الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«الآثار» تمسح تاريخ «الناضورة» بـ«أستيكة»

«الآثار» تمسح تاريخ «الناضورة» بـ«أستيكة»
«الآثار» تمسح تاريخ «الناضورة» بـ«أستيكة»




الوادى الجديد - محمد محروس

وسط غفلة وصمت المسئولين، يشهد معبد «الناضورة» الأثرى بواحة الخارجة، فى محافظة الوادى الجديد، حالة من الإهمال الشديد الذى ضرب المعبد على مدار السنوات الماضية، ما أدى إلى سقوط جدرانه ونزوح كميات هائلة من الرمال عليه لتغطى أجزاء كبيرة منه، مهددة باقى الأجزاء المتبقية بالانهيار.
يعتبر معبد الناضورة، أحد المعابد المهمة التى تقع بمدينة الخارجة، خاصة أنه يقع بمدخل المدينة من الناحية الشرقية على إحدى الربوات العالية، وبنى فى العصر الرومانى أوائل القرن الميلادى وما زال به بقايا لكتابات هيروغليفية ونقوش بارزة، كما أنه سمى بالناضورة لأنه استخدام فى عصر المماليك للاستطلاع والمساعدة فى اكتشاف الطريق من مسافة كبيرة، علاوة على استخدامه سكان الواحات قديما فى العصر الرومانى كبرج مراقبة وحراسة لصد الغزوات وكدليل للقوافل التجارية التى تمر على طريق درب الأربعين.
بجوار معبد الناضورة من الناحية الغربية مباشرة يقع معبد هيبس، الذى يعتبر أكبر المعابد فى الصحراء الغربية، كما تقع أيضا منطقة مقابر البجوات الأثرية، وجبل الطير، وعدد من عيون ومجارى المياه القديمة، بالإضافة إلى أشجار النخيل والسنط، ما يؤكد أن تلك المنطقة كانت قديما منطقة تاريخية قامت بها حضارة زراعية وتجارية متكاملة فى العصر القديم.
وبالرغم من القيمة الأثرية والتاريخية لمعبد الناضورة، إلا أن ذلك لم يرحمه من الإهمال الذى طاله على مدار السنوات الماضية حتى وقتنا هذا، حيث لم يتبق منه الآن سوى الأطلال، خاصة أن أغلب جدران المعبد قد انهارت، فيما غطت الرمال الأجزاء المتبقية منه ما ينذر بكارثة كبيرة.
يقول محمد عبدالله، أحد المرشدين السياحيين بالوادى الجديد: إن معبد الناضورة يعد واحدًا من أهم المعابد الموجودة بالواحات، لكن حاله كباقى المزارات الأثرية المنتشرة بربوع المحافظة طاله الإهمال وغطته الرمال فى ظل الركود السياحى وعدم توجيه البعثات الأثرية أو فرق الترميم نحوها، خاصة أن المنطقة المشيد بها المعبد، هى منطقة تاريخية فى الأساس تشمل أكثر من مزار أثرى ما بين معابد وقصور ومقابر رومانية.
ويلفت عبدالله، إلى أنه على مدار العقود الماضية لم يتعرض معبد الناضورة للإهمال الذى نراه هذه الأيام، خاصة مع نزوح الرمال عليه وسقوط جدرانه دون تدخل من المسئولين، لافتا إلى أن الطريق المؤدى إلى المعبد تحول إلى مقلب للقمامة، وذلك بعدما قام المواطنون بإلقاء مخلفات البناء وباقى المخلفات الزراعية والقمامة وسط تجاهل من الوحدة المحلية لمركز ومدينة الخارجة.
ويشير على محمود، من أبناء الخارجة، إلى أن معبد الناضورة ليس الوحيد الذى يعانى الإهمال، حيث إن هناك معبد قصر الزيان، الذى يبعد عنه بحوالى 30 كم، وتحول هو الآخر إلى أطلال بسبب سقوط أجزاء كبيرة من جدرانه ونزوح الرمال عليه وسط صمت من القائمين على الآثار، لافتا إلى أننا أمام جريمة كبيرة تحدث فى حق المواقع الأثرية بالواحات فى ظل تجاهل الحكومة لها.
ويطالب هاشم عبدالسميع، أحد المتضررين، وزارة الآثار، بضرورة التحرك نحو محافظة الوادى الجديد، وحصر جميع المواقع الأثرية التى تحتاج إلى ترميم وإنقاذ عاجل قبل فوات الأوان، لافتا إلى أن هناك عددًا من المناطق الأثرية لا يوجد عليها حراسة ومنها ما هو بعيد فى قلب الصحراء، مشيرا إلى أن هناك أكثر من 139 موقعًا أثريًا ومزارًا سياحيًا موزعة فى ربوع الواحات وكل ما يحتاجون إليه هو الدعم لإعادة إحيائها مرة أخرى.