الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«درب الأربعين» خارج تغطية «الوادى الجديد»

«درب الأربعين» خارج تغطية «الوادى الجديد»
«درب الأربعين» خارج تغطية «الوادى الجديد»




الوادى الجديد - محمد محروس


بالحزن والأسى.. والفرح والبهجة أيضا، ودعت محافظات الجمهورية عام 2016، الذى شهد المزيد من الإنجازات، والكثير من الأحزان، وسط أجواء مليئة بالغضب جراء الارتفاع الجنونى فى الأسعار الذى ضرب جميع السلع، لكن كان هناك أيضا افتتاح الكثير من المشروعات القومية الكبرى فى عدة قطاعات ببعض المحافظات منها «الصحة - التعليم - مياه الشرب - الصرف الصحى»، وأخرى شهدت أحداثاً دامية وودعت ضحايا لا تعد ولا تحصى، وشيعت شهداء أبرياء فى عدد من العمليات الإرهابية الخسيسة، وثالثة لم يفرح فيها أحد ولا تزال فى انتظار الفرج فى عام 2017، لعله يأتى بنفحات تزيل من أذهانهم اليأس الذى أصابهم العام الماضى.
بداية يقول محمد سيد، من أهالى القرية الرابعة، بمنطقة درب الأربعين، التابعة لمركز ومدينة باريس بمحافظة الوادى الجديد: إن قريتنا تم توطينها منذ عام 2002 هى و3 قرى أخرى، وذلك بناء على قرار من الرئيس المخلوع، محمد حسنى مبارك، الذى أراد تعمير جنوب الوادى الجديد فقام بإنشاء 4 قرى تتبع مركز باريس، الذى يعتبر آخر مركز فى المحافظة من جهة الجنوب باتجاه دولة السودان.
ويؤكد سيد أن الهدف كان من هذه القرى التنمية وتأمين حدود مصر الجنوبية، لذلك الدولة وعدتنا بحوافز كثيرا لجلبنا إلى هذه المنطقة، منها: توزيع 7 أفدنة ومنزل لكل أسرة، بالإضافة إلى توفير البنية الأساسية والمرافق من مياه وصرف واتصالات وغيرها من الخدمات الضرورية  كالمستشفيات والمدارس.
ويلفت على حسان، أحد المتضررين، إلى أنه على الرغم من تأخر توصيل الخدمات الأساسية لأكثر من 10 سنوات بعد تسكيننا فى هذه القرى خاصة فيما يتعلق بمرافق مياه الشرب والصرف الصحى والكهرباء، إلا أن الاتصالات لم تصل بعد حتى الآن، الأمر الذى جعلنا فى عزلة عن العالم، فبمجرد الخروج من مدينة باريس لا توجد تغطية للشبكات المحمولة نهائيا، ما أرهقنا كثيرا، فالهواتف أصبحت من أساسيات الحياة ولا يعقل أن أقرب مكان تتواجد به الاتصالات يبعد عنا بأكثر من ساعة.
ويشير حسان إلى أنهم كثير ما يتعرضون لمواقف يكونون فيها فى أمس الحاجة إلى الاتصالات، سواء للاطمئنان على أبنائهم الذين يدرسون خارج القرية  أو حتى فى تواصل الأقارب فى القرية مع بعضهم البعض، مؤكدا أنه إذا تعطل أحد المواطنين بسيارته فى مكان ما خارج القرية أو لحق به حادث فإنه لم تتم نجدته ما دام لم يمر عليه أحد لأن الاتصالات منعدمة تماما.
ويتابع: وهذا الأمر تكرر كثيرا فهناك حوادث تكون وقعت منذ ساعات على الطريق الذى يربط مدينة باريس بشرق العوينات الذى يصل طوله حوالى 400 كم وتقع عليه قرى درب الأربعين ولا نكتشفها إلا بعد مرور ساعات، ويكون المصاب إما توفى أو تدهورت حالته الصحية.
عبدالله حسن، أحد أهالى القرية الثالثة، يؤكد أيضا أن الاتصالات حرمتنا من أشياء كثيرة فنحن، خارج منظومة الخبز الآن بسبب اعتماد هذه المنظومة على الشبكات المحمولة، كما أننا نجهل ما يتم حولنا تماما، بالإضافة إلى أن التكنولوجيا الحديثة لم تصلنا بعد فكثير من الأشياء المهمة فى حياتنا متوقفة على الاتصالات.
ويتهم حسن المسئولين بمحافظة الوادى الجديد بتهميش قرى درب الأربعين وعدم الاهتمام بها وخداع سكانها بعدما وعدونا منذ أكثر من 14 عاما أثناء توطيننا حديثا، بتوفير الخدمات الأساسية لنا وتوفير جميع سبل الحياة، ما يسهل علينا البقاء. ويلفت إلى أن مشكلة الاتصالات ليست الوحيدة التى تقف أمام أهالى القرية فهناك مشكلات فى الصحة والتعليم وباقى الخدمات، لكن الاتصالات تعد المشكلة والتحدى الأكبر لنا فى المنطقة لأننا أصبحنا معزولين تماماً  ولا أحد يعلم عنا شيئا. وينوه حسن إلى أن اللواء محمود عشماوى، محافظ الوادى الجديد، خلال زيارة لنا فى مايو الماضى، أكد أنه قد تم تحديد 57 موقعا لإنشاء وتركيب أبراج لتوصيل شبكات المحمول للمناطق التى لا تغطيها الشبكة للهاتف المحمول بتكلفة إجمالية 100 مليون جنيه، على أن تقوم شركه اتصالات مصر بالتنفيذ والتركيب، وذلك بعد أن تمت الترسية عليها، لكن حتى الآن لم  يتم شىء.