السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الديمقراطية الصعبة!
كتب

الديمقراطية الصعبة!




 


  كرم جبر روزاليوسف اليومية : 15 - 12 - 2009


هل يصلح نموذج الصحفيين لبقية الانتخابات؟


1


هل يمكن إجراء انتخابات الشوري والشعب والرئاسية بنفس الأسلوب الذي أجريت به انتخابات نقابة الصحفيين، أي بنسبة شفافية ونزاهة تصل إلي100٪؟
هل يمكن أن نضع حدًا للشائعات السخيفة التي تلوث نزاهة الديمقراطية بادعاءات تزوير الانتخابات؟.. وأن تخرج كل الأطراف راضية ومطمئنة بأنها تعبر عن إرادة الجماهير؟


هل يمكن أن تشع روح انتخابات الصحفيين بنفس الطريقة والأسلوب، فينتصر الوطن وترتفع قامة الديمقراطية والحريات العامة، ونصبح بالفعل علي أعتاب مرحلة جديدة؟
2
إذا كان الصحفيون الذين يمثلون شريحة متقدمة في الوعي والمستوي الثقافي، قد انحازوا في النهاية للبرنامج الذي يحقق مصالحهم، فما الذي يخيف من الإرادة الحرة لجموع المصريين؟
أولاً: لأن الديمقراطية صعبة وتحتاج جهودًا شاقة ومضنية وعملاً بالليل والنهار، في زمن يخيم فيه التكاسل والتراخي علي غالبية المهتمين بالعمل السياسي والحزبي.
ثانيا: لأن الديمقراطية تحتاج المؤمنين بها والمستعدين للتضحية من أجلها، وليس المنتفعين والباحثين عن المزايا والوجاهة والبرستيچ.
3
معضلة الديمقراطية في مصر هي الجماعة المحظورة التي هي بالفعل وبال علي الديمقراطية وعلي البلاد كلها، لأنها تستخدم الديمقراطية لضرب الديمقراطية والقضاء عليها.
حتي الآن لم تترسخ قواعد الدولة المدنية التي تستطيع أن تحمي نفسها بنفسها، والسبب وراء ذلك هو الانتهازية السياسية لبعض الجماعات التي تداهن المحظورة أو تلعب في ملعبها.
وضع فريد وغريب في العالم، أن توجد جماعة غير شرعية وتخترق البرلمان والمجتمع من "خرم إبرة"، ثم تستعرض قوتها وعضلاتها بشكل ضد القانون والدستور، ولا يواجهها أحد.
4
الانتخابات العامة يمكن أن تتم بنفس كتالوج نقابة الصحفيين إذا تسلحت الأغلبية بنفس الأسلوب الذي أدار به الصحفيون معركتهم.. ويتلخص في كلمتين "القوة والوضوح".
القوة وهي تعني العزيمة والإصرار والدفاع عن القضية دون تردد أو تراجع، وأن تكون الصفوف منظمة، والإدارة لها عقل يخطط ويوزع الأدوار.
الوضوح ويعني عدم مسك العصا من المنتصف أو اللعب علي الطرفين أو إشاعة الجمل والعبارات التي يفهمها كل طرف لمصلحته.. وهذا هو الداء الذي يعطل كل شيء ونجومه هم "المحايدون".
5
السؤال هنا: هل يمتلك حزب الأغلبية هذه الأدوات؟.. بالقطع نعم، فهو الحزب المنظم في الساحة، وله عضوية واضحة وجماهير كبيرة، يسهل تنظيمها وتحفيزها.
لكن المشكلة تكمن في "عدم الوضوح"، فكثير من المنتسبين للحزب والحكومة عبء علي الحزب والحكومة.. إما لأنهم من الوجوه المكروهة، أو لأنهم يلعبون "لعبة الحياد" في أجواء عدم الحياد.
يرجع السبب في رأيي إلي أن هؤلاء المحايدين، لهم مصالح وتشابكات وارتباطات معقدة، تجعل مصالحهم الشخصية لها الأولوية علي المصلحة العامة.
6
الحشد الذي تحقق في انتخابات الصحفيين مثلاً كان يمكن أن يكون وبالاً علي مكرم، إذا لم يتم تحصينه ضد الشائعات وتزويده بالمعلومات والحقائق، فهو سلاح ذو حدين.
الشائعات التي أطلقها المرشح المنافس كان يمكن أن تكون لصالحه، لولا اليقظة وسرعة الرد والنفي، فلم تتوالد الشائعات أو تتكاثر وأضرت من يطلقها.
دروس كثيرة مستفادة، ولكن هل يمكن تعميمها من رقعة الصحفيين الصغيرة إلي لجان البلاد الكثيرة؟ نعم.. بالتنظيم العاقل والهادئ الذي لا يستفز أحدًا.
7
تبقي قضية "عشوائية الأغلبية" و"تنظيم الأقلية"، وهي أكبر الدروس المستفادة، فالأغلبية حين تتسلح بالوعي واليقظة والانتباه، تحقق ما تريد دون معاناة.. أو تزوير.
الأغلبية تمتلك ما يجعلها قوية ومنظمة، ولكن المهم أن تأخذ الأدوار بنفس درجة جدية انتخابات الإعادة في الصحفيين.. وإذا فعلت ذلك ستسهل علي نفسها وعلي الجميع كل المشاكل.
أعتقد أنني لن أضيف كثيرًا في ظل وجود لاعب مخضرم وقوي وهادئ ويجيد إدارة المعارك الصعبة.. اسمه صفوت الشريف.


E-Mail : [email protected]