الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

مسرح وأسماك.. وتفكير جديد

مسرح وأسماك.. وتفكير جديد
مسرح وأسماك.. وتفكير جديد




د.حسام عطا يكتب:
إنه ذلك الصباح المشرق الأربعاء 28 من ديسمبر الجارى 2016، حيث يفتتح الرئيس عبد الفتاح السيسى ثلاثة مشروعات تدفع بالأمل والبهجة، المزارع السمكية بقناة السويس وكوبرى بورسعيد- بورفؤاد العائم الحضاري، ثم ثالث متلازمة التنمية المركز الثقافى الترفيهى فى بورسعيد، فى إشارة واضحة لرغبة الإرادة السياسية فى الحضور فى المجال الثقافى والفني، وما أحوج عواصم المدن الإقليمية خارج العاصمة لمثل هذه المراكز الثقافية المضيئة التى تتيح لأقاليم مصر المتنوعة ثقافياً إنتاجا مختلفا فى العمل الفنى والثقافى، ليس فقط كأنشطة ترفيهية ممتعة ذات طابع محلي، وإنما كأعمال فنية وإنتاج ثقافى محتمل من الممكن له تجاور خصوصيته المحلية الإقليمية والبدء منها لصناعة خطاب ثقافى فنى جيد مختلف يساهم فى تحسين الذائقة الفنية، ودعم القيم الثقافية والأخلاقية، بل إنشاء عواصم ثقافية فنية جديدة كما هو حادث فى كثير من بلاد الدنيا.
 ففى نيويورك يتم إنتاج الثقافة، وليس فى العاصمة واشنطن العاصمة السياسية للولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك الشارقة فى الإمارات العربية المتحدة وليس دبى عاصمة المال والأعمال هناك.
إذن نحن أمام مركز ثقافى إقليمى جديد ممكن ومحتمل لإنتاج مختلف، مثل مكتبة الإسكندرية المشرقة المختلفة عن مراكز إنتاج الثقافة والفنون فى العاصمة، وفى قطاع الإنتاج الثقافى الرسمي، وهو أمر نتمنى حدوثه بسيناء والصعيد والدلتا متلازماً مع مشروعات تنمية أخرى قادمة، لأن التنمية الثقافية هى الجوهر الشرطى لحدوث التنمية البشرية، والتنمية بمعناها العام.
 أما اللافت للنظر أيضاً والمجدد للأمل والبهجة فهو ذلك الحرص على إخبار الرأى العام بتقرير الرقابة الإدارية عن المشروعات فى إطار التقييم المبكر للأداء وحضور فكرة المساءلة، فى أداء مؤسسى لدولة حديثة، وقد لفت انتباهى فى تقرير السيد الوزير محمد عرفان، رئيس الرقابة الإدارية، تقييمه للمركز الثقافى الترفيهى فى بورسعيد أنه مبدئياً تغيب عنه وضوح الرؤية، والجدوى الاقتصادية، وأنه تم إسناد الأمر لوزارتى الآثار والاتصالات لتهيئة العمل، مما يوحى برغبة فى تعزيز معناه التاريخى القومى ودفعه للعمل فى علاقة جديدة حادثة فى العالم المعاصر الآن، ألا وهى علاقة الثقافة والفنون بتكنولوجيا الاتصالات، فى عصر يمكن تسميته بعصر المسموع المرئى فى دائرة الثقافة والفنون، وهو واقع جديد صنعته الشبكة الدولية للمعلومات.
 أما الجدوى الاقتصادية لمشروع ثقافى إقليمى فهو تفكير جديد يتجاوز الخدمة الثقافية المجانية فى الهيئة العامة لقصور الثقافة المعزولة بشكل واضح عن التأثير فى الجماهير الكبيرة فى أقاليم مصر، وهى جدوى يجب أن تكون مربحة كى تمكن مثل تلك المراكز من إدارة نفسها وتوفير مواردها الذاتية، وفى ذات الوقت تكون فى متناول ومقدرة القدرات المالية المحدودة، إنها بهجة ذلك الصباح إذن مسرح وأسماك وسينما، وتفكير جديد فى إدارة الشأن الثقافى.