السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فرحة «الكاتدرائية»

فرحة «الكاتدرائية»
فرحة «الكاتدرائية»




أحمد عبدالعظيم يكتب:
لا ينكر أى عاشق أو محب لبلده حجم الطاقة الإيجابية والسعادة والفخر الذى شعر به أمس الأول بمجرد دخول الرئيس عبدالفتاح السيسى الى مقر الكاتدرائية لتقديم التهنئة للاخوة الأقباط بأعياد الميلاد، ورغم أنها ليست الزيارة الأولى له لتقديم التهنئة إلا أن حجم حفاوة الاستقبال كانت غير عادية هذه المرة، فبينما كان ينتظر كارهو الوطن أن يتلقى الرئيس ترحيبا «فاترا» ظنا منهم أن ما تمر به الدولة من أزمات متعلقة بارتفاع الأسعار كفيل بذلك، ولكن ما حدث  داخل مقر الكاتدرائية كان انشودة جديدة فى ثقة الشعب برئيسه ورسالة لكل من يسعى إلى خلق نوع من «التفريغ المعنوى» للمواطن المصرى ضمن مخطط تسعى لها جماعات الشر لهدم الدولة بأكملها.
الرئيس السيسى لم يفوت الفرصة خلال وجوده فى الكاتدرائية ليواصل تقديم عدد من الرسائل الهامة، والتى جاءت هذه المرة لتكون مرتبطة بعنى المعايشة والسلام وبناء المواطن بشكل أساسى.. وكانت أبرز تلك الرسائل:
1- تأكيد قوة وصلابة نسيج الشعب المصرى أمام العالم كله لتكون رسالة هامة لكل من يحاول العبث فى منطقة «الفتنة الطائفية» وهى المنطقة التى سعت وتسعى إليها كل طامع أو طامح فى كسر مصر.. وقصد السيسى تأكيد هذا الأمر خاصة أن الفترة الأخيرة شهدت بعض الوقائع الجنائية التى أراد البعض تحويلها إلى طائفية وكان اخرها حادث استهداف الكنيسة البطرسية.. ليقول الرئيس موجها كلامه للإخوة الأقباط: «لازم تكونوا متأكدين من كده، إحنا واحد وبنحبكم».
2- السيسى هذه المرة كان يتحدث بثقة وصدق لم ينكره أحد حتى من تطحنهم ظروف الحياة عندما  قال: «مصر هتبقى حاجة عظيمة أوى، حجتى فى كده إن البلد دى واحنا بنتعامل بأمانة وشرف واخلاص ومحبة وسلام وغير كده لينا ولغيرنا، مش بس برة مصر والمنطقة بل العالم كله».. وعن نفسى وبحكم معرفتى بوعود من تربى فى المؤسسة العسكرية.. أثق أن السيسى لا يريد سوى الخير لهذه الدولة وان الاجراءات التى يتخذها حاليا ليست إلا «دواء مراً» لدولة كانت على وشك الانهيار التام.
3- «أنا هنا فى بيت من بيوت الله بقوله يارب احفظ مصر، يا رب أمّن مصر، يا رب الاستقرار والسلام لبلدنا واغننا بفضلك عمن سواك»..تلك هى الرسالة الأهم التى أراد منها الرئيس تأكيد ضرورة بناء الانسان المصرى على مبادئ الحب والبعد عن دعاة التطرف..ورسالة أيضا للقائمين على تعليم الأديان بأهمية نشر لغة التسامح بدلا من تكريس العدائيات بين أصحاب الديانات السماوية.. وهو ما فعله أيضا عندما أعلن عن بناء أكبر مسجد وكنيسة بالعاصمة الإدارية الجديدة ومبادرته بالتبرع لتنفيذ الجامع والكنيسة.. لتكون الرسالة للعالم كله وليس للمصريين فقط.
فى النهاية يكفى الرسالة الاهم التى جاءت من الزيارة وهى رسم ابتسامة وفرحة على وجوه هذا الشعب الذى فى أمس الحاجة لأى مصدر للطاقة الإيجابية.