الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

صناع السينما : ارتجال «الحوار» يوفر فى الوقت ويريح المخرج والممثل





أثمرت السينما المستقلة فى السنوات العشر الأخيرة عن تواجد فن جديد لكتابة حوار الفيلم السينمائى فقد اتجه بعض السينمائيين إلى الاتفاق مع الممثلين على الحوار الخاص بالمشهد قبل بداية تصويره مباشرة وذلك ليتركوا الحرية لخيال الممثل ولسانه فى النطق بالنص المناسب للدور والفكرة وفى نفس الوقت يكون مناسبًا له بدون أى ضغوط فى الحفظ والتسميع. والتى غالبا ما تدفع المخرج إلى إعادة التصوير بسبب كثرة الأخطاء التى يرتكبها الممثل. وعلى الرغم من أن هذا الفن كان المفضل لدى بعض المخرجين قبل الثورة إلا أن الكثير منهم استخدمها بشكل كبير فى العامين الماضيين بشكل خاص.
 
 
 
ومن أبرز الأعمال التى تم تصويرها بالحوار المرتجل هو فيلم الثورة الأول «18 يوم» والذى تكون من 10 أفلام روائية قصيرة تم بناء كل منها على حوار ارتجالى منفصل.. وذلك ما أكدته المخرجة مريم أبو عوف والتى شاركت بفيلم «تحرير 2/2» بطولة هند صبرى وآسر ياسين، والتى قالت أنها تفضل العمل بهذه الطريقة التى تساعد الممثل على إبداء أحسن ما لديه، وأضافت قائلة: «لا أنكر أن ضيق الوقت أمامنا لرغبتنا فى إنجاز فيلم 18 يوم بعد الثورة بفترة وجيزة كان عاملا فى لجوء أغلبنا للحوار الارتجالى ولكنى أفضل العمل بهذه الطريقة فى أعمالى حتى أنى اتبعت هذا النهج فى فيلمى «بيبو وبشير» مع منة شلبى وآسر ياسين.. وهذا فن موجود بالعالم كله منذ زمن ولكن تم اتباعه فى السنوات الأخيرة فقط هنا فى مصر وهو يتيح لكل من المخرج والممثل أن يكون له مطلق الحرية فى اختيار الكلمات المناسبة بشرط  أن يكون متفقًا معى على شكل الحوار الهادئ، وإذا لم يقل الممثل جملة محددة أريدها بهذا الشكل أوقف التصوير لتغيير النص».
وقال أبو عوف أن هذا الفن لا يمكن تطبيقه فى كل الأعمال حيث أن هناك مؤلفين يرفضون العبث بالحوار الذى قد كتبوه كما أنه يتطلب وجود ممثل ذكى ولديه القدرة على الارتجال فالكثير من الفنانين ليسوا لديهم القدرة على ابتكار معان أمام الكاميرا بدون وجود نص مقروء وورق يقومون بحفظه.. كما أن هناك أعمالاً يصعب فيها تطبيق هذا الفن من الأساس ومنها الأعمال التاريخية والتى لابد من الالتزام بالنص فيها.
 
 
وعلى الرغم من مشاركته فى فريق عمل فيلم «18 يوم» إلا أن المخرج أحمد عبدالله نفى استخدامه للحوار ضمن الجزء الخاص به والذى يحمل عنوان «شباك» ولكنه قال أنه يحب العمل بطريقة الحوار الارتجالى بل ويعتبر نفسه من أوائل المخرجين الذين طبقوا ذلك الفن خاصة فى فيلميه «هيليوبوليس» و«ميكروفون». وأوضح قائلا: «أعتمد فى عملى على ما يشبه ورشة العمل المكثفة فاجتمع مع كل فريق عمل الفيلم من ممثلين ومدير تصوير وإضاءة وغيرهم للتوصل للشكل الأمثل فى المشهد الذى نستعد لتصويره سواء فى الحوار أو فى التصوير واللقطات أو فى تغيير الإضاءة وغيرها من عوامل إخراج المشهد بشكل يريح جميع العاملين بالفيلم ويساعد على تطوير شكل العمل فى كل مرة».
 
 
بينما قال المخرج يسرى نصر الله أنه قام بتصوير فيلمه «بعد الموقعة» الذى عرض بدور العرض منذ شهرين بهذه الطريقة.. حيث أنه كان يكتب سيناريو الفيلم بشكل فورى طبقًا للأحداث المتلاحقة التى كانت تمر بها مصر بعد الثورة.. وبالتالى كان يبدأ تصوير كل مشهد باجتماع مع فريق العمل والاتفاق على الحوار المناسب لكل شخصية على حدا طبقا للحدث وللقصة. حيث كان يرغب فى إدخال أغلب الأحداث التالية لموقعة الجمل وإعلان التنحى فى الفيلم ولم يكتب حوارا لأنه يريد أن يخرج من الممثلين بشكل تلقائى وغير تقليدى.
 
 
وأكد المخرج إبراهيم البطوط أنه يعمل بنظام الاتفاق على الحوار المسبق للمشهد فى أفلامه عادة.. ولكن ليس فى تنفيذ الفيلم ككل حيث قال: «الظروف التى تم تصوير فيلمى الأخير «الشتا اللى فات» فيها كانت استثنائية من حيث أننا بدأنا التصوير فور إعلان التنحى وجاءتنى الفكرة واتفقت مع الممثلين فى نفس اليوم ثم بدأت فى كتابة السيناريو وفضلت أن أترك الحوار للاتفاق عليه قبل كل مشهد وذلك لكى أترك الحرية للممثل أن ينقل شعوره الوطنى وإحساسه بالفترة التى عاصرها خاصة أن كلنا تقريبًا كنا متواجدين يوميًا فى الميدان وقت الثورة. وكنا نتفق فى جلسات العمل على شكل الحوار وأدائه وإذا رأيت كلمة أو جملة غير مناسبة للمشهد أو طويلة أو غيرها من الأشياء التى قد تخل بفكرة المشهد فأقوم بتغييرها بشكل فورى وقت التصوير».
 
 
وقالت المخرجة ماجى مرجان التى شارك فيلمها «عشم» مؤخرًا فى فعاليات مهرجان الدوحة السينمائى الدولى، أنها اختارت أن يتم تصوير أول أفلامها الروائية الطويلة بشكل تلقائى خاصة أنها تعبر عن نماذج مختلفة من الشعب المصرى وهى النماذج «المنسية» على حد قولها، وأضافت: «فكرة الارتجال فى الحوار تريح كلا من المخرج والممثل معًا بحيث يكون لهما مطلق الحرية فى انطلاق الكلمات التى يشعران بها، وذلك طبقا لمضمون المشهد الذى نتفق عليه فهناك سياق عام يسير فيه الحوار بين كلام وردة فعل فنقوم بترتيب الكلمات قبل التصوير وذلك أعتقد أفضل من إجبارهم على حفظ سيناريو بعينه».