال نيتشة على الصراع وهذا الصراع يفسر حركة العالم من جهة ونشاط الإنسان من جهة أخرى ومن هنا كان السفر والرحيل والاغتراب وستظل قدرا محتما على الشاعر ذلك لأنه يمثل صوت عصره وزمانه ووجدانه الذى يحب ويتألم ويبكى ويضحك إذا جاز التعبير».


الناقد العراقى عدى العبادى:

«حقيقة أن الرواية هذا الجنس الأدبى المهم يعيش اليوم أزمة كبيرة بسبب الانفتاح وتوافر مواقع الدردشة والتواصل الاجتماعى مثل الفيس بوك والتويتر وغيرهما حيث لم يعد هناك وقت لقراءة الرواية حتى القصيدة أصبحت ثقيلة ولهذا اتجه الكثيرون لكتابة الومضة والشذرة والأقصوصة».


الروائى محمد إبراهيم طه:


«انحسرت الرواية الريفية الخالصة، زينب، والأرض، والحرام، ولم يعد هناك الكاتب المتخصص فى الكتابة عن القرية فى مقابل من يكتب عن المدينة مثلما كان يحدث فى الماضى، كما كان يكتب نجيب محفوظ عن المدينة، ويوسف إدريس عن القرية، تحورت الكتابة عن القرية وصارت أكثر تعقيدا منذ أزيلت الحواجز بين القرية والمدينة سواء بالهجرة أو ثورة الاتصالات، وأصبح على الروائى الذى يكتب فى هذه المنطقة أن يغوص أكثر فى شخوص لم تعد تعمل بالزراعة، شخوص تخلصت من الزى الريفى التقليدى ويعيشون فى المدن بشكل مؤقت أو دائم، موظفون، وعمال، وفنيون، لكنهم فلاحون، ويختلطون من حيث المظهر ربما مع أبناء المدينة الخالصين، وبات على الروائى أن يميز بين هؤلاء وهؤلاء لا من خلال الشكل، إنما من خلال الجوهر، الطباع والمعتقدات.


الدكتورة دينا عبده:


«فى رأيى الشخصى، الرواية موجودة فى كل زمان ومكان، لم تخل أى فترة فى تاريخ الأدب الروسى من وجود الرواية كأهم جنس أدبى يعكس تاريخ دولة وثقافة شعب، قد تظهر أجناس أدبية مختلفة وقد تنتشر أحيانا وتسيطر على الساحة، لكن تظل الرواية محتفظة بمكانتها وسط جميع هذه الأجناس. فى الفترة الأخيرة عادت الرواية الروسية بقوة لتتبوأ مكانتها المعهودة ويرجع السبب فى ذلك لظهور جيل جديد من الروائيين الروس، بالإضافة إلى انتشار الجوائز المحلية والتى يتنافس عليها الأدباء.


الشاعر محمد جعفر:


«قد شرُفت بالطبع.. كعادة أى ممسوس بالشعر يلهث فى مقتبل حياته وراء من يضعه على الطريق الصحيح؛ وقد كنت لحوحًا فى سعيى وراء هذا المخلّص الذى يضع يده على زفراتٍ فى صدرى أبت ألا تخرج إلا شعرًا؛ ركبت البحر ورافقت ملاحيه وأحببت واختلفت وخالفت وحاربت وحوربت إلى أن خلُصت إلى أنه ليس هناك من مخلّص.. وأن علىّ أن أهدأ قليلًا وأسعى وراء شيخى الحقيقى وهو «البحث».


الكاتب أحمد مجدى همام

«نحن نعيش فى هوجة الكتابة، وهذا شىء ليس سيئا بالمناسبة، لأن هناك أسماء دخلت عالم الكتابة عن طريق التدوين وهم بالفعل موهوبون، لكنهم قلة، كتابة الموضة ستسقط فى غربال الزمن، أما الكتابة الجادة، الفنية، العميقة، فهى الباقية، والكتابة الإبداعية عموما ليست سداح مداح، هناك حد أدنى من الفنيات والضوابط، وهذا ما يفصل بين الكتابة الإبداعية، والكتابة بشكل مطلق».


الروائى حمدى البطران:

«الضابط قبل كل شىء إنسان، ولديه فى نشأته عوامل تؤهله للدور الذى ينوى أن يلعبه، وهناك الكثير من الضباط أصابتهم حرفة الأدب، والكتابة والشعر، وأعرف الكثير من الضباط، كانت هوايتهم الأدب، فكتبوا وأبدعوا، نصوصا وشعرًا، مثل: سعد الدين وهبة، والشاعر الفذ حسن فتح الباب، ويوسف السباعى، فلا علاقة للعمل، بالنواحى الإنسانية والإبداعية، أما عملية الحسم والإدارة وإتقان العمل، فهى أمور يمكن تعليمها وتلقينها».


القاص طه سويدى:

سيظل الموروث الشعبى دائما أداة مهمة فى تشكيل وجدان الشعوب عامة والكتاب خاصة، تربيت على حكايات الجدة، كأمنا الغولة والشاطر حسن، وكانت بداية تعرفى على أسئلة وإشكاليات الحياة، ودائما ما أرى أجواء وعوالم الحكايات الشعبية هى الأسرع وصولا للقارئ لأنها ترتبط بشىء ولو صغير خاص أصيل بداخله، ربما اختلف الزمن وشكل الحياة، ولكن لو نحينا ذلك لوجدنا أن الحكايات الشعبية ما زالت تتكرر كل يوم بأبطال جدد فى ظروف جديدة بنفس الأسئلة.


الفنان ناجى شاكر:

 

«شجعنى على مشروع العرائس تأثرى بأعمال المخرج ومصمم «العرائس» التشيكوسلوفاكى جيرى ترينكا وعرض «حلم ليلة صيف» لشكسبير لعرائس الماريونت خمسون دقيقة لعرض صامت كانت بمثابة النداهة لى فقد رأيت العرائس طرحًا جديدًا مهمًا، ولغة فنية تنقصنا فى مصر نحتاج لممارستها بصورة أعمق من الأراجوز وخيال الضل، رأيتها فنًا مسرحيًا يخضع لقواعد وقوانين ولغة المسرح وتوليفته من موسيقى وإضاءة، وليست فن شارع».


القاص هيثم نافل:

«حرية التعبير كل ما يتمناه المبدع.. لو أردنا أن نقتل الإبداع ما علينا إلا أن نصادر تلك الحرية، وقتها لن نجد شيئاً ذا بال، غالباً ما نرى خطوط حمراء فى عالمنا العربى وضعتها لنا شرائع أرضية بقدرة «الكايزر» تمنع بشكل صارخ كل صوت حر أن يطلق من أجل التعبير والتغير.. جاءت الثلاثية هنا لتكسدر تلك القيود وترفع الحدود التى لا هدف من ورائها غير استمرار حكم «الكايزر» التسلطية، نبش تلك العيوب ومحاولة تسليط الضوء عليها بغية معالجتها وإيجاد الحلول لها وصولاً إلى مجتمعات صحية متعافية لا يسودها الظلم أو القهر أو الجوع أو الجهل، التغيير،


الروائى إبراهيم عبد المجيد:
فى رأيى الرواية التاريخية يعود الكاتب بالقارئ إلى تلك الفترة فيعيد كتابة التاريخ بقدر الإمكان، استحضار روح الزمن والمكان والقارئ حر فى تفكيره لكن الإسقاط السياسى على الأحداث غير مقبول، لأن المعايير السياسية تتغير، الرواية التاريخية لا يهم أن توثق الحدث بقدر ما تنقل روح الزمن للقارئ، التوثيق هنا مهمته نقل روح الزمن، معظم الكُتاب توثق لتعطى البعد السياسى، أما توثيقى أنا لنقل روح الزمن فليس إلا.


الروائية هديل الحساوى:

«ملف المرأة العربية متشعب ومختلف من دولة إلى دولة، ففى الكويت ولبنان ومصر مثلا، ما زالت هناك بعض المطالبات إلا أنه يوجد للمرأة صوت مسموع سياسيا وثقافيا واجتماعيا مقارنة بدول أخرى عربية ما زالت تفتقد فيه أبسط حرياتها، شخصيا لا تهمنى نسبة الذكور إلى الإناث فى تولى ملف المرأة فى العالم العربى وأن كانت الموازنة واجبة لتعبر بصوتها عن احتياجاتها، إذ للأسف التقيت بنساء عربيات من بعض الدول العربية كن أكثر تشددا على المرأة من الرجل نفسه الذى كان يطالب بتحررهن بدعوى أنها تآمر ذكورى بدعوى الانحلال!.


الشاعر شوقى حجاب:

«لم ولن ينته الشعر الموزون والفيصل ما يتفاعل معه الناس ومع موسيقاه الداخلية، أما حاليًا مع احترامى للنوايا الحسنة والجهد البدنى من قبل عدد كبير من الكُتاب الموجودين على الساحة سواء شعرًا أو نثرًا ولديهم كم هائل من المطبوعات ليس له علاقة بالناس، لا يبقى له أثر فى وجدان المتلقين إذن فهو مجرد نباح فى البراح».


الكاتبة شيرين يونس:

«لسبيل للنجاة بالعمل على تنمية الإنسان، أن نمنحه الكثير من الإمكانيات، والقدرة على الاختيار، نيسر له سبلاً للاطلاع على سبيل المثال، نوفر كتبًا فى المدارس أو للطلبة، أن ندفعه للتفكير دون فرض قيود مسبقة على أحكامه، أن نتيح له فرصة للتراجع لو شعر أو أحب ذلك دون وضعه على المقصلة، أن نعلمه «التفكير النقدي»، ليس عيبًا أو حرامًا أن تفكر، أن تعترض سواء على رأى الوالدين أو رأى المعلم أو المدير أو على الفقيه أو حتى الدولة».