الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«دير الوادى» بسيناء حصن ومزار دينى للحجاج المسيحيين

«دير الوادى» بسيناء حصن ومزار دينى للحجاج المسيحيين
«دير الوادى» بسيناء حصن ومزار دينى للحجاج المسيحيين




كتب - علاء الدين ظاهر


وسط عشرات الكنوز الأثرية والمعمارية فى سيناء، يأتي «دير الوادي» ليحمل خصوصية تاريخية مهمة يكشفها لنا الدكتور عمرو محمد الشحات مدير شئون مناطق آثار وجه بحرى وسيناء، حيث قال إن الإمبراطور قنسطنطسن الأكبر (323-395م) أصبحت المسيحية فى عهده دينا معترفا به فى الدولة، وفى عصر الإمبراطور ثيودوسيوس (397-395م) أصبحت المسيحية الدين الرسمى للدولة.

ويقول الشحات: أما الإمبراطور جستنيان (518-527م) فقد بنى دير طورسيناء، وأحاطه بحصن ورتب فيه حراسا للرهبان، وعلى باب الدير حتى الآن توجد كتابة باللغة اليونانية على لوح رخامى ترجمتها «انشأ دير سيناء وكنيسة جبل المناجاة الفقير الراجى عفو مولاه الرومى المذهب يوستينيانوس تذكارا له ولزوجته تاوضرا على مرور الأزمان حتى يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين وتم بناؤه بعد ثلاثين سنة من ملكه ونصب له رئيسا اسمه ضولاس».
وأشار إلى أن دير الوادى بطور سيناء كان مركزا لاستقبال المقدّسين المسيحيين منذ القرن السادس الميلادى فى رحلتهم المقدسة إلى القدس عبر سيناء، والقادمين من أوروبا عبر ميناء الإسكندرية إلى نهر النيل ومنه بريا إلى خليج السويس حتى طور سيناء، ويقع دير الوادى بقرية الوادى 6 كم شمال مدينة طور سيناء، ويبعد 3 كم عن حمام موسى ذو المياه الكبريتية الدافئة، وقد بنى فى عهد الإمبراطور جستنيان فى القرن السادس الميلادى، وظل عامرا حتى العصر الفاطمى ثم تحول إلى مقبرة للمسيحيين من طائفة الروم الأرثوذكس القاطنين بالمنطقة، الى ان كشفت عنه حفائر منطقة آثار جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية عام 1985. وتابع: يعتبر دير الوادى هو الدير الوحيد بسيناء الذى يحتفظ بمعظم تخطيطه وعناصره المعمارية الباقية من القرن السادس الميلادى حتى الآن، ومساحته 92م طولا و53م عرضا وبه 4 كنائس ومعصرة زيتون وحجرة كبرى للطعام (مطعمة) وبئر مياه وفرن ومنطقة خدمات، كذلك به 96 حجرة تقع خلف سور الدير على طابقين، وهذه الحجرات بعضها قلايا للرهبان والأخرى حجرات للمقدّسين المسيحيين الوافدين للدير للإقامة فترة وزيارة الأماكن المقدسة بالطور قبل التوجه إلى دير سانت كاترين ثم إلى القدس.
وأوضح أن الحجاج المسيحيين قد توافدوا على سيناء من كل بقاع العالم وهم آمنون مطمئنون فى ظل التسامح الإسلامى الذى سارت عليه الحكومات الإسلامية فى العصور المختلفة، وقد وجد طريقين مشهورين للرحلة المقدسة إلى القدس عبر سيناء بطول 575كم بسيناء، وهما طريق شرقى وطريق غربى والطريق الشرقى هو للمقدسين القادمين من القدس إلى جبل سيناء، ويبدأ من القدس إلى أيلة (العقبة حاليا) إلى النقب ومنه إلى عين حضرة ثم وادى حجاج، وبه تلال من حجر رملى بها نقوش نبطية ويونانية وأرمينية حتى سفح جبل سيناء (منطقة سانت كاترين حاليا) بطول 200كم، أما الطريق الغربى فيبدأ من القدس عبر شمال سيناء وشرق خليج السويس إلى جبل سيناء مارا برافيا (رفح)، رينوكورورا (العريش)، أوستراسينى (الفلوسيات)، كاسيوم (القلس)، بيلوزيوم (الفرما)، سرابيوم (الإسماعيلية)، القلزم (السويس)، عيون موسى إلى وادى فيران ومنه إلى جبل سيناء بطول 375كم.
وتابع: ميناء الطور فى العصر المملوكى استمر دوره حتى افتتاح قناة السويس عام 1869، علاوة على دوره فى خدمة التجارة بين الشرق والغرب الذى استخدم طريقا للرحلة المقدسة للمسيحيين، وبعد أن تحول درب الحج المصرى القديم إلى مكة المكرمة عبر سيناء من الطريق البرى إلى الطريق البحرى عام 1885م أصبح ميناء الطور يستقبل الحجاج المسلمين والمقدسين المسيحيين معا والقادمين على نفس السفينة من ميناء القلزم «السويس» إلى ميناء الطور.
وكان المقدّس المسيحى يرسو بالطور ليقيم فترة بمركز المقدسين المسيحيين بدير الوادى ويزور المواقع المسيحية بالطور ومنها قلايا المتوحدين الأوائل بوادى الأعوج وعدة مناطق وجبل الناقوس وأبو صويره الذى تركوا عليه نقوشا مسيحية تذكارية ثم يتوجهوا إلى ديرسانت كاترين ومنه إلى القدس.