السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

اكتشاف وتدمير 67 نفقاً وبيارة وقود.. وضبط 1738 قطعة سلاح

اكتشاف وتدمير 67 نفقاً وبيارة وقود.. وضبط 1738 قطعة سلاح
اكتشاف وتدمير 67 نفقاً وبيارة وقود.. وضبط 1738 قطعة سلاح




كتب - عمر علم الدين


تعد قوات حرس الحدود من أعرق وأقدم أسلحة القوات المسلحة  وقد مرت بأربع مراحل منذ إنشائها عام 1878 حيث كانت عبارة عن إدارتين هما ( إدارة السواحل - إدارة الحدود )، ويشهد التاريخ  لقوات حرس الحدود  بالكثير من الأعمال البطولية، منها اكتشاف قوات الضفادع البشرية التى حاولت التسلل لميناء الإسكندرية الشرقى، والقبض عليهم،  والإسهام فى إعادة القوات من سيناء باستخدام مراكب الصيد الآلية، بالإضافة لاشتراك أفراد من قوات السواحل فى معركة «رأس العش»، واكتشاف المدمرة إيلات بمعرفة بحرية السواحل،  ما أدى لضربها بالصواريخ وإغراقها، كما ساهمت القوات فى تأمين الممر الملاحى من المطرية إلى بورسعيد بعد قطع الطريق البرى بورسعيد _ دمياط، بالإضافة لإنقاذ الطيارين المصريين والقبض على طيارى العدو الذين سقطوا فى مناطق اختصاص حرس الحدود.
وفى حـــــــرب أكتوبر 1973، كانت لقوات حرس الحدود مواقف مشهودة حيث تم الإبلاغ عن (2153) طائرة معادية بواسطة نقاط المراقبة الجوية بالنظر التابعة لسلاح حرس الحدود، ما ساهم فى تحقيق السيطرة على سماء المعركة .
وتمكنت نقاط التأمين والمراقبة من اكتشاف تسلل قوات معادية فى الثغرة ما بين ( ج2 , ج3 ) وقامـــت بالإبــــلاغ عنــها.
كما تمكن الفوج الأول من قوات حرس حدود من التصدى للعدو جنوب السويس، ومنعه من اختراق وتدمير جزء كبير من معدات الفوج، وقام بالتصدى للعدو واشتبك مع دباباته، ومنعه من التقدم غربًا.
وكان من أبرز الشخصيات التى خدمت ضمن صفوف قوات حرس الحدود الرئيس محمد نجيب، والرئيس محمد أنور السادات، ومحمد عبد القادر حاتم (وزير الإعلام الأسبق)، والمشير محمد عبد الغنى الجمسى (وزير الدفاع الأسبق).
وتحمل قوات حرس الحدود على كاهلها مهمة ثقيلة  بسبب التهديدات التى تواجه مصر على جميع الاتجاهات الاستراتيجية، حيث تقع مصر فى الركن الشمالى الشرقى من إفريقيا وتبلغ مساحتها حوالى مليون كيلو متر مربع وتمتاز جغرافيتها بالبساطة النسبية كما يغلب عليها الطابع الصحراوى على كل الاتجاهات الاستراتيجية (الشمالى الشرقى - الغربى - الجنوبى)، لذا تتحمل قوات حرس الحدود عملية حماية وتأمين الحدود فى عدة اتجاهات فهم العين الساهرة للوطن  ضد التهديدات  فعلى الاتجاه الشمال الشرقى :  تعمل القوات على تدميرالأنفاق مع زيادة (أعماقها - أطوالها - تحصيناتها) على امتداد الشريط الحدودى المواجه لقطاع غزة، بالإضافة للقضاء على  الزراعات المخدرة ( بانجو - خشخاش ) بجنوب سيناء.
كما تتولى القوات تأمين قناة السويس أهم مجرى ملاحى عالمى وبها ( كوبرى السلام - المعديات - نفق الشهيد أحمد حمدى ) خاصة مع احتمال تعرضها لبعض العدائيات لتعطيل الملاحة . كما تتصدى القوات لأعمال التهريب ( الأسلحة - الذخائر- المواد المخدرة - المواد العضوية المستخدمة فى تصنيع العبوات الناسفة ) خاصة مع اقتران تنفيذ تلك الأعمال بالعنف.
وغربًا، تمتد حدود الاتجاه الإستراتيجى الغربى لأكثر من (2500) كم ويعتبر هذا الاتجاه أكثر الاتجاهات الاستراتيجية التى تشهد عمليات تهريب لمواجهة هذا الاتجاه لأوروبا ما أدى لانتشار عمليات الهجرة غير الشرعية.
كما توجد هضبة السلوم وبحر الرمال الأعظم ( الذى تنتشر به الكثبان الرملية ) على الحدود الغربية، ما ساعد على زيادة معدلات التسلل والتهريب، بالإضافة لامتداد منخفض القطارة ( أهم وأكبر منخفض بمصر) داخل عمق الاتجاه والذى يساعد على تخفى العناصر القائمة بالتسلل وعمليات التهريب.  
وعلى الاتجاه الجنوبى، يقوم رجال قوات حرس الحدود بمنع عمليات استنزاف الثروات القومية للدولة، خاصة أعمال التنقيب عن المعادن ( الذهب ) باستخدام الأجهزة والوسائل التقليدية، خاصة بعد قيام أصحاب عمليات التنقيب بتطوير تلك الوسائل باستمرار نظراً للعائد المادى الكبير .
ولتاريخها الطويل وخبرتها الكبيرة،  تقوم قوات حرس الحدود بدورها ومهامها بكفاءة عالية، وتحدد واجباتها ونطاق مسئوليتها وأسلوب تنفيذها القوانين والقرارات والتعليمات التى تصدر من السلطات المختصة عسكرية أو مدنية لتأمين المناطق الحدودية .  ومن أهم اختصاصتها أعمال المراقبة، والتنظيم، والاستطلاع والإنذار على حدود وسواحل الدولة.
كما تقوم بفرض سيادة وسيطرة الدولة، ومقاومة ومنع التسلل البرى والبحرى لعناصر التخريب والتهريب عبر حدود وسواحل الدولة، وتأمين المسطحات المائية للبحيرات الداخلية والبواغيز والساحل القريب بالتعاون مع القوات البحرية.
كما تقوم بمعاونة قطاع السياحة فى مراقبة الأنشطة السياحية المختلفة أثناء عبورها للحدود الدولية والمياه الإقليمية ومتابعتها بالمناطق الحدودية ( رالى سباقات السيارات والدراجات - سباقات اليخوت - الرحلات الصحراوية )، ومعاونة قطاع ( التعدين - الزراعة - الرى ) فى تأمين البعثات بالمناطق الصحراوية على الحدود البرية وسواحل الدولة، بالإضافة للاشتراك مع وزارة الداخلية فى القضاء على الزراعات المخدرة فى شبه جزيرة سيناء.
كما تقوم القوات بالمساهمة فى الحفاظ على الثروة السمكية من خلال مباشرة تنفيذ قانون الصيد (124 لسنة 1983)، عبر السيطرة على مراكب الصيد من نقاط السروح (تفتيش المراكب) المتواجدة على سواحل (البحر المتوسط / الأحمر / قناة السويس / البحيرات)، والحفاظ على عبر مباشرة تنفيذ قانون البيئة (رقم 4 لسنة 1994)، بالإضافة لتأمين وإدارة المنافذ الحدودية غير الرعية لحماية الثروة القومية للدولة فى المناطق التى يصعب على أجهزة الدولة الوصول إليها لتنفيذ مهامها.
 وتقوم القوات بتأمين المنافذ الشرعية وإحكام السيطرة عليها بالتنسيق مع إدارة المخابرات الحربية، عبر مراجعة أوراق الأفراد العابرين للمنفذ والتأكد من مطابقتها للأوراق الرسمية للأفراد، وحصر الأفراد الذين انتهت مدة إقامتهم من واقع الدفاتر والإبلاغ عنها.
 وتدرك قوات حرس الحدود دورها جيداً فهى تقاوم الإرهاب، وعمليات التهريب،  وما لهم من تأثير على الاقتصاد والأمن القومى، فالتهريب لا يقل خطورة عن الإرهاب فهو الشريان الرئيسى المغذى للإرهاب المسلح.
وتعتبر أعمال التهريب والتسلل أكثر الأعمال خطورة على الأمن القومى واقتصاد الدول، فخلالها يتم تهريب الأسلحة والذخائر والمتفجرات التى تستخدمها الجماعات الإرهابية فى تفكيك الدول وزعزعة الأمن القومى لها، وغالبا ما يتم ذلك بمساعدة دول أخرى ، وتتصدى القوات لتسلل عناصر شديدة الخطورة (إجرامية / تكفيرية)، والتى تستهدف تنفيذ أنشطة تخل بأمن واستقرار الدول.
ويعتبر التهريب من أخطر الأمراض التى تهدد الصناعة الوطنية فى الوقت الحالى نظراً للخسائر الكبيرة التى يتكبدها الاقتصاد المصرى جراء ذلك، بالإضافة إلى رداءة تلك المنتجات واحتمالات إصابة من يستخدمها بأمراض عديدة، بالإضافة إلى أن البضائع المهربة تهدر على الدولة المليارات سنوياً،  نتيجة للتهرب الجمركى خاصة بعد تزايد حجمها عقب ثورة يناير.
 وشهد العام الماضى نشاطاً مكثفًا لقوات حرس الحدود، خاصة فى الفترة من  أول نوفمبر حتى الآن،  فقد تم خلال 70 يومًا القضاء على عدد من البؤر والعناصر الإرهابية خلال تنفيذ مهام تأمين الحدود بالتعاون مع الأفرع الرئيسية والتشكيلات التعبوية وتم اكتشاف وتدمير (67) نفقًا وبيارة وقود، وفى مجال الأسلحة والذخائر والمتفجرات، تم ضبط وتدمير  (1738) قطعة سلاح أنواع، و (12849) طلقة أنواع، و(380) كجم متفجرات، وتقدرقيمة للمضبوطات بما يوازى مبلغ (29.743.350) مليون جنيه.
وفى مجال القضاء على المواد المخدرات تم ضبط  118طنًا من مخدر البانجو الجاف، و 17 طنًا من جوهر الحشيش المخدر  بقيمة (1.8) مليار جنيه.
كما تم ضبط (32) مليون قرص مخدر، و413 كجم هيروين وكوكايين وأفيون، وتدمير  175 فدانًا تحوى زراعات نباتات مخدرة (بانجو – خشخاش).
وفى مجال الهجرة الغير شرعية  تم ضبط (12192) فردًا جنسيات مختلفة، كما تم خلال تلك الفترة  ضبط البضائع الغير خالصة الرسوم الجمركية والمواد البترولية المدعمة  بالقيمة التقديرية بما يوازى 954 مليون جنيه.
وفى مجال تهريب الأثار والتنقيب عن الذهب تم  ضبط عدد (32) قطعة أثرية لا تقدر بثمن وتم ضبط (88) جهازاً للتنقيب عن الذهب بحوزة (197) فردًا والقيمة التقديرية بما يوازى مبلغ 3 ملايين جنيه.
وفى مجال ضبط العملات :تم  ضبط ما قيمته (14.765.441) مليون جنيه عملات مختلفة (جنيه مصرى / دولار أمريكى / جنيه إسترليني/ ريال سعودى/ دينار ليبى/ جنيه سودانى) بإجمالى القيمة التقديرية لجميع المضبوطات بقيمة ( 2.8) مليار جنيه تقريبًا.