الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

انقذوا «كابريتاج مصر- حلوان»

انقذوا «كابريتاج مصر- حلوان»
انقذوا «كابريتاج مصر- حلوان»




كتب – طه النجار

 

كابريتاج مصر بمنطقة حلوان قيمة عمرانية وحضارية وأثرية وتراثية وعلاجية عالية.. تواجه العديد من المشاكل اتى قد تؤدى الى اندثار هذا الاثر الرائع ذو افوائد المتعددة.. البرلمان تدخل لانقاذ هذا الصرح الحضارى.
تقدمت النائبة هالة أبوالسعد، عضو مجلس النواب، ببيان عاجل الى وزير التنمية المحلية، ووزير السياحة لإعادة استغلال مركز حلوان الكبريتى للطب الطبيعى « كابريتاج حلوان» وافتتاحه من مرة أخرى، وذلك من أجل الاستفادة من ذلك الصرح التاريخى الكبير فى إعادة تنشيط عجلة السياحة العلاجية فى مصر من جديد.
وقالت: إن مركز حلوان الكبريتى للطب الطبيعى والروماتيزم والمعروف باسم «كابريتاج حلوان»  يعد أحد أشهر مراكز السياحة العلاجية فى مصر، والذى تحول بفضل الاهمال المتوالى عبر سنوات طوال وغيابه عن خريطة التطوير والاهتمام على مدار السنوات الماضية ولعشرات السنين إلى واحة خربة طبيًا وأصبح يعج مدخله التاريخى بالحشرات وأكوام الزبالة حتى أن الحمامات امتلأت هى الأخرى بتلال من القاذورات والأتربة فى مشهد يدعو إلى الخوف على القيم التاريخية والمنجزات الحضارية التى تتعرض دومًا إلى الاندثار والاختفاء رويدًا رويدًا نتيجة طبيعية للفساد والإهمال المتتالى والمستشرى.
ويعود تاريخه عشرات السنين حينما كان مقصدًا لأولاد الباشاوات والطبقة الراقية حتى قيام ثورة 23 يوليو 1952، وبدأ الاهتمام به فى التراجع من ستينيات القرن الماضى واستمر إهماله متتاليًا حتى اليوم.
ويتمتع المركز بتاريخ عظيم ومذهل  حيث أعاد عباس حلمى الأول (1848ـ 1854) اكتشاف منطقة حلوان، وقد لعبت الصدفة وحدها دور البطولة فى ذلك، حينما أصيب أحد خواص جنوده بمرض جلدى مستعصى فاغتسل من مياه العيون الكبريتية فشفى، وأخذ الجنود المرضى يتدافعون على العيون طلبًا للشفاء فوصل الأمر إلى عباس حلمى الأول فأمر ببناء حمام على هذه العيون، ومن وقتها بدأ الاهتمام بتلك العيون الكبريتية وفوائدها.
كما يرجع تاريخ الكابريتاج لعام 1899 عندما قام الخديو عباس حلمى الثانى بانشاء مبنى فخم شيده على الطراز العربي، وقد أعده إعدادًا حديثًا وقتها للاستفادة من العين المتدفقة بالمياه الغنية بالمعادن الطبيعية، والتى اعتاد المصريون الاستحمام فيها طلبًا للشفاء منذ عهد الفراعنة، ومنذ ذلك التاريخ والمكان يحتوى كل الترتيبات اللازمة لراحة القاصدين للعلاج من آلام العظام والمفاصل والعنق وحب الشباب والراغبين فى استعادة الحيوية وتجديد النشاط.
وذلك عن طريق حمامات المياه الكبريتية وغرف للإقامة والنوم وخلع الملابس وأماكن للتنزه وسط الخضرة على مساحة حوالى 12 فدانًا ورغم توافر هذه الخدمات، إلا أن المكان بالفعل يحتاج لمزيد من الاهتمام ولم يخضع للتطوير منذ الخمسينيات من القرن الماضى.
ولا تزال مبانى الكابريتاج قديمة وجزءًا كبيرًا منه مهجورًا وتحوى حمام سباحة وأماكن ترفيهية خالية وغير مستغلة منذ سنوات وفى حدود إمكانيات الكابريتاج المتوافرة يقتنع زواره بجدواه العلاجية، وذلك رغم أن الكبريتاج كان من أفضل الأماكن للعلاج خاصة لمن يعانون مشكلات فى فقرات العنق واعتلالات متكررة نتيجة ضغوط العمل فى المفاصل والأكتاف، حيث يحتوى على مختلف أشكال العلاج الطبيعي، وأهمها: الحمام الكبريتى وجلسات المساج والطمى الكبريتى والشمع الطبى دون الاعتماد على الأدوية الكيميائية.
والمحزن أن مدخل الكابريتاج تحول إلى مسرح لعرض اللافتات الدعائية والانتخابية، وأصبحت التندات الحديدية والحوامل الأسمنتية التى توضع فوقها اليفط والإعلانات الدعائية أمرًا يدعو إلى الشفقة على ما آل إليه حال هذا المكان التاريخي، أما عن الساحة والسور المحيط بالكابريتاج فقد أصبح يديره مجموعة من البلطجية والمسجلين خطر من يديرون تلك المنطقة وحولوا المنطقة المحيطة به إلى جراج للعربات النقل والملاكي، فى مقابل 3 جنيهات فى اليوم، دون رقيب أو حسيب.
المناخ الذى بنى فيه الكابريتاج بحلوان والنباتات المزروعة فيه والاهتمام بها كان من أهم أسباب نجاح طرق وسبل العلاج بالمكان منذ نشأته الأولى، ولكن مع مرور الوقت تحول الأمر إلى عدم الاهتمام بتلك النباتات حتى ذبلت وماتت وانتشرت القمامة فى تلك الحدائق وأصبحت نباتات الحدائق وأشجارها أطلالاً يابسة.
وقد بنيت تلك الشاليهات والاستراحات حتى تتيح الفرصة للمرضى على أن يأخذوا قسطهم الوافر من الراحة عقب العلاج هم وأسرهم ومن يأتون إلى زياراتهم أثناء رحلتهم العلاجية ومع كثرة الإهمال وتتابع كوارث عدم المتابعة الإدارية والصحية لتلك الحدائق والاستراحات والشاليهات، حتى هجرها المرضى وأصبح المترددون على العيادات لا يجدون مكانًا مناسبًا أو نظيفًا للإقامة وقضاء فترات العلاج الطبيعى والاستمتاع بجو صحى يتيح فرصًا أفضل للعلاج والتداوى.