الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«الموسيقى العربية وموقع العود فيها» جديد عالم المعرفة بالكويت

«الموسيقى العربية وموقع العود فيها» جديد عالم المعرفة بالكويت
«الموسيقى العربية وموقع العود فيها» جديد عالم المعرفة بالكويت




كتبت- رانيا هلال

 

صدر حديثا عن سلسلة عالم المعرفة التابعة للمجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب بدولة الكويت كتاب «عود على العود.. الموسيقى العربية وموقع العود فيها»، تأليف د. نبيل اللو.
ويقول الكاتب فى المقدمة التاريخية عن الموسيقى العربية، أن كل الشواهد من رسوم ونقوش وحفر ونحت، تدل على أن ما يشبع العود الذى نعرفه فى البلدان العربية والشرقية قد وجد فى الشرق الأدنى فى الألف الثالثة قبل الميلاد، وهذا يعنى أن عمر الآلة يقارب خمسة آلاف عام وهو لم يخترع على النحو الذى نعرفه عليه اليوم بل مر بمراحل فعلت خلالها عوامل الزمن والتجريب والاستنباط فعلها، فيه تجويدا طال دقائق صنعه ودقة صوته وتوسع مداه النغمى.
عرفه العرب بداية باسمه الفارسى «البربط» وتعنى صدر البط لشبه قصعته بصدر البط، قبل أن يطلقوا عليه اسمه من مادة صنعه، وقد استقر له اسمه العربى فى نهاية العصر الأموي، دخل العود العربى إلى أوروبا فى أواخر القرن القرون الوسطى ليسود خلال عصر النهضة وحتى أواخر القرن الثامن عشر، محافظا على تسميته العربية فى مختلف اللغات ليصبح فيما بعد الآلة المرجع فى الموسيقات التراثية العربية والتركية والإيرانية.
العود آلة وترية عرفت فى الجاهلية، ويرجع شكله الذى نعرفه اليوم إلى القرن الثانى الهجرى أو الثمن الميلادي، استنبطه أشهر ضارب على العود فى عهد الدولة العباسية منصور زلزل بأن قصر نده وأطال صندوقه وجعله بيضاويا كأنه نصف كمثرى.
مما سبق نجد أن العود فى الموسيقى العربية هو الآلة المرجع، حاضرة دوما فى الأذهان والأسماع وإن تفاوتت حظوظ حضورها من بلد عربى إلى آخر، ومن فترة زمنية إلى أخرى، وهذا الكتاب الواقع فى أربعة عشر فصلا يتمحور حول آلة العود.
ولتبيان موقع العود فى الموسيقى العربية يبدأ المؤلف بحثه بمقدمة تاريخية تطرقت إلى أشهر ضرَاب العود عند العرب ثم تناول أصول الموسيقى العربية وما تأثرت به أنظمة موسيقية هندية وفارسية وإغريقية وبيزنطية وسريانية وتركية ثم يستعرض الكتاب بشكل موجز موقف الإسلام من الغناء والموسيقى.
يتوسع المؤلف فى مسألة رد الاعتبار إلى آلة العود فى الموسيقى العربية بعد أن انحسر دورها وقل ظهورها فى الفرق الموسيقية ويتوقف البحث طويلا عند مدرسة عود بغداد التى أسسها التركى محى الدين حيدر فى النصف الأول من القرن العشرين ومن تتلمذ على يديه من كبار عازفى العود كما يبحث الكتاب فى مسألة إصلاح تأهيل الموسيقى الشرقى والمغنى العربى ويستعرض محاولات تعقيد الموسيقى العربية منذ مؤتمر القاهرة الأول فى عام 1932 والإشكاليات المزمنة التى ما زالت تعانيها الموسيقى العربية.
ويبحث الكتاب فى محاولات تطور دوزان العود وفى أثرها فى تطوير صناعته وتجويد العزف عليه،  منذ العود رباعى الأوتار إلى العود سباعى الأوتار، مرورا بالخماسى والسداسي، فإذا كان الشعر ديوان العرب فى الأدب فإن العود ديوان موسيقاهم وإذا كان العود على العود فلأن البدء كان به.