الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

لصوص التاريخ ينتهكون حرمة الآثار فى قاهرة المعز

لصوص التاريخ  ينتهكون حرمة الآثار فى قاهرة المعز
لصوص التاريخ ينتهكون حرمة الآثار فى قاهرة المعز




كتب - علاء الدين ظاهر

 سادت حالة من الغضب بين الأثريين ومحبى الآثار، وذلك عقب واقعة اختفاء 6 مشكاوات من مسجد الرفاعى بميدان القلعة الأحد الماضى، والتى أحالها الدكتور خالد العنانى وزير الآثار الأمر للنيابة العامة للوقوف على جميع ملابسات اختفاء المشكاوات الست من أصل 15 مشكاة فى حجرة الملك فؤاد والأميرة فريال.
 ولم تكن هذه أول مرة يتعرض فيها المسجد للسرقة، حيث أنه فى 2014 تبين أيضا اختفاء مشكاة من المسجد ليكتشف بعض الباحثين ومحبو الآثار أن واحدة تشبه المختفية تماما معروضة للبيع فى إحدى صالات المزادات بلندن،كما أنه فى نفس العام 2014 أحبط مسئولو المنطقة الأثرية محاولة سرقة تعرض لها أيضا مسجد الرفاعى فى وضح النهار وتحديدا ظهر الاثنين30 / 9/ 2014م.
 وتفاصيل الواقعة أنه أثناء صلاة الجنازة على أحد المتوفين بمسجد الرفاعى، قام شخص يدعى عبد السلام عبد الرحمن حسين 50 عاما بالجلوس بطريقة مريبة أمام مدخل التركيبة الخشبية الداخلية بضريح على أبو شباك، وحاول إخفاء يده لفك مقبض باب التركيبة الخشبية للضريح بغرض السرقة، ما دفع أفراد أمن الآثار وخادم المسجد لمراقبة تصرفاته.
 وتم استدعاء مفتش الآثار على الفور، وقاموا بضبط المذكور وهو يحاول فك المقبض، وتم استدعاء أفراد شرطة السياحة ونُقل المذكور لوحدة شرطة السياحة بالمنطقة، وتمت إحالته إلى النيابة بعد تحرير محضر رقم (7788 لسنة 2014 / جنح الخليفة).
 وعلى ما يبدو أن مسجد الرفاعى موعود بالسرقة،خاصة أنه فى 24 يوليو ٢٠١٢ أعلنت وزارة قرارها فصل المنطقة الأثرية التى تضم مسجدى السلطان حسن والرفاعى، وجعلهما منطقة آثار إسلامية مستقلة بعد أن كانا تابعين لمنطقة آثار جنوب القاهرة، بل جعلها تحت الإشراف المباشر لقطاع الآثار الإسلامية، والسبب كما عللته الوزارة حينها لمنع محاولات السرقة التى كانت تتم بداخل المسجدين، وكان آخرها فى ذلك الحين قيام لصوص بسرقة زخارف نحاسية من مقبرة فاروق الأثرية بمسجد الرفاعى، وأعلنت الوزارة حينها أيضا تشديد الإجراءات الأمنية وتكثيف أعداد الحراسة التابعة لها بالتنسيق مع شرطة السياحة والآثار.
 ولأن لصوص التاريخ يعرفون قيمة ما يسرقونه، فقد شهد فبراير الماضى واقعة سرقة النص التأسيسى لمسجد «فرج بن برقوق» فى صحراء المماليك والذى يعد بمثابة بطاقة الهوية الشخصية للأثر، وحررت حينها المنطقة الأثرية محضرا فى قسم منشية ناصر رقم 792 بتايخ 1-2-2016 جنح منشية ناصر، وهذا المسجد مثل الرفاعى فى حوزة الأوقاف,حيث بدأت سرقة برقوق بعد صلاة العشاء،إذ دخل اللص واختبأ فى مكان بالمسجد، وعقب انتهاء صلاة العشاء تم غلقه حتى صلاة الفجر,وفى هذه الفترة تحرك اللص الذى قام بفك النص التأسيسى من داخل المسجد بحرفية شديدة وخرج أثناء صلاة الفجر.
 هذه السرقات لا تتم اعتباطا خاصة.. فكرة طرحها مصدر خاصة بالآثار حيث قال لنا إننا لو تأملنا فى كثير منها لوجدنا أنها ترتبط بالخديو عباس حلمى الثاني،خاصة مشكاوات الرفاعى المختفية والتى تعود لعام 1328 هـ وعليها رنك «ختم» باسم الخديو عباس حلمى الثانى، كما أن المشكاة التى سرقت من نفس المسجد فى 2014 خاصة أيضا بالخديو عباس حلمى الثانى، والذى تمت فى عهده عمليات تجديد وصيانة لمساجد أثرية كثيرة.
 وبالتأكيد ليست مصادفة أن نفس العام 2014 يشهد سرقة حشوة التجديد من مسجد الصالح طلائع بالدرب الأحمر وعليها اسم الخديو عباس حلمى الثانى، كما أن مسجد  الماردانى الأثرى أيضا شهد سرقة نص التجديد من السياج الخشبى الخاص به وعليه أيضا اسم عباس حلمى الثانى،وإذا ربطنا هذه الوقائع بخيط المنطق لوجدنا وكأن أحد أوجهة ما يجمعون تراث وتاريخ الخديو عباس حلمى الثانى عبر الحشوات والأجزاء التى تحمل اسمه، خاصة أنه ربما الوحيد من الأسرة العلوية الذى قام بعمل رنك مملوكى «ختم» له يشبه ما قام به المماليك، ووضعه على كثير من الآثار والمقتنيات وأخرها المشكاوات المسروقة من مسجد الرفاعى.
 وبالعودة للوراء نجد أنه فى ديسمبر 2010 تمت سرقة المنبر الأثرى فى مسجد «قانى باى الرماح» الذى يعود لعصر المماليك الجراكسة، وهو منبر خشبى صغير به حشوات من الخشب الهندى على شكل الأطباق النجمية ومطعمة بالعاج، كما تمت سرقة «النص التأسيسى» من المنبر الخشبى لمسجد «تمراز الأحمدى»، النص التأسيسى لإيوان السادات الثعالبة بمنطقة الإمام الشافعى، والحشوات المكفتة بالفضة من باب مسجد السلطان برقوق بشارع المعز، وأجزاء من الباب الخشبى لمسجد الأشرف برسباى الأثرى بالجمالية، .