ضرورة الاهتمام بالُندرةْ !
حماد عبد الله حماد
كتب د. حماد عبدالله حماد 19 أغسطس 2009
ونحن في موسم معسكرات الشباب في مدن مصر الساحلية حيث تقام معسكرات متنوعة، لإستقبال أفواج من شباب مصر، سواء علي المستوي الأقل من الجامعات، أو في المستويات الجامعية، وبالقطع يتم اختيار الشباب من المحافظات بطرق ووسائل مختلفة - لتمثيل قطاعات كبيرة من الشباب، وأعتقد أن القائمين علي إقامة هذه المعسكرات قد وضعوا من البرامج الثقافية والترفيهية والعلمية والسياسية ، لهؤلاء الشباب - كل في مستواه، حتي يتخرج الفوج بجرعة محترمة من المعرفة والثقافة وأيضا جرعة ترفيهية يحلم بها الشاب أو الشابة، بعد عودتهم لأهاليهم وذويهم وزملائهم يحملون ذكريات أسبوع أو أسبوعين قضوهما في تلك المعسكرات، وأعتقد أيضاً أن من حصيلة هذه التجربة سوف ينعكس تصرف الشاب في مدرسته أو كليته أو معهده، بين زملاء لم ينالوا حظ الاشتراك في المعسكرات الشبابية التي شاركوا فيها، وبالتالي نأمل، بل يأمل القائمون علي هذه المعسكرات - أن يكون الشاب العائد من المعسكر، هو بمثابة ناقل لزملائه كل ما استوعبه ويحرص علي أن يقدمه كتجربة ناجحة لبقية زملائه ، وهنا، يجب أن ننوه - ونُذَكرْ القائمين علي هذه المعسكرات، أن يهتموا بالندرة من المصريين في جميع مناحي وأنشطة الحياة المصرية، كتاب، وأدباء، ومثقفون ، وعلماء ، ومهندسون ، وتجاريون ، ومحامون ، وفنانون ، ورياضيون ، فمصر مليئة "بالندرة" في كل هذه التخصصات ، لم أسمع عن أن بعض "الندرة"، قد تمت دعوتهم لإلقاء ضوء علي مسيرة تميزهم في مصر، وفي تخصصاتهم، لا يمكن اختصار المتحدثين للشباب علي المسئولين في الحكومة من وزراء ورئيس مجلس وزراء، يجب أن تتعدد الوجوه، والاتجاهات والخبرات التي يجب أن نقدمها للشباب، أن المشكلة الحقيقية التي يجب إن يهتم بها القائمون علي هذه المعسكرات وعلي من يضع أجندة المحاضرات لهم، أن يبحثوا عن الندرة - لتقديمها لشباب مصر، في تلك المعسكرات ، كما أن هناك معسكرات نهاية الأسبوع التي يجب أن تستمر في الجامعات والمدارس ، وأن تحوز هذه المعسكرات علي دعم الدولة والمجتمع المدني - حيث مشاركة الشباب في نظافة المدن والقري والجامعات والمدارس نهاية كل يوم خميس حتي صباح كل يوم سبت ، مع برنامج أيضاً ثقافي وسياسي "للندرة"، مع طلاب وشباب المدارس والجامعات، نحن في أشد الاحتياج لتوجيه الشباب المندفع إلي السواحل جرياًَ وراء "أبو شعر منكوش" وأبو "فانلة داخلية"، هؤلاء الشباب في إحتياج لدراسة وتوجيه علمي مدروس، وليس لسد فراغ حكومي، تقوم به الأجهزة المعنية بالشباب تطبيقاً للمبدأ، أنهينا وأجبنا والحمد لله، فمشكلة الشباب ليست مشكلة وظيفية، بل هي مشكلة سياسية وأيضاً مشكلة مستقبل وطن ! يجب الإهتمام به من خلال مجموعة تؤمن بالعمل الشبابي، وليس من خلال موظف يؤدي وظيفته ويقبض مرتبه، وحافزه، وبدل سفره - المهم أن يكون هناك متطوعون للعمل مع الشباب !!