الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«قلندول» تئن من الإهمال بـ«المنيا»

«قلندول» تئن من الإهمال بـ«المنيا»
«قلندول» تئن من الإهمال بـ«المنيا»




المنيا ـ علا الحينى

شبح المرض يطاردهم.. وتتجدد أحلامهم كل عام بتصريحات مسئولى مياه الشرب بنقلهم على محطة مياه مرشحة كبيرة تنقذهم من الأمراض والمياه الملوثة غير الصالحة التى لا يجدون سواها لشربها، فضلا عن أن محاولتهم اليومية لم تنجح فى تنظيفها بالفلاتر المؤقتة الموجودة بالمنازل.
إنها «قلندول».. تلك القرية الأم بمجلس قروى قلندول، الذى يصل تعداد سكانها ما يقرب من 26 ألف نسمة، لكن حال القرية الأم مثل حال توابعها ومعاناتهم مع مياه الشرب غير الصالحة للاستخدام، حيث الأمراض تنهش أجسادهم الهزلية.
فالقرية تعانى من مشكلة تلوث المياه، حيث إن مياهها ذات لون ورائحة غريبة، ما دفع بعض المواطنين لاتباع بعض الطرق لتنقية المياه سواء عن طريق وضعها فى أوانى فخارية لفترة ثم استخدامها، أو عن طريق استخدام الفلاتر التى لم يستطع الجميع شراءها لارتفاع ثمنها، ومع ذلك لم تنجح تلك المحاولات فى تنقيتها وتسبب ذلك فى إصابة عدد ليس بقليل من سكان تلك القرى بمرض الفشل الكلوى.
تقع القرية على الضفة الشرقية لترعة الإبراهمية ورغم قربها من نهر النيل إلا أنها لا تزال تشرب من الآبار الارتوازية وتتسبب ضعف المحولات وضغط الكهرباء فى ضعف كميات المياه التى يتم ضخها، علاوة على تلوثها بسبب المواسير القديمة التى تمر بها، حيث «عفا عليها الزمن».
يقول مصطفى على محمود، رجل أعمال، وأحد سكان القرية: إن المياه مليئة بالشوائب ورائحتها كريهة ولم تنجح محاولاتنا باستخدام الفلاتر فى تنقيتها، فالفلتر المنزلى يحتاج يوميا تغيير شمعة من الشمعات بسبب انسداد جميع فتحاتها من الشوائب، وفى النهاية لا ينقى المياه، ناهيك أن حالة سكان أهل القرية لا يقدرون على شراء المياه المعدنية لتلبية احتياجاتهم من مياه الشرب.
ويضيف: طالبنا بتركيب محولات جديدة للمحطة لزيادة جهد الكهرباء وتشغيل المواتير بكامل طاقتها، لأن المحطة منذ إنشائها من 40 عاما لم تخضع مواسيرها للإحلال أو التجديد، الأمر الذى ساهم فى زيادة التلوث وعدم قدرة المحطة على تشغيلها بكامل طاقتها.
ويلفت محمود عبدالسميع، أحد المضارين، إلى أن مواعيد غسيل الصهاريج الخاصة بالمحطة وهمية، فالمحطة يوجد لها 6 محابس عمومية ولا يتم غسلها أو خضوعها للتطهير الدورى، ورغم ذلك المحطة تخدم القرية و12 قرية وعزبة ونجعا تابعة، منها: قرية المحرص التى تعانى من أزمة طاحنة.
ويستنكر عبدالسميع، عدم إيفاء المسئولين بوعودهم، خاصة أنهم حصلوا على وعود عديدة بأن يتم تغذية القرية وتوابعها من المرحلة الثانية من محطة مياه المعصرة، ولم يحدث شىء حتى الآن، الأمر الذى يؤكد أن شركة مياه الشرب والصرف الصحى اعتادت على المسكنات والوعود الكاذبة فقط، بغض النظر عن معاناة الأهالى فى الحصول على كوب مياه نظيف.
مشكلة أخرى يطرحها مشهور علي، من أبناء القرية، تخص القطاع الصحى والمتمثل فى وحدة قلندول لطب الأسرة، حيث إن الوحدة تعانى الإهمال وعدم التطوير والنقص الحاد فى الأدوية والأطباء، فضلا عن عدم وجود أجهزة طبية تشخيصية تساعد فى تشخيص الأمراض، خاصة أنها تخدم نحو 7 قرى تابعة لمجلس قروى قلندول.
ويطالب إمام طه، موظف وأحد المتضررين، بإنشاء مدرسة ثانوية لخدمة الطلاب بالقرية لمن يرغب فى الالتحاق بالثانوى العام، مشيرا إلى أن هناك أراضى أملاك دولة موجودة بالقرية، وسبق أن اقترحوا إنشاء المدرسة بالجهود الذاتية، لكن تظل التعقيدات والتفاصيل الكثيرة عائقا أمامهم فى إنشاء المدرسة، مطالبا بإصدار قرار بتخصيص أرض من الأراضى الموجودة والمملوكة للدولة لإنشاء المدرسة الثانوية.
أما مينا عادل، أعمال حرة، فيتطرق إلى مشكلة أخرى وهى عدم تطوير مكتب البريد، رغم مطالبهم مرارا وتكرارا بتطويره لمكتب نموذجى لخدمة المجلس القروي، فى الوقت الذى تم فيه تطوير أغلب مكاتب البريد الموجودة بالمركز وجميع مراكز المحافظة، إلا أنه لم يهتم أحد من المسئولين بتطويره.. ويشير عادل إلى أن المكتب فى شكله الحالى آيل للسقوط ولا يوجد به مكان يصلح لانتظار كبار السن من أصحاب المعاشات والمترددين على المكتب للاستفادة من الخدمات المقدمة، ففى فترة صرف المعاشات يفترش السيدات وكبار السن الأرض خارج المكتب انتظارا لدورهم فى الشباك.