الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«روز اليوسف» تنشر تقرير جمعية حماية المشاهدين عن حالة الإعلام عام 2016

«روز اليوسف» تنشر تقرير جمعية حماية المشاهدين عن حالة الإعلام عام 2016
«روز اليوسف» تنشر تقرير جمعية حماية المشاهدين عن حالة الإعلام عام 2016




تقرير- محمد خضير

تنشر صحيفة «روز اليوسف» تفاصيل التقرير الذى صدر عن جمعية حماية المشاهدين والمستمعين والقراء والمشهرة برقم 8773 لسنة 2012 برئاسة الدكتور حسن على محمد أستاذ ورئيس قسم الإعلام بجامعة المنيا وعميد الإعلام بجامعة قناة السويس، عن حالة الإعلام المصرى عام 2016 ، وننشر الجزء الأخير من التقرير فيمايلى:

تناول التقرير حالة اتحاد الإذاعة والتليفزيون ،حيث استمر الاتحاد فى نزيف الخسائر وتدهور مدخولات  الاعلان ، وهجرة المتميزين ، وان حاولت صفاء حجازى باستماتة انتشال المؤسسة من حالة الضعف والترهل ، كما شهد العام 2016 خططا من جهات مختلفة لهيكلة المؤسسة والارتقاء بها و تنتاب العاملين به، حالة من الترقب بعد صدور القانون المؤسس للهيئات الثلاث وما يأتى به العام المقبل، بعد تحوله لهيئة وتحول قطاعاته إلى شركات مساهمة للتقليل من نفقاته وخسائره وتبقى المديونية لبنك الاستثمار القومى الهم الأكبر الذى يواجه صناع ماسبيرو أيًا كان اسمه هيئة أو اتحادًا.
وذكر التقرير أن أداء الإذاعة المصرية شهد طفرة ونموا وخاصة فى اذاعات الـ«fm» وشركة راديو النيل ، كما اجتازت إذاعة «صوت العرب» محنة الاقتتال العربى فى سوريا واليمن وليبيا ولم تنحز لطرف ضد طرف ،وكان أداء الشبكة عاقلا لم يدخل فى مهاترات ولم يتعارض مع الاتجاه القومى للمحطة وبرزت أسماء ذات أداء مهنى رفيع المستوى منهم الدكتورة لمياء محمود رئيس الشبكة والاذاعى محمد عبد العزيز وحققت الاذاعة نجاحا فى المهرجانات العربية.
وأكد التقرير أن بصمات  الإذاعى حسن سليمان ظهرت فى تطوير خريطة برامج إذاعة «القران الكريم»، وبدأ تغييرًا محسوسًا ومحسوبًا دون أن يغير من ثوابت المحطة الاولى فى الاستماع عربيًا ومصريًا.
كما أكد التقرير أن الإذاعة فى عام 2016  كانت أكثر حيوية ونشاطًا وإبداعًا حيث قدمت دراما نظيفة وبرامج ممتعة اتسمت بإثارة البهجة والامتاع وقد بذلت جهودا كبيرة جعلت المستمع يعود الى الراديو من جديد وقد منحت إذاعات «fm» قبلة الحياة للرديو المصرى بما فيها من ايقاع سريع وحيوية الى جانب منافسة محترمة بين الشبكات الكبرى مثل البرنامج العام وصوت العرب والشرق الاوسط بينما كانت اذاعة القرآن الكريم لها مذاق خاص لطبيعة عملها واهتمامها باستعادة عمالقة التلاوة وتقديم تسجيلات نادرة لعبد الصمد والمنشاوى والحصرى وغيرهم وكان الرابح الاول هو المستمع المصرى.
وذكر التقرير أنه من الملاحظ من واقع ردود فعل المستمعين على السوشيال ميديا ومؤشرات  المتابعة ورؤى النقاد أن الإذاعات الخاصة سحبت البساط من الإذاعات الحكومية  ربما لقالبها السريع وأفكارها الجديدة وغلبة الطابع الكوميدى والاسلوب الرشيق الذى يفتقده المستمع على أغلب المحطات الرسمية وللأسف مساحة البرامج الدينية على الإذاعات الخاصة أكبر ومادتها أعمق مقارنة بنظيرتها الحكومية فى المحطات البرامج التى  تمت متابعتها.
وركز كشف التقرير افتقاد المسلسلات الدينية على الإذاعات الخاصة والرسمية وان كانت الأغانى والبرامج الدينية متوفرة وتذاع كثيرًا خاصة القديمة، وبوجه عام الإذاعة تجذب الجماهير خلال رمضان من الشاشة لأنها أكثر التزامًا بالمهنية وأكثر وقارًا ونسبة التجاوزات حتى فى الإذاعات الخاصة أقل نسبيًا من التليفزيون الفضائيات ونسبة الاعلانات أقل. وقد خلت الدراما الاذاعية من اللغة السوقية والألفاظ البذيئة واتسمت معظم الأفكار الدرامية بالجدية ومعالجة مشكلات المجتمع.
كما رصد التقرير أبرز القضايا التى أضر فيها الاعلام المصرى المجتمع: منها قضايا اقتصادية ومالية مثل: المبالغة فى متابعة أخبار سعر الدولار وتعويم الجنيه والاسهام فى تحويل الدولار الى سلعة للمتاجرة بها  حيث استفاد بعض الإعلاميين الذين تسربت إليهم أخبار التعويم مبكرًا وحققوا مكاسب طائلة، والمبالغة فى تناول أخبار أسعار السلع الغذائية وتحديدا السكر مما خلق لدى المواطن حالة من الشك فادى إلى التهافت على شراء السلع الغذائية بكثافة ادت إلى زيادة الطلب وارتفاع الأسعار.
كما رصد المبالغة فى تناول مشاكل الزراعة والرى بمياه الصرف مما أدى الى الاساءة الى رفض كثير من الدول لحاصلات زراعية وفواكه مصرية كانت تصدر اليهم، بالإضافة إلى نشر بعض أخبار الارهاب حول القناة أضر بهيئة قناة السويس وتحفظ بعض الشركات الملاحية والمبالغة فى التأمين ضد الاخطار نتيجة جهل كثير من الاعلاميين بمقتضيات الأمن القومى.
كما رصد قضايا سياسية :حيث التناول الاعلامى للتمرد العسكرى التركى فاقم من الخلافات المصرية التركية، وكذلك التناول الاعلامى للعلاقت المصرية السعودية وما جرى من مهاترات فاقمت الخلافات، والتناول غير الحذر لقضية تيران وصنافير وتأثيراته على العلاقات المصرية السعودية ،وقضية الايطالى ريجينى التى كان الاعلام سببارئيسيا فى توجيه الاتهام للشرطة وتأزيم العلاقات بين البلدين نتيجة التناول الإعلامى غير الرشيد للقضية، بالاضافة إلى الاداء الاعلامى الردىء فى تغطية غرق مركب الهجرة غير الشرعية والدفاع غير الحصيف عن الحكومة قلل من الثقة والمصداقية للاعلام المصرى.
كما رصد التقرير قضايا أمنية مرتبطة بحوادث الإرهاب مثلًا: لوحظ ضعف المعالجة الإعلامية للحوادث الارهابية الاخيرة فى الهرم والعباسية، وقد مرت ساعات ثمينة  وهى الخمس ساعات الأولى، وغاب فيها الاعلام الأمنى والبيانات الرسمية مما جعل شبكات التواصل والمواقع الاخبارية ساحة ومرتعا للشائعات وتباين أعداد القتلى والجرحى .أحدث بلبلة ،وأتاح غياب المعلومات حضورا للجهات الراعية للارهاب لم تكن تحلم به. كما جاءت البيانات الرسمية ضعيفة باهتة لم تقدم جديدا مما يبرز الحاجة إلى الاستعانة بخبراء فى اعلام الأزمات.
كما رصد التقرير اتسام المعالجة التليفزيونية الفضائية بالانفعال والتضخيم وغياب المعلومات وكأن مصر قد أصبحت ساحة حرب ووقعت معظم الفضائيات الخاصة والحكومية فى خطأ مهنى متعمد بنشرها صور الجثث والجرحى وحجم الدمار الناتج عن التفجيرات وهو اكبر خدمة قدمتها هذه القنوات للاعلام الداعشى والمعادى للدولة المصرية، كما اتسمت المانشيتات الصحفية قومية وحكومية بالمانشيتات الزاعقة والألوان السوداء والحمراء الفاقعة الالوان مع غياب تام للتحليلات والتفسيرات المحترمة، وسادت التخمينات.
وكشف التقرير وقوع بعض الإعلاميين فى خطأ فادح حين ذهبوا لمكان الحادث ظنًا منهم بأن الجمهور سيستقبلهم بحفاوة فتم الاعتداء عليهم ومن عجب أن نفس الجمهور رحب جدًا بمنى عراقى ولم يتعرض أحد لها بسوء، مما يجعلنا نضع علامة استفهام حول جماهيرية مزعومة للإعلاميين الثلاثة الذين تم الاعتداء عليهم، وكشفت الحوادث الثلاثة الأخيرة عن ضعف شديد فى إعلام الأزمات وإدارة الأزمة اعلاميًا، وضعف فهم الحشد ضد الارهاب مع حماية الأمن القومى، وتحول الفيس بوك وكافة وسائل التواصل الاجتماعى الى مناحة قومية جاهلة .. تسهم فى تأثير الارهاب وتمنحه قوة وتحقق اهدافه فى بث الرعب والخوف فى النفوس.
كما شهد الإعلام كله نقدًا قاسيًا للأداء الشرطى والأمنى فى مواجهة الارهاب، وهو أمر له خطره على معنويات القوات فى معركة مصيرية صعبة وصراع دموى عنيف، ولم يكن موفقا من أشار على الرئيس بإعلان اسم المتهم فى تفجير الكنيسة البطرسية قبل اجراء التحقيقات.
كما رصد التقرير قضايا اعلامية أثارت جدلًا منها فيلم العساكر الذى بثته الجزيرة الوثائقية من الاحداث البارزة فى عام 2016 وكان رد فعل الاعلام المصرى فى التعامل معه شديد التواضع ولا يليق بالاعلام المصرى وكان للجمعية تعليق عليه ونذكر به.
وشرح مشاهدة للفيلم الذى انتجته وبثته قناة الجزيرة الوثائقية والذى مزجت فيه القناة بين الشهادات الحية ومشاهد حقيقية من انتاج الشئون المعنوية ومسامع ومشاهد من تصريحات السيد رئيس الجمهورية وشهادات خبراء عسكريين أجانب مثل مدير مكتب التعاون العسكرى الأمريكى بالقاهرة.
ووصف التقرير الفيلم بأنه فيلم ساقط فنيًا، متحيز تفضحه عمليات المونتاج غير المهنية ويفضحه المشاهد السلبية المتعمدة بالتركيز عليها من خلال شهادات مجندين سابقين أو من تدعى انه ضابط احتياط وكالعادة ثمة جهود لإبراز الفيلم بالموضوعية من خلال العروض الفنية المبهرة المقتبسة من حفلات التخرج والاستعراضات العسكرية التى يقرر مدير مكتب التعاون العسكرى الامريكى فيها أن الجيش المصرى أبرع من الامريكان فيها.
وأكد التقرير أن صناع هذا الفيلم محظوظون وآية ذلك أن اعلامنا المصرى يقود خطاه حمقى ومغفلون، أقاموا حفلات كبرى مليئة بالسباب والشتائم و«الردح» فمنحوا فيلمًا متواضع القيمة ــــ من الناحية الفنية والإنتاجية ـــ شهرة لم يكن ينالها إلا من خلال إعلانات تكلفهم الملايين عجبت لفيلم ساقط فنيًا يأخذ كل هذا الاهتمام من الاعلام المصرى فمثلًا: ثلاث صحف مصرية وقناة فضائية اليوم تباعًا يتصلون ويسألون عن الفيلم الوثائقى للجزيرة وموقف أو معالجة الاعلام المصرى ياأيها السادة، الكبار يترفعون، نحن دولة كبيرة تاريخًا وحضارة وسكانًا وتأثيرًا فى المنطقة بقوة الجغرافيا، وبقوة التاريخ  كيف نسمح بكل هذه الضجيج ؟ بالفيلم مشاهد حقيقية يعرفها كل من دخل الجيش مجندًا ولا عيب فيها مطلقًا، وفيه مبالغات جارحة لا نقبل بها مطلقًا، وفيه مونتاج خادع ومتحيز، وفيه صفحات، ونود لو أنها تلقى الاهتمام بدلًا من الضجيج.
كما وصف التقرير الفيلم بأنه إجمالًا فيلم متواضع القيمة، صنعته قناة تدرى ما دورها وتعرف ماذا تفعل وتحاول صنع مكانة لدولة صغيرة بالجغرافيا والتاريخ والحضارة، وكان يكفى خبر صغير فى صحيفة، ويكفى كاتب ساخر يتولى أمره وينتهى الجدال أما أن نقيم «مناحة أو وصلة ردح» فذلك شأن الحمقى وحدهم ولا أظن أن دولة بحجم مصر يظل الحمقى فيها قابضين على مفاتيح إعلامها أبد الدهر.
وفى نهاية التقرير طرح تساءل مهم: أين النكتة المصرية الحارقة المارقة؟ أين الكاريكاتير المصرى الحاد الجاد الذى يفعل الأفاعيل؟ أين المقال الساخر للسعدنى أو أحمد رجب أو مصطفى حسين أبحث عنهم للرد على فيلم تافه بدلًا من حفلات الشتائم التى لا تليق بنا، السباب لقطر ومالكها دليل على فقر الإبداع فى فن السخرية التى نحن ملوكها، السباب جهالة يفعلها أى أحد، أنه مسىء لنا لا للفيلم وصناعه، وهل تذكرون الأغانى السياسية الساخرة ؟ أين هى الآن؟.