رمضان كريم !
حماد عبد الله حماد
كتب د. حماد عبدالله حماد 22 أغسطس 2009
يجيء هذا الشهر الكريم، نفحة من نفحات الله العلي القدير، لأمة المسلمين، يجيء في وقت تحتاج فيه الأمة أشد الاحتياج لكلمة واحدة، للاتفاق علي منهجية واحدة تواجه بها عثرات اقتصادية وسياسية واجتماعية، في كل أرجاء أمة الاسلام، يجيء هذا الشهر الكريم وشبه عدم اتفاق بين المسلمين سواء كانوا دولاً أو أقاليم أو حتي بين الأسرة الواحدة كما هو الحال في فلسطين المحتلة والصومال وأفغانستان وحتي في العراق، كثير من الأمم تنظر لأمة الإسلام المتناحرين فيما بينهم، إما علي سلطة زائفة أو علي كسرة خبز زائلة يأتي شهر رمضان الكريم، لكي تتوحد القلوب وتتجه العيون والأفئدة إلي رب العزة ومسترشدة بنبي الله سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم ومتوجهين جميعاًَ من كل أنحاء المعمورة إلي قبلة البيت الحرام في مكة المكرمة، يجمعنا جميعاً نداء الحق لصلاة فجر أو عشاء ، وتعدد الأدعية بكل لغات الأرض التي ينطق بها مسلمو هذه الأمة من كل الأجناس وكلها موحدة بالله العلي العظيم .
يارب إجعل صيامنا وقيامنا وصلاتنا وزكاتنا هذا العام في شهر رمضان الكريم، يصاحب دعاءنا لبلادنا ، بأن يسدد خطاها وأن يحميها من كل سوء ، وأن يدعم الصبر عندنا وأن يعظم الآمال لدي المخلصين من أبناء هذه الأمة ، وأن نداوم علي الإخلاص في العمل ،وألا نتوقف لحظة عن الإحساس بأن الأمل عظيم ، وبأن الله هو القادر والواحد والأحد ، وهو البصير العليم .
ماذا لو اتجه المخلصون من أبناء أمة الإسلام بجانب دعائهم ، وصلواتهم توحدهم في هذا الشهر الكريم، إلي الدأب في عملهم ، ومواصلة كفاحهم لبناء أمة عظيمة ، أمة رائدة في الديمقراطية ، وفي الإقتصاد وفي الإجتماع وفي التعليم وفي القضاء وإستتباب الأمن بالعدل والحق ، والعمل علي القضاء علي بذور وشجر الفساد .
أمة لم يحرمها الله من الثروات الطبيعية ، فضاء وأرض ومابينهما وما تحتهما من أنهار وبحيرات وما يحيطها من بحار، وشعوب عظيمة ذات ثقافات وحضارات متعددة راسخة من ألوف السنين، شعوب ورثت الحكمة والمعرفة ، وورثت دينا حنيفًا، وسنة عظيمة، كل هذه الإمكانات مع العمل والدعاء إلي الله في شهر مفترج، لاشك بأن " غمة ستزول " وبأن " فرجًا قريبا سننول " وبأن كل " ما يخيب الآمال سيزول " .
- إن مجيء شهر رمضان الكريم في هذه الأيام الصعبة التي نمر بها، كأمة مسلمة، نحتاج من الأئمة ومن أولي الأمر، أن يقودوا هذه الشعوب إلي مايرتضيه الله ورسوله إلي الخير- إلي بر الأمن ، أن تتوحد كلمة الفرقاء من أولي الأمر، حتي لا تضيع حقوق هذه الشعوب المؤمنة بالله ورسوله، نتيجة حماقات زائلة وحسبنا الله ونعم الوكيل !!