الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

حكاية الاحتفال بميلاد السيد المسيح فى الموروث القبطى

حكاية الاحتفال بميلاد السيد المسيح فى الموروث القبطى
حكاية الاحتفال بميلاد السيد المسيح فى الموروث القبطى




كتب - علاء الدين ظاهر

 

كشف أحمد عبد الحميد النمر المشرف عن توثيق الآثار القبطية عن أن المورث القبطى يعد من أهم المورثات الشعبية الباقية لنا،والتى تحكى قصصًا وروايات لها مدلول عقائدى واجتماعى يخص المسيحيين بمصر عن سائر المسحيين بالعالم.
 وأشار لروز اليوسف إلى أنه من أهم المورثات القبطية التى نجدها مستمرة فى حياتنا هى تلك الاحتفالات والأعياد القبطية التى بدأت منذ فجر المسيحية ومازالت مستمرة على الآن، حيث يحتفل الأقباط بعديد من الأعياد والاحتفالات التى تصل إلى أربعة عشر عيدا،منها ما يسمى بالأعياد الكبرى وهى تشتمل على عيد البشارة ( 29 برمهات – 7 أبريل) وعيد الميلاد ( 29 كيهيك – 7 يناير) وعيد الغاطس (8 طوبة 20 يناير)  وعيد الزيتونة « عيد الشعانين» وعيد القيامة  ( 21 مارس – 25 برمهات)، كذلك عيد الصعود و عيد العنصرة.
 أما الأعياد الصغرى عن الأقباط فهى سبعة أعياد تتضمن عيد الختان « 6 طوبة – 14 يناير»  وعيد دخول السيد المسيح إلى الهيكل ( 8 أمشير – 15 فبراير) عيد دخول السيد المسيح إلى أرض مصر ( 24 بشنس – 1 يونيه) عيد عرس قانا الجليل ( 13 طوبة – 22 يناير)، كذلك عيد التجلى ( 13 مسرى – 19 أغسطس) و خميس العهد وأحد توما.
 وتابع قائلًا: هذا  وتحتفل الكنيسة القبطية بذكرى ميلاد عيسى المسيح عليه السلام والذى يوافق التاسع والعشرين من شهر كيهيك  والسابع من شهر يناير،حيث ولد السيد المسيح عليه السلام فى بيت لحم بفلسطين عندما كانت أمه مريم بصحبة خطيبها يوسف النجار،الذى أنزلها فى إحدى الحظائر فى مدينة بيت لحم حيث وضعت طفلها هناك وقمته فى مزود، وقد حدث ذلك  فى أثناء حكم أكتافيوس أغسطس قيصر روما، وكانت روما هى القوة العظمى  وكان هيرودس ملكا على اليهود فى ذلك الزمان.
 وقال: وتجدر الإشارة هنا إلى أن ميلاد السيد المسيح نقله الفنان القبطى من المصادر الدينية لنجده مصورا على كثير من التحف والآثار القبطية بشتى فروعها لنجد موضوع الميلاد مصورا على قطعة من نسيج الكتان من أخميم بسوهاج محفوظة بمتحف فيكتوريا وألبرت بلندن ويظهر فيها السيد المسيح الطفل  فى مذود حوله ثورا ويظهر فيها الملاك فى حضرة العذراء،وهناك أيضا قطعة من الخشب توجد بكنيسة أبس سرجة بمصر القديمة يظهر فيها المسيح فى مزود وترقد بجواره السيدة العذراء ويوسف النجار جالس على الأرض وفى الطرف السفلى يوجد المجوس.
 أما عن مظاهر احتفال الأقباط بميلاد السيد المسيح فقد رصدت لنا المصادر التاريخية تلك المظاهر، حيث كان الأقباط يحتفلون به من خلال تزيين الكنائس والبيوت بالزينة والإنارة وكثرة الوقود بها وكان المسيحيون فى هذا العيد يلعبون بالنار، كذلك رصد لنا المؤرخ  تقى الدين المقريزى فى خططه مظاهر الاحتفال بهذا العيد فبقول « يتميز يوم الاحتفال بهذا العيد بكثرة بيع الشموع الملونة، والتماثيل البديعة الشكل، حتى بلغ الامر بالناس أنهم كانوا يتنافسون فى المغالاة بأثمانها.
 وأضاف: بدخول الإسلام مصر لم تقف عادات الأقباط فى الاحتفال حيث تأكد المصادر التاريخية أن القبط احتفلوا بميلاد السيد المسيح بعد الفتح العربى دون تدخل من عمرو بن العاص وحكومته، وتشير الرواية القبطية أن البطرك بنيامين وجميع الكهنة اجتمعوا فى كنيسة السيدة العذراء مريم للاحتفال بهذا العيد، والأمر لم يقف عند ذلك فقد ذكر لنا أبو صالح الارمنى أنه كان من عادة أهل مصر من القبط والمسلمين أن يوقد الشموع والمصابيح والاحتطاب على نطاق واسع، وكل الأمور السابقة تؤكد لنا مدى الوئام بين الأقباط والمسلمين فى نسيج واحد مترابط تؤكده لنا كافة المصادر التاريخية والأثرية.