الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

2 «روز اليوسف» تنشر تقرير حماية المشاهدين عن حالة الإعلام 2016

2 «روز اليوسف» تنشر تقرير حماية المشاهدين عن حالة الإعلام 2016
2 «روز اليوسف» تنشر تقرير حماية المشاهدين عن حالة الإعلام 2016




تقرير- محمد خضير

تواصل صحيفة روز اليوسف نشر تفاصيل التقرير الذى صدر عن جمعية حماية المشاهدين والمستمعين والقراء والمشهرة برقم 8773 لسنة 2012 برئاسة الدكتور حسن على محمد أستاذ ورئيس قسم الإعلام بجامعة المنيا وعميد الإعلام بجامعة قناة السويس، عن حالة الاعلام المصرى عام 2016 ، و ننشر جزءًا آخر منه فيمايلى:
تناول التقرير عن حالة الاندماجات بين الفضائيات من جهة والصحف والمواقع الإخبارية من جهة أخرى، حيث شهد العام المنصرم حالات اندماج لبعض الفضائيات الخاصة برجال الأعمال تحت لواء وراية واحدة فمثلWا: حالة اندماج شبكة تلفزيون النهار وسى بى سى.. واندمجت القناتان فى كيان واحد بعد مفاوضات، ليصبحا منصة إعلامية واحدة، تتبع رجلى الأعمال، «محمد الأمين»، «علاء الكحكى»، وحالة اندماج جريدة اليوم السابع، دوت مصر، شبكة أون تى فى..

وأشار التقرير إلى أنه استطاع رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة، الحصول على ملكيتهم،  إلى جانب استحواذه على نسبة 51% من مجموعة «برزنتيشن» للتسويق والاعلام الرياضى، التى استحوذت هى الأخرى على قناة الأهلى الفضائية. وتشير الانباء إلى سعى أبو هشيمة، لدمج «اليوم السابع»، و«دوت مصر»، و«أون تى فى»، تحت منصة إعلامية واحدة.
كما تناول التقرير حالة اندماج وكالة أونا، يلاكورة، مصراوى، مزيكا ..وحرص رجل الأعمال نجيب ساويرس على دمج هذه المؤسسات الإعلامية لتكون أكثر قوة وتأثيرا فى مساندة الحكومة باعتبار ساويرس من داعمى السيسى .
والجمعية ترى فى هذه الاندماجات بداية الطريق إلى الاحتكار الحقيقى للإعلام الخاص، وأنها تخالف قوانين حماية المنافسة ومنع الاحتكار وأن هذه الاندماجات ما هى إلا صدى لصوت رأسمالية متوحشة تضرب الاعلام المصرى ، وستكون هذه القنوات والمؤسسات وسيلة رجال الأعمال لتمرير ما يتراءى لهم من سياسات وقوانين.
كما عرض التقرير ظهور كيان اعلامى ضخم مع نهايات 2016  ،حيث تترقب الساحة الإعلامية فى مصر انطلاقة مجموعة DMC التى تردّد أن استثماراتها تقترب من المليار جنيه وفقاً لتصريحات مسئولى الشبكة. وكى تظهر القنوات بالشكل المطلوب تعاقدت مع مجموعة مميزة من الإعلاميين.
ورصد التقرير تنقلات بين الاعلاميين فى القنوات الخاصة، حيث شهدت الساحة الإعلامية المصرية مجموعة كبيرة من تنقلات مذيعى التوك شو فمثلا .. ، كانت انتقل عمرو أديب من عالم القنوات المشفرة التى عرفه الجمهور من خلالها فى برنامجه «القاهرة اليوم» بعد مسيرة استمرت نحو 20 عاماً واستقر على قناة ON E  لرجل الأعمال أحمد أبو هشيمة بعدما اشتراها من رجل الأعمال نجيب ساويرس. فى حين غادر يسرى فودة إلى خارج الديار مقدما لبرنامج «السلطة الخامسة» على قناة «دويتش فيلله» الألمانية الناطقة باللغة العربية، ذلك بعد توقف برنامجه «آخر كلام» الذى كان يذاع على فضائية «أون تى فى» منذ عامين.
كما شهد العام الجارى توقف برنامج عمرو الليثى «بوضوح» على قناة الحياة  بعد تقريره الشهير عن سائق «التوك توك» الذى أثار حالة من الجدل فى الشارع المصرى، فأصدرت القناة بياناً يفيد بأن الإعلامى فى إجازة. وهو المصير نفسه الذى واجه زميله إبراهيم عيسى، إذ أعيد بث حلقات قديمة من برنامجه من دون إصدار أية بيانات توضح ما إذا كان سيتوقف بعد هجوم لاحقه من مجلس الشعب المصري.
ونذكر بتقرير الجمعية فى رمضان الماضى من العام 2016 حيث اهتم فريق الرصد لأول مرة هذا العام بمتابعة الإذاعات المصرية التى قدمت ابداعا حقيقيا وجذبت المستمع المصرى وقد كان لإذاعات( الإف إم) دور مؤثر فى استعادة المستمع من براثن غول الفضائيات ولهذا افرد تقرير المراصد مساحة كبيرة للاذاعات المصرية التى جرى بينها تنافس شريف محترم .
بعكس فضائيات رجال الأعمال التى أصبحت هى المتحكم فى الساحة الإعلامية المصرية، بل الصانعة  للذوق المصرى من خلال ما تبثه ليل نهار عبر شاشات شبكاتها، وفى سبيل الحصول على اكبر نسبة من اعلانات موسم رمضان تم التساهل فى قواعد التعامل مع الإعلانات ، بل تم غض الطرف عن كثير من التجاوزات الأخلاقية والمهنية فوجدنا معظم الإعلانات خلال شهر رمضان لم تراع المعايير الأخلاقية، ولم يكن هناك حرص على مراعاة الذوق العام  لدرجة أن بعض الإعلانات تضمنت إيحاءات جنسية واستغلال للأطفال والمرأة بما يخالف الضوابط الإعلانية المعمول بها عالميًا.
إن المحتوى الإعلانى والدرامى المقدم فى رمضان فى حاجة ماسة إلى إعادة النظرفمثلا كانت مستفزة حرب الشركات بين «دايس» التى تعمدت الهجوم على المنافس، وتسىء للمرضى النفسيين.. و”قطونيل” التى تلجأت للتحرش كـ«إفيه»..
ولعل السلبيات السابق ذكرها يرجع إلى حالة السيولة غير المسبوقة التى شهدتها الساحة الإعلامية المصرية  قبيل رمضان بين البيع والشراء والاندماج، البداية كانت بصفقة شراء رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة قناة «أون تى فى» من رجال الأعمال نجيب ساويرس.
ثم وجدنا اعلانا فى 24 مايو 2016 عن اندماج شبكة قنوات «النهار» فى كيان اقتصادى واحد مع شبكة قنوات «سى بى سى»، حيث أبرمت الصفقة بين محمد الأمين رئيس شبكة قنوات »سى بى سى»، وعلاء الكحكى رئيس شبكة قنوات «النهار»، ولعل سعى القناتين للاندماج ربما يعود الى تراجع تأثير الإعلام المصرى مقارنة بقنوات أخرى أكثر تأثيرا مثل «الجزيرة» القطرية  و«إم بى سى» السعودية إلى جانب بعض الاسباب المادية مثل مواجهة انكماش سوق الاعلانات .
ولهذا وجدنا هذا العام يحتوى على قليل من الإبداع وكثير من الفهلوة خذ مثالًا، هل نسمى مسلسل الأسطورة دراما اجتماعية أم دروسا مجانية فى احتقار القانون وتأكيد البلطجة قانونا بديلاً؟ بماذا نسمى تلك الحالة الاعلانية الرمضانية،  نصف الإعلانات طلب تبرعات بصور تقطع نياط القلوب وتستدر عطف أبى لهب والنصف الآخر إعلانات فيلات ثلاثية الحدائق والطوابق وسيارات فاخرة وكمبوندات ساحرة، ألا يعرف هؤلاء المعلنون شيئا عن الامن القومى المصرى؟ هل يعرفون طريقًا أسرع من هذا لاثارة السخط الشعبى العام سيشعل حريقا جديدا فى مصر!!
غاب الإبداع وغابت القدرة على الإبهار ، وحضرت الفهلوة .. وناقوس الخطر يدق لمن يهمه الأمر .. الابداع فى مصر بعافية .. والعواقب وخيمة.
وعلى صعيد الإنتاج الدرامى ، عرض التقرير ما شهده شهر رمضان منافسة شرسة بين قرابة 34 مسلسلًا لم تزد الأفكار الجيدة منها على 5 مسلسلات والبقية مكررة ومعادة وكأن معين الإبداع قد نضب، ومن المفارقات التى يحملها الموسم الدرامى فى رمضان 2016، تساوى عدد المسلسلات المُنتجة فى مصر وسوريا، ما يشكل تراجعاً كبيراً للدراما المصرية فى العدد، وعودة قويةً للدراما السورية المتعثرة منذ سنوات بسبب الحرب الأهلية.
خلاف السنوات القليلة الماضية، لم تزد الأعمال الدرامية المصرية التى انتهى تجهيزها للعرض فى الشهر الفضيل، أو التى لا يزال يجرى تصويرها، عن الـ 30 عملا ًأتسمت بضعف الابداع وغياب الإبهار بسبب (الصربعة ) وكأن رمضان جاء بغتة وتلك عادة مصرية لمعظم وسائل الإعلام وصناع الإنتاج التليفزيونى.
وقد ركزت مجموعة مرصد الدراما ملاحظاتها فى: استنساخ أعمال سبق تقديمها من قبل، مثلا مسلسل «الكيف»، و«ليالى الحلمية»، وهو دليل على نضوب الابتكار وضعف الإبداع الفنى.
■ مشاهد العنف والبلطجة كان مبالغاً فيها، فضلاً عن وجود حالة من «العك» الشديد فى الأفكار البرامجية.
■  نلاحظ غياب شىء مهم عن الأعمال الدرامية رمضان هذا العام، وهى خلوها من المسلسلات التاريخية والدينية، ولا أدرى كيف غابت رغم أنها تتزامن مع شهر محمل بالروحانيات اللهم إلا مسلسل تاريخى غير مصرى يذاع على قناة ten هو سمرقند، فى حين تم تنفيذ بعض الأعمال التاريخية والدينية للأطفال بتقنية 3D هى حبيب الله عن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، والأزهر عن مؤسسة دينية عريقة هى الأزهر الشريف بمشاركة كبار الفنانين، الأمر الذى يمثل إيجابية وسط سلبيات كثيرة ولعل سبب غياب الاعمال التاريخية والدينية والوطنية  يرجع لتوقف التليفزيون المصرى عن الإنتاج كما أن الأعمال الدرامية فى مجملها استهلاكية، ولا تعتمد على فن أو إبداع حقيقى بقدر ما هو استهلاكى.
وتتناول التقرير  أيضًا الأمراض النفسية فى أكثر من عمل درامى يعد نقطة تحسب لتلك الأعمال حيث إنها تعرف المشاهدين على طبيعة الأمراض النفسية وتشجع الجمهور على تقبل فكرة التعايش مع المرضى النفسيين والالتجاء إلى المتخصصين لتلقى العلاج النفسى دون خجل ودون التفكير فى تقبل المجتمع لذلك
أما الإعلان التليفزيونى فى عام 2016  فقد الكثير من الإبداع والمتعة التى كان يتصف بها، ودخل فى حيز السخافة وإستغلال للمرأة، والطفل بل وصل إلى استغلال المرض حتى يتم الحصول على تبرعات، هذا غير الألفاظ الخارجة وما لا يليق بالذوق العام، وإظهار الفجوة بين عالم الأثرياء وعالم الفقراء وتشويه صورة المجتمع ،فأصبحت الإعلانات تبتز المشاهدين عاطفيًا ونفسيًا.
وأكد التقرير أن  عام 2016  قد شهد إعلانات مستفزة تخاطب أصحاب الملايين والمليارت بالفيلات والكمبوندات والفيلات الثلاثيات الحدائق ، كما شهد إعلانات تبرعات تلح فى الطلب والرجاء كأنها تخاطب قلب أبى لهب.
كما شهدت إعلانات العام الماضى  خروجًا عن القواعد المهنية والأخلاقية وتجاوزات لم نشاهد لها مثيلًا من قبل فقد حان الوقت لوضع ضوابط خاصة بالإعلانات ولا ننتظر أكثر من ذلك، فوجود تشريعات وقوانين إعلامية تحمى المجتمع والمشاهد من أى ضرر يتلقاه عبر الشاشة أو عبر وسيلة اعلامية ضرورة ملحة للحفاظ على المجتمع خصوصاً فى الظروف التى نعيشها حالياً ، وعلى وسائل الاعلام والقائمين على الفضائيات التفكير فى مضمون الاعلان قبل اذاعته بغض النظر عن المكسب المادى .
كما رصد التقرير الاعلانات التى ارتكبت جريمة بحق تراثنا  الغنائى اعلان فودافون فى رمضان الماضى الذى استخدم اغنية الليلة الكبيرة تيمة له حيث تم تحويلها لاعلان مسخ رغم انفاق مالى باهظ قدرته بعض الصحف بـ 60 مليون جنيه  لو كانت انفقت لاخراج الغارمين من السجون كدعاية للشركة لكان أفضل خاصة لو علمنا ان المبلغ المطلوب لإخراج الغارمين هو 7 ملايين جنيه فقط وهو جزء من ميزانية إعلان واحد.
وإعلان آخر لشركة قطونيل عن «ملابس داخلية» استخدم أغنية للفنان عبد الحليم حافظ وهو أمر غير لائق لقاماتنا الفنية التى نفخر بها ومع هذا فقد كان إعلان التبرع لمستشفى  د.مجدى يعقوب نقطة مضيئة وحاز رضى الكثير من المشاهدين والنقاد رغم محاولات تشويه تعرض لها.
وقد أجمع الراصدون للإعلانات بالجمعية على :
وأشار التقرير إلى أن الإعلان فقد الكثير من الإبداع والمتعة التى كان يتصف بها ،ودخل فى حيز السخافة واستغلال للمرأة، والطفل بل وصل إلى استغلال المرض حتى يتم الحصول على تبرعات، هذا غير الألفاظ الخارجة وما لا يليق بالذوق العام ،وإظهار الفجوة بين عالم الأثرياء وعالم الفقراء وتشويه صورة المجتمع ،فأصبحت الإعلانات تقوم بالابتذاذ العاطفى والنفسى.
كما عرض تقرير الإعلانات الأجنبية تعتمد على الإبهار والتشويق وبدون أى ألفاظ خارجة أو إيماءات ولكننا هنا نعتمد على الطرق السهلة والتى تضر بأخلاق المجتمع و تحمل معانى الابتذال والإسفاف والإيحاءات الجنسية وتعبر عن مدى تدهور الوضع وانتشار الفوضى بالإعلام وانعدام القيم الأخلاقية بالمجتمع.
ستظل تلك التجاوزات الإعلانية مادامت قوانين الإعلام المنظمة والملزمة غائبة إلى جانب عدم الالتزام بأخلاقيات لغة الإعلان .
ان هذه الاعلانات تضمن إيحاءات جنسية مفهومة من سياق الكلام باستخدام “لفظ”، بالإضافة إلى استخدام الأطفال بالمخالفة للمواصفة القياسية للإعلان .
كما رصد التقرير الإعلانات ذات الأفكار المسروقة ونبدأ بالإعلان الذى أبهر الكثير، إن لم يكن أدمعهم بالفعل، وهو إعلان مؤسسة الدكتور مجدى يعقوب، طبيب الجراحة الشهير، الذى ظهر فى شكل أغنية بعنوان «ارسم قلب»لكن يبدو أن الدكتور لم يكن على علم بخصوص ظهوره فى إعلان فكرته مقتبسة من فيديو آخر لأغنية أنتجتها «BBC Music» قبل عام وتحمل عنوان «God Only Knows».وتتضمن الأغنية الأصلية نفس المشاهد ونفس طريقة الإخراج تقريباً، لكن المختلف هم النجوم الظاهرون فى الإعلان المقتبس بالإضافة إلى الموسيقى.
■ إعلان «الدوندو» المقتبس من إعلان شركة E-trade الأمريكية المتخصصة فى الخدمات المالية، الذى يظهر فيه مجموعة من الأطفال يتكلمون مع بعضهم بعضاً.
. وبمتابعة الإعلانات الفضائية  أمكن رصد 3 سقطات كبيرة هى :
الأولى: سرقة الأفكار، فغالبية الاعلانات مسروقة كما هى من الخارج ، وهو شىء سيئ وسلبى موجود منذ أعوام وتستخدمه العديد من الشركات كنوع من الاستسهال دون مراعاة لحقوق الملكية الفكرية ودون إعطاء فرصة للابتكار.
الثانية: الاعلانات الخارجة عن الآداب، وتستخدم إيحاءات جنسية، بل استخدام أطفال بما يخالف القانون الذى يمنع استغلال الأطفال.
الثالثة:  استغلال الاطفال والمرضى من اجل استدرار عطف المشاهد، ، وحتى الاعلانات التى تحتوى على نجوم وفنانين لم يحسن المعلن استخدامهم بشكل جيد وكان همه هو وجودهم فقط.
دون الخروج بهم بشكل مميز ، ناهيك عن اعلانات تسخر من تراثنا الفنى وتستخدمه فى دعايا لملابس داخلية بشكل ‎لايليق أبداً، وفى الحقيقة فإن الانحدار فى صناعة الإعلان سيستمر كلما غابت البيئة التشريعية عن قطاع الإعلام وصناعة الاعلان .
ولا توجد حتى الآن جهات رسمية تعاقب المخالفين أو الخارجين عن الآداب والقانون فى الإعلان ، ولاتوجد جهة رسمية تنظم صناعة الإعلان ولا قوانين خاصة بها ، والجمعية طرحت منذ عام مشروع قانون مقترح لتنظيم صناعة الإعلان وتضعه تحت تصرف من يهمه الأمر مساهمةً منها فى وقف الانهيار خاصة الأخلاقى فى صناعة الإعلان.