الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أحمد عبداللطيف : أبحث كيفية التعامل فنيا مع سخافات الواقع





 
 
 
 
ناقشت الشاعرة أمانى خليل مدير جماعة «إطلالة» الأدبية، بمكتبة «ليليت» التابعة لمكتبة الإسكندرية، رواية «صانع المفاتيح» للروائى والمترجم أحمد عبداللطيف الفائزة بجائزة الدولة التشجيعية لعام 2011 بإجماع لجنة التحكيم.
 
 
تدور فكرة الرواية فى فلك الفانتازيا التى تناسب الواقع الراهن، لصانع مفاتيح بالقرية لا نعرف اسمه إلا فى نهاية الرواية إجبارا وليس اختيارا من المؤلف، هذا الصانع الذى تأخذه أفكاره وربما جنونه إلى صناعة مفاتيح للحواس الأساسية للإنسان، وهى السمع متمثلة فى الأذن والنظر متمثل فى العين، والكلام متمثلا فى الفم، والشم متمثلا فى الأنف، هذه الفكرة تروق لأهل القرية الذين سرعان ما يفقدون مفاتيحهم فيصبحون عميانا وصما وبكما غير قادرين على التمييز، فينقلبوا على الصانع وتتطور الأحداث.
 
 
طوال الرواية لايعرف القارئ أين تقع هذه القرية أو ما أسماء شخوص الرواية، وهو ما يسعى إليه دوما عبداللطيف فى كتابته، فهو لا يهتم بالتفاصيل الشائعة قدر اهتمامه بالفكرة التى يهدف من خلالها لخلق حالة من الاشتباك الذهنى مع قارئه، ومحاولته خلخلة أفكاره الراكدة والمتكلسة عبر العديد من الثقافات والتقاليد والأعراف والمعتقدات المكتسبة دون جدال أو فهم أسباب إيمان القارئ بها.
 
 
أوضح عبداللطيف خلال اللقاء المفتوح أن لديه تساؤلات مستمرة عن كيفية التعامل فنيا مع سخافات الواقع، سواء فى عهد مبارك أو حاليا فى عهد الإخوان.. هل أنا الكاتب المنغرس بالواقع أم المنعزل ببرج عاجي؟... واكتشف أنه يطل على الواقع من شرفته الخاصة، التى أخذته للكتابة فى مجال الواقعية السحرية، معترفا أنه قد يكون متأثرا بترجماته للأدب اللاتينى لساراماجو ويوسا وماركيز.
 
 
ظهر فى اللقاء تحمس الحاضرين للرواية، وعرضهم لأكثر من تأويل لها، وهو ما يفضله الكاتب أكثر على فكرة أن يكشف عن رؤيته الأصلية التى سترها تحت غطاءات الرمز والفانتازيا والحلم، الذى تنطلق منه كتاباته، ومن المناقشات التى مثلت ضربا فى الواقعية بمفهومها المصري، فلفترة طويلة ارتكز الأدب المصرى على الواقعية بمعناها الحرفى ونقل الصورة الذهنية على الورق وعدم ترسيخ الأدب العربى الحديث للفانتازيا والواقعية السحرية متخليا عن تراثه من «ألف ليلة وليلة» و»فيروز شاه» و كتابات ابن الياس، وهو ما يجده عبداللطيف نوعا من الاستسهال فى الكتابة، لأن الأدب يقوم على مبدأ المجاز، وتساءل لماذا لا توجد أية رواية عربية حظيت بالتجاور مع أخرى لروائى أجنبى من أية جنسية أخرى لتكون فى صف الأدب العالمي؟
وتمنى عبد اللطيف أن تقرأ روايته «صانع المفاتيح» كأدب حديث يمثل الإنسان وعذاباته فى اللحظة الراهنة، معبرة عن كل شكوكه وارتياباته فى كل الأساطير القديمة وتفكيكها وهدمها، مشيرا إلى أنه ليس ضد الكتابة الواقعية فى حد ذاتها، وربما يأتى يوم ويكتب كتابة واقعية، لكن الفكرة بأى مفهوم وبأى شكل؟ هذا هو السؤال الحقيقى للأزمة! خاصة أنه يرى أن الواقعية توقفت عند نجيب محفوظ ولم يستطع أحد أن يأتى فيها بجديد.