السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الكذب هناك أيضا!

الكذب هناك أيضا!
الكذب هناك أيضا!





ياسر صادق يكتب:
قام الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب فى تغريدة له بالكشف عن أن هيلارى كلينتون المرشحة الراسبة على منصب الرئاسة فى الانتخابات الماضية الأخيرة بأنها حصلت على أسئلة المناظرات التى تمت بينهما قبل إجراء الانتخابات بطريقة غير قانونية من رئيس اللجنة الوطنية الديمقراطية والذى قام بعمل الأسئلة.. وهو ما أكده موقع التسريبات الشهير «ويكيليكس».. ومعنى ذلك أن الكذب والخيانة والفساد تتواجد بقوة فى أكبر دول العالم حيث يعتقد البعض سواء فى مصر أو الدول العربية أن المجتمعات الغربية الأوروبية والأمريكية هم مجموعة من الملائكة الذين لا يكذبون.. وهذا عكس الحقيقة تماما والكلام هنا عن تجربة عشتها فى الولايات المتحدة الأمريكية لمدة أربع سنوات اعتبارا من يناير 2001 حيث كنت مستقرا فى بوسطن بولاية ماساتشوستس.. وكعادة أى مواطن جاء من الشرق فقد كنت مبهورا بأقوى وأكبر بلد فى العالم كما كنت أشاهدها فى أفلام هوليوود.. وهم ناجحون جدا فى التسويق لأنفسهم إعلاميا على مستوى العالم فهم يظهرون المبانى شاهقة الارتفاع فى أفلامهم.. وأعتقدت أن الولاية كلها كذلك إلا أننى وجدت هذه المبانى موجودة فى وسط البلد فقط فى حين أن المنازل فى الولاية بأكملها من الخشب وشبيهة فى شكلها بالأكواخ ولا يزيد ارتفاعها عن ثلاثة أدوار وذلك بحكم الطقس قارس البرودة.. كما أن الشوارع ليست بالصورة التى تظهر فى الأفلام.. ووجدت عندهم شحاذون.. والشعب الأمريكى ساذج على عكس النخب ولم يكن دونالد ترامب مبالغا عندما وصف النخب السياسية فى أمريكا بالفاسدة.. كما أنهم عاشقون للكذب مثلهم مثل أى دولة فى العالم فهم بشر مثلنا فهو يكلمك بشكل ويتحدث عنك من ورائك بشكل آخر.
كما أن العنصرية بين الأمريكان البيض ونظرائهم السود قائمة حتى يومنا هذا.. وهنا أذكر واقعة شاهدتها بنفسى عندما قام بعض الشباب الأمريكى الأسود بمعاكسة بنات بيضاء البشرة واللاتى تعاملن مع الشباب الأسود بنظرة من التعالى بل قمن بإبلاغ الشرطة التى جاءت على الفور وقامت بالتعامل بشكل قاس مع الأمريكان السود لدرجة أن سحلتهم على الأرض.. فما زال المواطن الأمريكى الأسود يعانى من العنصرية ويتم التعامل معه على أنه مواطن من الدرجة الثانية.. المشكلة عندنا أننا نعطيهم أهمية أكبر من حجمهم الطبيعى وعندنا عقدة الخواجة.. وطالما أن هذا الشخص أجنبى يبقى بيفهم أحسن منا وبيعرف أحسن منا.
هم يكذبون مثلما نكذب.. وينافقون مثلما ننافق.. وعندهم عنصرية ولديهم فساد ولكن لا يظهر بشكل واضح لأن اقتصادهم قوى.. وليس معنى أنهم يكذبون أن نكون مثلهم فنحن مسلمون وديننا الحنيف يرفض ذلك ولكننا نبالغ فى رسم صورة غير حقيقية عن الغرب.. مثلما كنا نبالغ فى إعطاء إسرائيل حجم أكبر مما تستحقه وأن لديها الجيش الذى لا يقهر ونصدق الأكاذيب التى كانت إسرائيل تصدرها لنا حتى جاءت حرب أكتوبر وكسرت حاجز الخوف وحطمت هذا الوهم بتخطيط من العبقرى الراحل محمد أنور السادات.
ومن ثم يجب أن نثق فى أنفسنا بشكل  أفضل من ذلك وأننا قادرون على فعل أى شىء طالما لدينا الإرادة والعزيمة والإخلاص فى العمل والنوايا الحسنة ونعطى العيش لخبازه كما يقول المثل ونعرف كيف ندير أنفسنا ونعتمد على أصحاب الكفاءة وليس الثقة.